ذات صلة

جمع

تسريبات استخباراتية خطيرة.. إيران خسرت نصف مخزونها من الصواريخ

في وقت يعيش فيه الشرق الأوسط هدوءًا هشًا بعد...

توغل إسرائيلي محدود يرسم ملامح تصعيد جديد

في تطور ميداني لافت، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، تنفيذ...

تجنيد الأطفال.. أداة الإخوان لإعادة بعث التنظيم

رغم التضييق الأمني وفشل المشروع السياسي لجماعة الإخوان في...

تحولات قاتلة.. من منابر الإخوان إلى ميادين داعش

في تطوّر يعكس عمق الانهيار الفكري والتنظيمي لجماعة الإخوان...

تجنيد الأطفال.. أداة الإخوان لإعادة بعث التنظيم

رغم التضييق الأمني وفشل المشروع السياسي لجماعة الإخوان في مصر ودول أخرى، إلا أن التنظيم ما يزال يحاول إعادة إحياء نفسه عبر بوابة جديدة وخطيرة، تجنيد الأطفال.


يبدو أن الجماعة قررت الرهان على الأجيال الأصغر سنًا، ليس فقط لضمان الاستمرارية، بل لتكوين قاعدة تنظيمية صلبة يصعب اختراقها لاحقًا.

طفولة مستهدفة.. البداية من الأنشطة “البريئة”

تبدأ عملية التجنيد من أنشطة تبدو للوهلة الأولى غير ضارة، حلقات تحفيظ القرآن، دروس تقوية مجانية، مسابقات ثقافية داخل المساجد أو الجمعيات الاجتماعية.


هذه المسارات ليست اعتباطية، بل مخططة بدقة لخلق ارتباط وجداني بين الطفل وبين المجموعة، وترسيخ الشعور بالانتماء والتقدير، كمدخل نفسي فعّال للسيطرة المستقبلية.


وبمرور الوقت، يتم إدخال الطفل تدريجيًا إلى دوائر فكرية مغلقة، تعتمد على مفردات التنظيم مثل: “العصبة المؤمنة”، و”الطاعة”، و”البيعة”، ليعاد تشكيل وعيه في سن مبكرة، بحيث يصبح جزءًا من مشروع أكبر لا يدرك أبعاده بالكامل.

الهيكل السري يتشكل من جديد

تعتمد جماعة الإخوان على هيكل هرمي صارم، يمنح فيه الأطفال مراتب تنظيمية تصاعدية تتناسب مع عمرهم ودرجة ولائهم، وهذه المراتب ليست رمزية، بل تُمكن الطفل لاحقًا من تقلد أدوار قيادية داخل خلايا شبابية متخصصة، سواء في العمل الإعلامي، أو الدعوي، أو حتى الأمني.


وبهذه الطريقة، تعيد الجماعة تشكيل شبكاتها من جديد، معتمدة على بنية تحتية بشرية لا تحمل سجلًا أمنيًا ولا تُثير الشبهات، ما يجعلها عصية على المراقبة.

أوروبا.. بيئة خصبة لتجنيد القاصرين

في بعض البلدان الأوروبية، تحوّلت المساجد والجمعيات الخيرية إلى بوابات خلفية للتجنيد، تستغل فيها ثغرات قانونية تمنع مساءلة القاصرين، ويُقدم فيها التجنيد كجزء من “الهوية الإسلامية” أو “حماية القيم من الذوبان في الغرب”.


هذه البيئات تسمح للجماعة بزرع بذور الولاء والانعزال داخل عقول الصغار، وسط غياب رقابة مجتمعية حقيقية، وغالبًا ما يكون الطفل في حالة اغتراب اجتماعي ونفسي، ما يجعله فريسة سهلة للخطاب المتشدد.

الإخوان وتكتيك التلاعب العاطفي

لا تعتمد الجماعة فقط على الإقناع الفكري، بل تلجأ إلى تجنيد عاطفي مكثف، تُظهر اهتمامًا خاصًا بالأطفال من خلال الدعم الدراسي، والاحتفال بأعياد الميلاد، وتقديم الهدايا، وإشعارهم بأنهم “مميزون” داخل هذه الدائرة. هذا التكتيك يصنع ولاءً وجدانيًا يسبق الوعي، ويجعل الطفل مهيأً لقبول أي أوامر مستقبلية من دون مقاومة.


مواجهة هذا الخطر لا يمكن أن تعتمد على القبضة الأمنية وحدها، إذ تحتاج المجتمعات إلى مواجهة فكرية وثقافية شاملة، تهدف إلى تفكيك السرديات التي تُصدّرها الجماعة للأطفال. فـ”أسطورة الجماعة” لا تسقط فقط بالملاحقة، بل بتقديم بدائل فكرية قادرة على إقناع الجيل الجديد، وتحصينه من الداخل ضد هذا الانجراف.

spot_img