ذات صلة

جمع

التوتر بين أميركا وفنزويلا.. إلى أين يقود التصعيد؟

يشهد التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا تصعيدًا متسارعًا، في...

تركيا بين الشارع والمحاكم.. احتجاجات وأزمة سياسية متفاقمة

شهدت مدينة إسطنبول، يوم الاثنين، تصعيدًا سياسيًا وأمنيًا لافتًا،...

“الكارلو”.. السلاح البدائي الذي استُخدم في هجوم راموت قرب القدس

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أن السلاح الذي استُخدم في...

فيينا تتحرك.. “خطوات رقابية جديدة لملاحقة أنشطة تزايد نفوذ الإسلام السياسي”

تواصل العاصمة النمساوية فيينا اتخاذ إجراءات أكثر صرامة تجاه...

إيران ومعاهدة الحد من الانتشار النووي.. بين التريث والانسحاب.. أي مستقبل ينتظر القرار؟

في خطوة تعكس تصاعد التوترات الإقليمية، أعلنت إيران عن دراسة جدية بشأن انسحاب محتمل من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وهو قرار يمكن أن يكون له تبعات استراتيجية ودبلوماسية عميقة.

رغم أن القرار النهائي لم يتخذ بعد، فإن الجدل الداخلي في طهران حول هذه المسألة يعكس الحساسيات المتزايدة حيال البرنامج النووي الإيراني والمواجهة المستمرة مع القوى الغربية، خاصة الولايات المتحدة وإسرائيل.

نقاشات برلمانية وحذر رسمي.. هل يكون القرار وشيكًا؟

على الرغم من التصريحات الرسمية من إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، التي أكدت أن البلاد ما تزال ملتزمة بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، فإن مشروع قانون قيد المناقشة في البرلمان الإيراني قد يفضي إلى انسحاب طهران من المعاهدة.

ويأتي هذا المشروع في وقت حساس للغاية، حيث تزايدت الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، مما دفع العديد من المسؤولين الإيرانيين إلى إعادة النظر في التزاماتهم الدولية.

وفي هذا السياق، شدد بقائي على أن إيران ستتخذ القرار المناسب بناءً على “التطورات الأخيرة”، متجنبًا تقديم موعد حاسم، حيث أشار إلى أن الأمر ما زال في مراحله الأولية، لكن التصعيد الإقليمي يمكن أن يسهم في تسريع اتخاذ القرار.

الهجمات الإسرائيلية.. عامل مؤثر على قرار الانسحاب

ومع تصاعد الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية بشكل غير مسبوق في ظل حرب الـ 12 يومًا، هو ما اعتبره البعض بمثابة تهديد مباشر للأمن القومي الإيراني.

من جهتها، قالت إيران مرارًا وتكرارًا: إنها لا تسعى لتطوير أسلحة نووية، مؤكدة أن برنامجها النووي يقتصر على الاستخدامات السلمية للطاقة.

ومع ذلك، فإن الهجوم الإسرائيلي الأخير لم يمر دون تأثير على حسابات طهران، التي اعتبرت أن هذه الهجمات تأتي على خلفية قرارات سياسية دولية تتعلق بمواقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية، إلى أن هذه الهجمات جاءت بعد قرار موجه من الوكالة الدولية، مما قد يعزز المواقف الداخلية المطالبة بتغيير السياسة النووية الإيرانية.

لا شك أن هذا الوضع يثير تساؤلات حول مستقبل التعاون الإيراني مع الوكالة، خاصة في ظل الدعوات لتعليق الأنشطة التفتيشية.

فتوى خامنئي ومواقف إيرانية محورية “بين الدين والسياسة”

الحديث عن الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية لا يتوقف عند القضايا السياسية والأمنية فقط، بل يمتد ليشمل الفتاوى الدينية.

في وقت سابق، أكد المرشد الإيراني علي خامنئي أن الأسلحة النووية تتعارض مع تعاليم الشريعة الإسلامية، ما يعكس موقفًا دينيًا في سياق البرنامج النووي الإيراني.

ورغم ذلك، يبدو أن التطورات الإقليمية والدولية قد تدفع السلطات الإيرانية إلى إعادة النظر في التزاماتها الأمنية، بما في ذلك علاقتها بالمعاهدة التي تحظر امتلاك الأسلحة النووية.

الانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية سيضع إيران أمام ضغوط دولية غير مسبوقة.

قد سبق أن هددت بعض الدول الغربية بفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على طهران إذا اتخذت هذا القرار، في المقابل، فإن الانسحاب قد يفسر على أنه خطوة تصعيدية تضاف إلى سلسلة من الأزمات السياسية في المنطقة، مما يزيد من تعقيد العلاقات الإيرانية مع القوى الكبرى.

إيران تدرك جيدًا أن أي خطوة من هذا النوع قد تؤدي إلى عزلة دولية، لكن بالمقابل، فإن تزايد الهجمات الإسرائيلية وتحركات الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد يكون دافعًا لتغيير الحسابات الاستراتيجية.