موجة اعترافات جديدة تعزّز مكانة فلسطين في أروقة الأمم المتحدة

مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة واقترابها من دخول عامها الثاني، تتجه أنظار العالم إلى نيويورك حيث تنعقد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. هذا العام، تهيمن القضية الفلسطينية والحرب في غزة على أجندة الاجتماعات، وسط حراك متزايد لدعم مبادرة حلّ الدولتين وتعزيز الاعتراف الدولي بدولة فلسطين.

الحرب في غزة تتصدّر اجتماعات الأمم المتحدة

من المقرر أن يجتمع زعماء العالم ابتداءً من يوم الاثنين في مقر الأمم المتحدة لمناقشة تداعيات الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، في ظلّ التدهور الإنساني غير المسبوق في غزة. وتؤكد تقارير دبلوماسية أن “الحرب في غزة” ستكون العنوان الأبرز خلال الدورة الجديدة للجمعية العامة.

مؤتمر دولي برعاية سعودية–فرنسية

وعلى هامش الاجتماعات، سيُعقد مؤتمر مشترك برعاية سعودية–فرنسية، يُتوقّع أن يشهد إعلان دول عدّة، من بينها فرنسا، اعترافها الرسمي بدولة فلسطين. وتشير مصادر إلى أن هذه الخطوة تأتي في سياق مساعٍ دولية لتوسيع الاعتراف بفلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.

أكثر من 145 دولة تعترف بفلسطين

حتى الآن، أعلنت أكثر من 145 دولة اعترافها بدولة فلسطين. وكان الاعتراف الأول قد جاء عقب إعلان المجلس الوطني الفلسطيني قيام الدولة عام 1988، ثم تبعته موجة اعترافات واسعة من دول في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وفي السنوات الأخيرة، خصوصاً خلال ربيع 2024، انضمت دول أوروبية وكاريبية جديدة مثل أيرلندا، النرويج، إسبانيا، بربادوس وجامايكا إلى قائمة الدول المعترِفة. كما أعلنت دول مثل بلجيكا وأستراليا وكندا ومالطا نيتها الانضمام قريباً.

غوتيريش: لا تخشوا ردود الفعل الإسرائيلية

دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، المجتمع الدولي إلى عدم الخوف من ردود الفعل الإسرائيلية على الاعتراف بدولة فلسطين. وأكد في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن إسرائيل تواصل سياسات تهدف إلى “تدمير قطاع غزة وضمّ الضفة الغربية”، مضيفاً أن الضغط الدولي ضروري لوقف هذه السياسات.

“إعلان نيويورك” وخطوات لحلّ الدولتين

يوم الجمعة الماضي، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة “إعلان نيويورك”، وهو مبادرة سعودية–فرنسية تهدف إلى إحياء مسار حلّ الدولتين. ويتضمن الإعلان خطوات ملموسة ومحددة زمنياً وغير قابلة للتراجع، تمهيداً لإقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل.

من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، تعترف 149 دولة حتى الآن بدولة فلسطين. ومع الزخم الدولي المتجدد، يبدو أن قضية الاعتراف بفلسطين ودعم حلّ الدولتين تقترب أكثر من أي وقت مضى من أن تصبح محوراً أساسياً في القرارات الدولية المقبلة.