دخلت إسرائيل في مواجهة جديدة مع هجمات إلكترونية غير مسبوقة، بعدما تمكنت مجموعة قراصنة -قالت تقارير إنها تركية- من اختراق هواتف 11 وزيرًا إسرائيليًا، بينهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ونشر أرقامهم الخاصة على منصة “إكس”.
وبينما تؤكد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، أن المعلومات الحساسة لم تتسرب، إلا أن مجرد كشف بيانات بهذا الحجم يطرح تساؤلات حول جاهزية البنية السيبرانية للدولة العبرية.
نتنياهو وقادة بارزون في مرمى الاستهداف
القائمة التي نشرها القراصنة لم تتوقف عند حدود الوزراء، بل شملت شخصيات سياسية بارزة مثل رئيس الكنيست أمير أوحانا ووزراء سابقين وحاليين، من بينهم يوآف غالنت، ياريف ليفين، إيلي كوهين، ميري ريغيف، دودي أمسالم، ميكي زوهار، آفي ديختر، ويوآف كيش.
ورغم أن بعض المصادر الإسرائيلية قالت إن رقم نتنياهو قد لا يكون محدثًا، إلا أن مجرد إدراجه في القائمة اعتبر ضربة معنوية للحكومة التي تروج لنفسها كإحدى أقوى القوى السيبرانية في العالم.
كاتس في قلب العاصفة
الاختراق لم يكن مجرد تسريب للأرقام، بل وصل إلى حدود أبعد مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس، فقد تلقى كاتس مكالمة فيديو من أحد القراصنة، تخللتها شتائم مباشرة وتصوير للشاشة قبل أن يقطع الاتصال، وبعد دقائق، وجد الوزير نفسه غارقًا في سيل من الرسائل المسيئة والتهديدات عبر هاتفه الشخصي، ما وضعه في موقف محرج وأظهر هشاشة المنظومة الأمنية الرقمية للوزراء.
تصاعد التهديدات بعد المواجهة مع إيران
تشير تقديرات أمنية إسرائيلية، أن هذه الهجمات ليست معزولة، بل تأتي في سياق أوسع منذ التصعيد الأخير مع إيران، فالهجمات الإلكترونية ضد مسؤولين إسرائيليين تكثفت بشكل لافت خلال الأشهر الماضية، في محاولة للتأثير على القرار السياسي والأمني من الداخل.
بينما تحاول المؤسسات الرسمية طمأنة الرأي العام بأن المعلومات الحساسة لم تتعرض للاختراق، فإن تواتر هذه الحوادث يثير قلقًا من أن تكون مرحلة “التجسس على الأرقام” مجرد بداية لهجمات أعمق.
حرب نفسية بوسائل رقمية
يرى محللون، أن هذه الهجمات تتجاوز بعدها التقني إلى كونها أداة ضغط نفسي على القيادة الإسرائيلية، فإظهار أرقام المسؤولين للعامة وتحويل هواتفهم إلى قنوات للإزعاج والتهديد، يهدف إلى إرباك دوائر صنع القرار وإظهارهم بمظهر العاجزين أمام خصومهم.
ومن شأن هذه الحرب النفسية الرقمية أن تضاعف الضغوط الداخلية على حكومة نتنياهو، التي تواجه بالفعل أزمات سياسية وأمنية متلاحقة.
تحديات أمنية متصاعدة
ورغم محاولات التهوين من شأن الهجوم، إلا أن حقيقة وقوعه تكشف عن ثغرات أمنية في حماية كبار المسؤولين، فإسرائيل، التي لطالما قدمت نفسها رائدة في مجال الأمن السيبراني، تجد نفسها اليوم في موقع المدافع عن جبهتها الداخلية الرقمية.
ومع استمرار التهديدات، تبرز الحاجة إلى تعزيز منظومة الحماية وتطوير بروتوكولات أمنية أشد صرامة لدرء أي هجمات مستقبلية قد تستهدف ما هو أخطر من مجرد أرقام هواتف.