ذات صلة

جمع

أكاذيب سلطة بورتسودان.. سجل حافل من التضليل الإعلامي بين إنكار الحقائق وتصدير الأزمات

أحدثت ادعاءات الجيش السوداني بشأن تدمير طائرة إماراتية في...

مأرب على صفيح ساخن.. إلى أين تقود فضائح المخابرات الإخوانية؟

أحدثت شهادة سلطان نبيل قاسم، أحد ضحايا الانتهاكات على...

هل ينجح إخوان سوريا في العودة إلى المشهد عبر بوابة المعارضة؟

أثار البيان الأول لجماعة الإخوان الإرهابية في سوريا، بعد...

“انفجارات عنيفة جنوب صنعاء.. إسرائيل تعلن قصف مواقع للطاقة تابعة للحوثيين”

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، تنفيذ هجوم جديد على أهداف...

خلايا ناعمة.. كيف توظف جماعة الإخوان النساء في العمل السري والتأثير الاجتماعي؟

في الوقت الذي يتجه فيه العالم نحو تمكين المرأة في الأطر المدنية والتنموية، يظهر نموذج مختلف تمامًا داخل بنية جماعة الإخوان الإرهابية، حيث ما تزال النساء يستخدمن كأدوات تنظيمية خفية ضمن أجندات أيديولوجية مغلقة، قائمة على التغلغل، والسيطرة الناعمة، والعمل السري.

منذ عقود، استثمر التنظيم في تأسيس ما يعرف بـ”قسم الأخوات”، وهو جناح نسائي لم ير إلا في الخلفية لسنوات، لكنه لعب أدوارًا متصاعدة في إدارة شبكات الدعم، وتجنيد الفتيات، وتمرير الرسائل والأموال، وحتى التلاعب بالمجال الانتخابي والمجتمعي تحت واجهات اجتماعية ودينية.

من الدعوة إلى التكليف التنظيمي

نشأ القسم النسائي داخل الجماعة كأداة دعوية، لكن سرعان ما تطور إلى هيكل ميداني ذي طابع وظيفي، ومع تزايد الضغوط الأمنية على كوادر التنظيم الرجالية، برزت المرأة الإخوانية كبديل غير ملفت، تتحرك بحرية نسبية، وتنفذ مهامًا لا تقل أهمية عن نظيراتها في الجماعات السرية.

النساء في هذا السياق لم يكن فاعلات مدنيات، بل عنصرًا مكلفًا بمهام محددة ضمن هيكل تنظيمي، حيث شكلت وحدات سرية من النساء لنقل التعليمات، وحشد الأنصار، وتنفيذ المهام اللوجستية في بيئة محلية يصعب على الرجال التحرك فيها بنفس الحرية.

أداة تمويل تحت الغطاء الإنساني


اعتمد التنظيم على نسائه في إنشاء شبكات تمويل داخلية وخارجية، تحت مسميات إنسانية كدعم الأرامل واليتامى، بينما كانت تلك الأموال تُحوّل فعليًا لدعم الأنشطة الإعلامية والدعائية، أو لوجستيات العمل التنظيمي.

وفي بعض الحالات، تم استغلال الطبيعة الاجتماعية للعلاقات النسائية، وخاصة في الأحياء الشعبية والريف، لبناء قنوات جمع تبرعات واستقطاب متعاطفات، وتحويل البيوت إلى نقاط اتصال آمنة للتنظيم.

لم يكتفِ التنظيم بتجنيد النساء في العمل التنفيذي، بل سعى إلى هندسة الولاء عبر ما يمكن تسميته بـ”سلاح المصاهرة”، حيث يتم ترتيب زيجات داخل الإطار التنظيمي لضمان بناء أسر مغلقة تدين بالولاء الكامل للفكر الإخواني، بعيدًا عن التأثيرات المجتمعية والدولة.

هذا التكتيك مكّن الجماعة من نقل الأفكار والأوامر عبر الأجيال، داخل بنية أسرية خاضعة لرقابة تنظيمية دقيقة.

في مواسم الانتخابات، كانت “الأخوات” يشكّلن ماكينة دعاية غير مرئية، تعمل داخل البيوت، ومجالس النساء، والجمعيات الخيرية، لتوجيه الرأي العام، والتأثير على توجهات الناخبين باستخدام خطاب ديني عاطفي يتلاعب بالوجدان أكثر من العقل.

كما عملت تلك الشبكات على تعبئة الأصوات في المجتمعات الهشة، باستخدام أدوات التأثير الاجتماعي والديني، بعيدًا عن أدوات السياسة التقليدية.

دروع بشرية وواجهة إعلامية

في المشاهد الميدانية، خاصة أثناء المواجهات أو الاعتصامات، استُخدمت النساء كدروع بشرية لحماية العناصر المسلحة، وكواجهة لإثارة الرأي العام الدولي، حضورهن لم يكن عفويًا، بل ضمن خطة محسوبة لتوظيف الصورة الإنسانية في قلب الحدث السياسي والأمني.

ما يسمى بـ”قسم الأخوات” داخل جماعة الإخوان، لم يكن يومًا إطارًا دعويًا فقط، بل شكل بنية خفية داعمة للعنف، والمراوغة السياسية، والتغلغل الناعم داخل النسيج المجتمعي، ما يجعله جزءًا من عقل التنظيم الأمني، لا الدعوي فقط.