ذات صلة

جمع

تحالف الضرورة.. ما وراء تنسيق الإخوان والحوثيين في المهرة؟

تعيش محافظة المهرة اليمنية على وقع تحولات أمنية مقلقة،...

تحريض إلكتروني وتحركات ميدانية.. الإخوان يعيدون استهداف مصر بذريعة غزة

في حملة جديدة تعكس استخدامًا سياسيًا موجهًا للأزمة الإنسانية...

“زيارة سرية أم ترتيب انتخابي؟”.. قاآني يعيد رسم المشهد السياسي في العراق

بينما ترتفع وتيرة التوترات السياسية داخل البيت الشيعي العراقي...

سوريا على أعتاب حكومة جديدة.. تحركات سياسية وسط ضغوط دولية وإصلاحات مرتقبة

كشفت مصادر سورية، أن دوائر قريبة من الرئيس السوري...

الإشاعة كسلاح.. هل تفكك تونس ماكينة الأكاذيب الإخوانية؟

منذ سقوط حكم جماعة الاخوان الإرهابية من المشهد السياسي...

“زيارة سرية أم ترتيب انتخابي؟”.. قاآني يعيد رسم المشهد السياسي في العراق

بينما ترتفع وتيرة التوترات السياسية داخل البيت الشيعي العراقي قبيل الانتخابات البرلمانية المقررة في نوفمبر المقبل، برزت زيارة غير معلنة لقائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، إلى العاصمة بغداد، كحدث محوري يعيد خلط الأوراق، ويكشف عن قلق متصاعد في طهران من انفلات حلفائها وفقدان السيطرة على المشهد العراقي.

الزيارة التي لم تعلن رسميًا، لكنها كشفت عبر مصادر مطلعة قريبة من الإطار التنسيقي الشيعي، جاءت في وقت حساس سياسيًا وأمنيًا، حيث تتشابك الخلافات بين أطراف الإطار بشأن المشاركة في الانتخابات، وتتزايد مؤشرات التباعد بين بعض الفصائل المسلحة عن القرار الإيراني التقليدي، في ظل تحولات إقليمية ضاغطة، وانعكاسات حرب غزة، والمواجهة الإيرانية الإسرائيلية المفتوحة.

زيارة غير معلنة ورسائل مباشرة

وقد التقى قاآني -خلال زيارته الأخيرة-، التي استغرقت أقل من 10 ساعات، عددًا من أبرز الزعماء الشيعة، بينهم نوري المالكي، وعمار الحكيم، وهادي العامري، وهمام حمودي، في اجتماعات مغلقة ركزت على إعادة ترتيب صفوف الإطار التنسيقي، ومحاولة ضبط تباينات المواقف بشأن آلية خوض الانتخابات المقبلة.

المصادر أكدت، أن قائد “فيلق القدس” حمل معه رسالة واضحة من القيادة الإيرانية تؤكد دعم الحكومة العراقية “في بسط سيطرتها”، وتحذر في الوقت ذاته من أي تحركات فردية من قبل الفصائل المسلحة، لا سيما تلك التي نفذت مؤخرًا هجمات على منشآت نفطية في إقليم كردستان تديرها شركات غربية.

وبحسب ذات المصادر، فإن قاآني أعرب عن “انزعاج طهران من العمليات غير المنسقة”، واعتبر أن بعض هذه التحركات قد تستخدم ذريعة من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل لتوسيع دائرة الاستهداف داخل العراق، مشيرًا إلى وجود “اختراق إسرائيلي لبعض المؤسسات العراقية”، على حد قوله.

إحياء الإطار وإخماد النزاعات

الزيارة الأخيرة ليست الأولى من نوعها، لكنها الثانية خلال أقل من شهرين، ما يؤشر إلى أن طهران بدأت تنظر إلى الساحة العراقية بقلق غير مسبوق، وتتعامل معها كأولوية طارئة في سياق تصعيد الضغوط الإقليمية والدولية.

وبحسب مصادر سياسية مطلعة، فإن أبرز أهداف الزيارة كان ضبط إيقاع القوى الشيعية الموالية لإيران، ومنع تحول التنافس السياسي إلى انشقاقات قد تُضعف الجبهة الشيعية وتُفرّط بنفوذ طهران التاريخي في العراق.

ويبدو أن قاآني حمل مقاربة جديدة، بعيدة عن “الدعم غير المشروط”، تميل إلى التوجيه الانتقائي المشروط، في ضوء الأوضاع الداخلية الصعبة التي تواجهها إيران اقتصاديًا وسياسيًا، ما يدفعها للبحث عن صيغ أكثر واقعية في إدارتها لملف نفوذها الإقليمي.

وتأتي زيارة قاآني بعد أيام من تصعيد أمني لافت، شمل هجمات بطائرات مسيرة على منشآت نفطية شمالي العراق.

وبينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها، سارعت واشنطن إلى التنديد، واعتبرتها استهدافاً مباشراً لمناخ الاستثمار وتهديداً لسيادة العراق.

في المقابل، تسعى طهران للإيحاء بأنها تدعم “الاستقرار”، لكن الوقائع تشير إلى فجوة متزايدة بين القيادة الإيرانية وبعض الفصائل التي باتت تتحرك وفق أجندات محلية، وتُحرج الحكومة العراقية دوليًا.

spot_img