ذات صلة

جمع

من الوسم إلى الشارع.. تصاعد الغضب الشعبي ضد الإخوان في اليمن

تحولت منصات التواصل الاجتماعي في اليمن خلال الأيام الأخيرة...

أزمة غاز جديدة.. هل تشعل فضائح الفساد انتفاضة جديدة في تعز؟

في مشهد يعكس حالة الفوضى وغياب الرقابة في مدينة...

تقشف قاسٍ يطيح بدعم عائلات الضحايا.. هل ستخنق الضغوط المالية حزب الله؟

في خطوة غير معهودة تعكس عمق الأزمة المالية التي...

الغنوشي ورقة الإخوان في الخارج.. تدويل بدل المواجهة القانونية

يُحاول تنظيم الإخوان اللإرهابي في تونس من جديد استدعاء...

الإخوان تحت حصار باريس: معركة النفوذ وهوية الدولة الفرنسية

في سياق متصاعد من المواجهة بين السلطات الفرنسية وجماعة...

تقشف قاسٍ يطيح بدعم عائلات الضحايا.. هل ستخنق الضغوط المالية حزب الله؟

في خطوة غير معهودة تعكس عمق الأزمة المالية التي يعيشها حزب الله، أبلغت “مؤسسة الشهيد” التابعة للحزب عائلات عناصره الذين قُتلوا في معاركه الممتدة منذ الثمانينات، بقرار مفاجئ يقضي بوقف تغطية الأقساط الجامعية لأبنائهم.

والقرار الذي وصفه مراقبون بـ”التقشفي”، شكّل صدمة قوية داخل البيئة الحاضنة للحزب، خاصة أنه طال عائلات لطالما اعتُبرت “مُقدّسة” في أدبياته الداخلية.

نهاية الامتيازات التعليمية لعائلات القتلى

ووفق معلومات حديثة، بدأ الحزب منذ أسابيع بإبلاغ العائلات المتضررة بشكل متتالٍ بأن التغطية التعليمية لن تشمل بعد اليوم الجامعات الخاصة، على أن يُحصر الخيار في الجامعة اللبنانية أو “جامعة المعارف” التابعة للحزب، مع تمويل جزئي لا يشمل سوى رسوم التسجيل.

وهذا القرار يطال أبناء قتلى الحزب في كل معاركه السابقة، بدءًا من الصراع مع إسرائيل في الثمانينات، مرورًا بحرب يوليو 2006 وأحداث 7 أيار 2008، ووصولًا إلى قتلى الحرب في سوريا ومعركة الـ66 يومًا مع إسرائيل العام الماضي، وكانت المؤسسة، لعقود، قد خصصت عشرات الملايين من الدولارات سنويًا لدعم هذه العائلات، لا سيما في القطاع التعليمي.

سياسة تقشف شاملة.. المدارس والمستشفيات في دائرة الترشيد

ولم تتوقف الإجراءات عند حدود التعليم الجامعي، فقد شملت خطة التقشف أيضًا تقليص حرية اختيار المدارس، بحيث باتت الدراسة محصورة بمدارس “المهدي” و”المبرّات” التابعة للحزب، بينما ما تزال المؤسسة تغطي الاستشفاء فقط داخل المستشفيات والمستوصفات المرتبطة بها.

وكانت مشاعر الغضب والخذلان حاضرة بوضوح في شهادات الأمهات، حيث روت إحداهن – أرملة مقاتل قضى في سوريا عام 2015 – أن مسؤولة في المؤسسة أخبرتها: “الوضع صعب ونحن محاصرون، وعليكم بالصبر لتجاوز هذه المحنة”.

وأضافت: أن ابنها، الذي أنهى عامه الثاني في كلية الصحة بالجامعة العربية، دخل في حالة نفسية سيئة بعد إبلاغهم بوقف الدعم، خاصة بعد وعود سابقة باستثناء الطلاب القدامى من القرار، وهي وعود تبيّن لاحقًا أنها غير قابلة للتنفيذ.

أزمة تمويل خانقة.. طرق إيران إلى لبنان تحت الحصار

وبحسب محللين، فإن هذه الإجراءات التقشفية ليست إلا واجهة لأزمة مالية خانقة تواجه الحزب بسبب القيود المشددة على التمويل الإيراني، حيث أرجعوا السبب إلى “انقطاع الخط البري بين إيران والعراق وسوريا ولبنان، وقرار منع الطائرات الإيرانية من الهبوط في مطار بيروت منذ فبراير الماضي”، وأن محاولات الحزب لتعويض العجز عبر رجال أعمال ومعابر التهريب لم تنجح في سد النقص.

كما تراجع تمويل المشاريع المرتبطة بعقود الدولة، والتي كان الحزب يستفيد منها عبر شبكات المحاصصة والفساد؛ ما دفعه إلى تقليص الإنفاق في قطاعات متعددة، بما في ذلك الجانب العسكري، حيث استُغني عن مقاتلين يقطنون مناطق نائية لتقليل تكاليف السكن والنقل، مع إعادة توزيع داخلية للعناصر بحسب أماكن إقامتهم.

صورة الحزب الاجتماعية على المحك

وهذه التطورات الدراماتيكية تلقي الضوء على تحولات عميقة داخل بنية حزب الله، الذي طالما اعتمد على شبكة خدمات اجتماعية واسعة كوسيلة لتثبيت الولاء الشعبي في بيئته الشيعية.

واليوم، ومع تراجع هذه الخدمات، يتساءل مراقبون: هل سيتمكن الحزب من الحفاظ على صورته كـ”راعي الفقراء والمجاهدين”، أم أن نار التقشف ستطال شرعيته الاجتماعية والسياسية في الداخل اللبناني؟

spot_img