ذات صلة

جمع

تهديدات وصواريخ مخفية.. هل اقتربت الحرب الكبرى بين واشنطن وطهران؟

في ظل تصاعد التوتر الإقليمي، تتواصل الرسائل المبطنة بين...

تحالف البرهان وحماس.. هل يُحول السودان سرًا إلى قاعدة إيرانية لتصدير الإرهاب؟

كشفت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية، في تقرير جديد، عن...

الضربة العاشرة في 2025.. هل تنجح مأرب في كسر الاختراقات الحوثية؟

في تطور أمني بارز يعكس اليقظة المتصاعدة للأجهزة الأمنية...

“نزيف المقاتلين.. هل يواجه حزب الله أَخْطَر أزماته بعد حرب غزة؟”

كشفت مصادر مطلعة في بيروت وتل أبيب، عن تراجع...

من السجون إلى الساحات.. شرارة الانتفاضة الإيرانية تتسع

في ظل تصاعد غير مسبوق لحالة الغضب الشعبي، تشهد...

تهديدات وصواريخ مخفية.. هل اقتربت الحرب الكبرى بين واشنطن وطهران؟

في ظل تصاعد التوتر الإقليمي، تتواصل الرسائل المبطنة بين واشنطن وطهران بشأن احتمال العودة إلى طاولة المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، ويأتي ذلك عقب سلسلة من الضربات الجوية الإسرائيلية–الأمربكية الأخيرة، التي وصفت بأنها الأشد ضد المنشآت النووية الإيرانية.

تصريحات وتهديدات مبطنة من ترامب

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في خطاب جماهيري بولاية آيوا مساء الخميس، إن «إيران تضررت بشدة من الضربات العسكرية، وأعتقد أنهم الآن يريدون فعلًا التفاوض، وربما حتى عقد لقاء»، وأضاف: «نريد منح إيران فرصة جديدة لتكون دولة طبيعية، ولسنا نسعى إلى التصعيد».

وأشار ترامب إلى أن البرنامج النووي الإيراني «دُمر بالكامل»، مؤكدًا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت ذلك، وهو ما يعكس تغيّرًا كبيرًا في لهجة الخطاب الإيراني تجاه واشنطن وتل أبيب، حسب تعبيره.

بولتون يحذّر: «لا وقت للأوهام»

وفي المقابل، شكّك مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جون بولتون، في جدوى هذا التفاؤل، وكتب في مقال بصحيفة نيويورك تايمز أن «إيران لا تزال تحتفظ بالمعرفة والقدرات لإعادة بناء برنامجها النووي»، مؤكداً أن الضربات الأخيرة، رغم أنها حققت أضرارًا كبيرة، إلا أنها «غير كافية» لاقتلاع المشروع من جذوره.

وشدد بولتون على ضرورة «مراقبة صارمة واستعداد دائم لضربات إضافية إذا لزم الأمر»، منتقدًا أي اندفاع لعقد اتفاق جديد، معتبراً ذلك «مضيعة للوقت والأنفاس» نظرًا لما وصفه بمراوغات إيران السابقة.

طهران تُلوّح بـ«قدرات صاروخية سرية»

وبالتزامن مع ذلك، كشف العميد علي فضلي، نائب مساعد الشؤون التنسيقية في الحرس الثوري الإيراني، عن امتلاك إيران «ترسانة صاروخية لم يكشف عنها بعد»، موضحًا أن ما تم استخدامه حتى الآن يمثل فقط 25 إلى 30% من القدرات الفعلية.

وقال فضلي في تصريحات للتلفزيون الرسمي: «صاروخ سجيل غير متوقع في مساره، ولم نكشف بعد عن مدن الصواريخ»، مع التأكيد على أن إيران لا تسعى لامتلاك قنبلة نووية، التزامًا بـ«المبادئ العقائدية».

خطة إسرائيلية لمواجهة التهديدات

وفي تل أبيب، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف كاتس بأن الجيش الإسرائيلي يعمل على خطة استراتيجية لضمان عدم تمكّن إيران من تهديد إسرائيل مجدداً، بعد المواجهات الجوية المكثفة التي شهدها شهر يونيو واستمرت 12 يومًا.

وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين، في حين ردت طهران بإطلاق صواريخ ومسيّرات أسفرت عن مقتل 28 شخصًا في إسرائيل.

فعالية الضربة: تقييمات متناقضة

وأثار تأثير الضربة الأمريكية–الإسرائيلية جدلًا واسعًا، إذ أعلن ترامب أنها «نجاح كامل»، بينما أشار تقرير استخباراتي أمريكي إلى أن الضرر قد لا يتجاوز تأخير البرنامج النووي الإيراني بضعة أشهر فقط.

وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية دان كاين إن «التقييم النهائي لا يزال مبكرًا»، فيما يرى محللون أن الأضرار الحقيقية ستظهر فقط بعد أسابيع من المراقبة الفنية والميدانية.

محادثات مرتقبة بضغط أمريكي

ورغم الشكوك، تدرس واشنطن عقد جولة جديدة من المحادثات مع إيران بقيادة المفاوض ستيف ويتكوف، الذي وصفه ترمب بـ«المفاوض الممتاز»، لكن خبراء يحذّرون من تكرار تكتيك المماطلة الإيراني، على غرار ما حدث قبل توقيع الاتفاق النووي عام 2015.

وفي حين يبدي ترمب تفاؤلًا حذراً بإمكانية التفاوض، يعكس موقف الحرس الثوري ومستشارون أمريكيون سابقون تشددًا لافتًا، ما يترك الباب مفتوحًا أمام احتمالات التصعيد أو العودة المشروطة إلى المفاوضات.

spot_img