أطلق ناشطون يمنيون حملة واسعة على مواقع التواصل تحت وسم #كشف_الإخوان، يهدفون من خلالها إلى فضح محاولات جماعة الإخوان المسلمين في الجنوب للانقضاض على السلطة المحلية وزعزعة الأمن لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، وسط اتهامات بتنسيق أمني ولوجستي مع ميليشيات الحوثي واستغلال مؤسسات الدولة لخدمة أجنداتهم الخاصة.
تهمة التحالف مع الحوثي
وبحسب مصادر يمنية، شارك ناشطون بأن الجماعة تنفذ “أجندات خارجية تخدم مشاريع معادية للجنوب”، عبر “تنسيق أمني ولوجستي” مع الحوثيين، واستغلال مؤسسات الدولة لتحقيق مصالح شخصية وسلطوية.
كما دعا الناشطون الجهات الأمنية إلى التحرك سريعًا لحماية الاستقرار، والمواطنين إلى مقاومة التحريض والفساد بـوقف الدعم السياسي للجماعة.
انفجار الغضب في تعز
وفي تعز، التي يسيطر عليها حزب الإصلاح (الذراع السياسية للإخوان في اليمن)، تفجرت احتجاجات حاشدة رفضًا لغلاء الأسعار وتدهور الخدمات، وهتف المتظاهرون بشعارات مثل: “جوع… جوع… جوع… ثورة على كل السراق”.
وطالبوا بربط أسعار السلع بتحسّن سعر صرف الريال، ووقف الاحتكار المدعوم رسميًا، وحل أزمة المياه المتفاقمة، بالإضافة إلى إقالة الفاسدين ومساءلتهم قضائيًا.
أزمات الجماعة.. ضعف داخلي وانقسام حاد
وتعرّض حزب الإصلاح – جناح الإخوان في اليمن – لأزمات متفاقمة منذ انقلاب الحوثيين عام 2014، فالقيادات تضاعفت بين المنفى (لا سيما في تركيا)، وتداخلت مصالحها مع النظام التركي، ما أدى إلى تراجع نفوذها محليًا وشعبيًا.
كما التقت الجماعة والحوثيون تحت طاولة “اتفاقات سرية”، ثم بدأت الاتصالات علنيًا، فحزب الإصلاح قدّم مقترحات لتشكيل حكومة مشتركة، رغم أنه يُعلن معارضته لإيران والمليشيات الحوثية، وفق ما أورد En.ImArabic.
ومن خلال خطابات وتصريحات مشتركة، توحّدت خطاب الجماعة والحوثيين في مهاجمة الحراك الجنوبي والمجلس الانتقالي؛ مما يعكس تعاونًا على المستوى الإعلامي والسياسي لاستهداف مطالب الاستقلال والجنوح الجنوبي، واعتبر بعض السياسيين أن الحوثي والإخوان يعملان كذراع إيرانية وتقوية طائفية مشتركة ضد القوى الجنوبية والقوى المعارضة للنظام.
استراتيجية تكتيكية وسط تراجع جماهيري
وجاء وسم #كشف_الإخوان كرصاصة إعلامية مدروسة لتسليط الضوء على التناقضات بين الشعارات والممارسات الإخوانية في الجنوب، خصوصاً علاقاتهم المتقلبة مع الحوثيين.
فالجماعة، التي تواجه تراجع نفوذها وانقسامها الداخلي، تحاول الحفاظ على جزء من قوتها عبر تحالفات عابرة للمناطق والطوائف، لكن الاحتقان الشعبي، كما يظهر في الشارع الجنوبي وتعز، يزداد يوماً بعد يوم، وقد يكون هذا الوسم بداية لصحوة جنوبية حقيقية تقلب موازين اللعبة السياسية في اليمن.