ذات صلة

جمع

العنف في السودان.. تضاعف القتل التعسفي خلال ثلاثة أشهر تحت غطاء عسكري وإخواني

كشف المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك،...

نزيف اقتصادي فادح.. تكلفة جبهات الحرب المشتعلة تهدد الاقتصاد الإسرائيلي بالانهيار

كشفت التقديرات الإسرائيلية الرسمية عن حجم النزيف الاقتصادي الذي...

الموساد داخل إيران.. الجبهة الرقمية تشتعل في الخفاء

في خضم تصاعد المواجهة بين طهران وتل أبيب، أعلن...

ناقصة دفاعية إسرائيلية.. هل تواجه تل أبيب عجزًا في صواريخ الاعتراض أمام هجمات إيران؟

وسط التصعيد العسكري المتواصل بين إسرائيل وإيران، تتزايد المخاوف...

رسالة واضحة.. لا مكان للإخوان في تونس الجديدة

في خطاب مباشر يحمل في طياته رسائل قاطعة، جدد...

الموساد داخل إيران.. الجبهة الرقمية تشتعل في الخفاء

في خضم تصاعد المواجهة بين طهران وتل أبيب، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن توقيف خمسة أشخاص في محافظة لرستان، غرب البلاد، وصفوا بأنهم “عملاء للموساد”، متهمين بتنفيذ أنشطة في الفضاء السيبراني تهدف إلى تشويه صورة النظام الإيراني وإثارة القلق في صفوف الرأي العام المحلي.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، أن هذه العناصر استخدمت الإنترنت لنشر محتوى “مضلل ومسيّس” يستهدف المؤسسات الإيرانية ويحرض على الفوضى، في إطار حملة رقمية تنفذها شبكات مرتبطة بالموساد الإسرائيلي.

قيود على الإنترنت وتحذيرات رسمية

تزامن الإعلان مع فرض السلطات الإيرانية قيودًا مشددة على الوصول إلى الإنترنت في مختلف أنحاء البلاد، وهي خطوة وُصفت بأنها “إجراء وقائي” بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة، والتي أطلقت شرارة من الهجمات الإلكترونية والنفسية، وفق الخطاب الرسمي.

وأوصت الجهات الأمنية المواطنين بتقليل استخدام الأجهزة الذكية المتصلة بالإنترنت، محذّرة من اختراقات “عدوانية” تستهدف جمع البيانات.

كما بث التلفزيون الإيراني دعوة لحذف تطبيق “واتساب”، بزعم أنه أداة تجسس لصالح إسرائيل ترصد المواقع والأنشطة الرقمية للمواطنين.

الهجوم الإسرائيلي وتكتيكات الظل

جاءت هذه التطورات بعد أيام من تنفيذ إسرائيل عملية عسكرية غير مسبوقة على الأراضي الإيرانية، عرفت باسم “الأسد الصاعد”، حيث استهدفت منشآت نووية ومراكز عسكرية حساسة باستخدام الطائرات الحربية والمسيرات.

وأسفرت الهجمات عن مقتل جنرالات بارزين وعلماء في القطاع النووي، كما عطلت أجزاء من أنظمة الدفاع الجوي الإيراني.

وبحسب تقرير نشرته وكالة “أسوشيتد برس”، فإن التحضير لهذه العملية استغرق سنوات، وشارك فيه جهاز “الموساد” الإسرائيلي بالتعاون مع الجيش، من خلال تجنيد عناصر داخل إيران، وتوفير غطاء لوجستي واستخباراتي معقد، شمل تهريب طائرات مسيرة صغيرة داخل المركبات المدنية.

استخدام الذكاء الاصطناعي والمعلومات الاستخباراتية

تقرير الوكالة نقل عن ضباط استخبارات إسرائيليين، أن الذكاء الاصطناعي كان ركيزة أساسية في اختيار الأهداف، ورصد تحركات العلماء والقيادات العسكرية الإيرانية.

وأشارت مسؤولة سابقة في “الموساد”، أن هذه الضربات تمثل ذروة عمليات سرية موسّعة تستهدف تفكيك البرنامج النووي الإيراني من الداخل.

وما يجري اليوم ليس مجرد مواجهة عسكرية، بل ساحة جديدة لصراع من نوع مختلف. فإيران تتحدث عن “حرب ناعمة” تشن عبر الشبكة، بينما يرى المراقبون أن تل أبيب تنقل المعركة من حدود الجغرافيا إلى قلب النظام الرقمي لطهران.

في هذا السياق، لم يعد الموساد بحاجة لعبور الحدود، فالمعركة تدور الآن على شاشات الهواتف، ومفاتيح لوحات المفاتيح، في جبهة خفية يعاد فيها رسم ملامح الأمن القومي من خلال البايتات وليس الرصاص.

spot_img