تصريحات جديدة لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي تعكس جدلاً متصاعدًا داخل إسرائيل بين خيار التوصل إلى اتفاق سياسي يوقف الحرب في غزة وبين الاستمرار في العمليات العسكرية لتحقيق أهداف ميدانية. وبينما تبقى الكلمة الفصل بيد القيادة السياسية، تزداد الضغوط الدولية لإيجاد مخرج يخفف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
تصريحات عسكرية بارزة
قال رئيس الأركان الإسرائيلي، الاثنين: إن هناك مقترحًا للتسوية بشأن غزة، مشيرًا أن التعامل معه بجدية قد يشكل فرصة لتغيير الواقع القائم. وأكد أن القرار النهائي في هذا الملف يعود إلى المستوى السياسي، فيما يلتزم الجيش بتنفيذ أي توجيه يصدر عنه.
ملف الصفقة والعمليات الميدانية
شدد هليفي على أن المؤسسة العسكرية ستواصل التزامها بأهداف الحرب، مؤكدًا أن القوات الإسرائيلية مستمرة في تحركاتها داخل القطاع، مع تركيز العمليات على مواقع تعتبرها مرتبطة بالبنية التنظيمية والعسكرية لحركة حماس.
وأضاف: أن الضغط العسكري سيستمر إلى حين تحقيق نتائج ملموسة، بالتوازي مع إبقاء خيار التسوية السياسية مطروحًا.
موقف إسرائيلي متباين
تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه الأوساط السياسية والأمنية في إسرائيل نقاشًا محتدمًا حول جدوى الاستمرار في الحرب مقابل الانخراط في اتفاق يوقف القتال.
بعض المسؤولين يرون أن أي صفقة قد تمنح إسرائيل فرصة لإعادة ترتيب أولوياتها الداخلية، فيما يحذر آخرون من أن القبول بها الآن قد يُفهم كتراجع يضعف صورة الردع.
سياق إقليمي ودولي
وتزامنت تصريحات هليفي مع تحركات دبلوماسية تقودها أطراف إقليمية ودولية، في محاولة لاحتواء الأزمة الإنسانية في غزة والتمهيد لتسوية قد تتيح تهدئة مؤقتة، وسط ضغوط متزايدة لإنهاء القتال.
ردود فلسطينية ودولية
في المقابل، اعتبرت حركة حماس أن أي حديث عن تسوية يجب أن يضمن وقفاً كاملاً لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، مؤكدة أن استمرار العمليات يفاقم الكارثة الإنسانية.
كما شددت منظمات أممية على أن الأوضاع المعيشية في غزة بلغت مستويات غير مسبوقة من التدهور، داعية جميع الأطراف إلى التوصل لاتفاق عاجل يوقف القتال.