ذات صلة

جمع

أطفال غزة في مواجهة الجوع والموت البطيء

في غزة، لم تعد الحرب وحدها تقتل الأطفال، بل...

نتنياهو يعلن بداية مرحلة عسكرية جديدة في غزة

في تطور عسكري وسياسي بالغ الخطورة، أعلن رئيس الوزراء...

الطفلة مريم.. “شظية إسرائيلية” تسرق ملامحها وطفولتها

في قلب المأساة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة، تقف...

بلجيكا تتحصن ضد خطر الإخوان.. مؤتمر سياسي يضع الجماعة الإرهابية تحت المجهر

في خطوة جديدة تعكس تنامي الوعي الأوروبي بمخاطر جماعة...

نتنياهو يعلن بداية مرحلة عسكرية جديدة في غزة

في تطور عسكري وسياسي بالغ الخطورة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الجيش بدأ بالفعل مرحلة جديدة من عملياته في قطاع غزة، واصفًا هذه المرحلة بأنها “حاسمة” في مسار الحرب المستمرة منذ شهور.

الإعلان جاء في وقت حساس، إذ تتصاعد الضغوط الداخلية والخارجية على الحكومة الإسرائيلية وسط تعقيدات ميدانية وإنسانية متفاقمة.

عملية برية تتوسع تدريجيًا

نتنياهو أكد، أن العملية لم تعد تقتصر على الضربات الجوية التي شهدتها غزة خلال الأسابيع الماضية، بل انتقلت إلى التوغل البري داخل أحياء المدينة، في خطوة يرى مراقبون أنها تمثل بداية فصل جديد من المواجهة.

والتحركات الميدانية تشمل -بحسب مصادر أمنية إسرائيلية- عمليات “مدروسة” في محيط مدينة غزة، مع استخدام مكثف للدبابات ووحدات المشاة لتعقب مقاتلي حركة حماس واستهداف بنيتها التحتية.

تهجير واسع ومخاوف إنسانية

مع إعلان الجيش الإسرائيلي بدء العملية البرية، شهدت غزة موجة نزوح غير مسبوقة، إذ قدرت مصادر فلسطينية ودولية مغادرة ما يزيد على 350 ألف شخص من المدينة خلال الأيام الأخيرة، أي ما يقارب نصف سكانها.

المدنيون الذين حاولوا الفرار عبر طريق الرشيد نحو الجنوب واجهوا ظروفًا إنسانية قاسية، وسط نقص حاد في المياه والغذاء والمأوى.

والتحذيرات الأممية تتصاعد بشأن احتمالية تفاقم الكارثة الإنسانية، مع استمرار القصف المكثف على أحياء مأهولة مثل الشيخ رضوان وتل الهوى والكرامة.

أهداف معلنة وخفية

الجيش الإسرائيلي، من جانبه، أعلن عبر متحدثه أفيخاي أدرعي أن الهدف من العملية هو “تدمير البنية التحتية لحماس” وتجريدها من قدراتها العسكرية.

لكن محللين سياسيين يشيرون إلى أن الحملة العسكرية تحمل أيضًا أهدافًا سياسية لنتنياهو، الذي يواجه انتقادات داخلية متصاعدة وملفات قضائية معقدة، والإعلان عن مرحلة جديدة قد يكون رسالة موجهة إلى الداخل الإسرائيلي بقدرة الحكومة على فرض الحسم العسكري رغم الخسائر والتحديات.

ضغوط دولية متزايدة

المجتمع الدولي يتابع بقلق هذا التصعيد، إذ صدرت بيانات من الأمم المتحدة وعدة عواصم أوروبية تحذر من التبعات الكارثية لأي اجتياح شامل لمدينة مكتظة بالسكان مثل غزة.

والولايات المتحدة، الحليف الأكبر لإسرائيل، تواصل الدعوة إلى ضبط النفس، مع التأكيد على “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، وهو ما يضع إدارة الرئيس الأميركي تحت ضغط التوازن بين دعم تل أبيب والحد من الانعكاسات الإنسانية.

سيناريوهات مفتوحة

في ظل هذا التصعيد، يطرح المحللون عدة سيناريوهات لمسار المرحلة الجديدة، الأول هو أن العملية قد تتوسع تدريجيًا إلى عمق المدينة، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع الخسائر البشرية بشكل كبير.

بينما الثاني أن العملية قد تظل محدودة بهدف الضغط السياسي والعسكري دون انخراط شامل، والسيناريو الثالث فيرتبط بمدى قدرة الوسطاء الدوليين، خاصة مصر وقطر، على التدخل لوقف التصعيد أو التوصل إلى تفاهمات تمنع انزلاق الأوضاع نحو مواجهة إقليمية أوسع.