ذات صلة

جمع

بدء المناورات العسكرية.. رفع الستار عن استعدادات إيران

أعلن رئيس هيئة الأركان العامة الإيرانية، محمد باقري، بدء...

الإخوان في أوروبا.. اختراق ناعم تحت عباءة المساجد والمساعدات

في الوقت الذي تنعم فيه الدول الأوروبية بمناخ ديمقراطي...

أزمة اليمن الإنسانية تصل إلى حافة المجاعة.. تراجع التمويل يهدد ملايين الأرواح

تشهد الأزمة الإنسانية في اليمن تصعيدًا خطيرًا في ظل...

ضحايا النهج الإخواني في مأرب.. مصادرة وسرقة وتهجير للمخالفين

في مشهد يعكس تفشي الفوضى وتراجع هيبة الدولة في مناطق سيطرة حزب الإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، شهدت مدينة مأرب حادثة غير مسبوقة تمثلت باقتحام مسلح لمنزل قائد عسكري بارز عقب إعلانه الانشقاق عن الحزب.

الواقعة تضع علامة استفهام كبرى حول ممارسات الحزب في المدينة الغنية بالنفط والتي تحولت تدريجيًا إلى مركز نفوذ مطلق للإخوان.

حزب الإصلاح الإخواني يقتحم المنازل

فقد أكدت مصادر محلية متطابقة، أن ميليشيات مسلحة تابعة لحزب الإصلاح، ومدعومة بأطقم عسكرية حكومية، اقتحمت منزل العميد سعيد بن معيلي، قائد اللواء الأول مهام خاصة، في قلب مأرب، وذلك بعد ساعات من إعلانه الانضمام إلى قبائل عبيدة، التي تخوض صراعًا متصاعدًا مع الحزب على النفوذ في المحافظة.

وبحسب المصادر، لم يقتصر الاقتحام على مصادرة الأسلحة والمستندات العسكرية داخل المنزل، بل امتد ليشمل نهب كافة المقتنيات الشخصية بما في ذلك الأثاث والملابس، في سلوك اعتبره سكان محليون أقرب إلى “الغنيمة” منه لأي إجراء قانوني أو عسكري رسمي.

وتم نقل المحتويات المنهوبة إلى أحد المعسكرات التابعة للإصلاح، ما يعزز الاتهامات الموجهة للحزب بتحويل المؤسسات الرسمية إلى أدوات قمع وتصفية.

صراع النفوذ في مأرب يخرج عن السيطرة

حادثة الاقتحام جاءت لتفاقم التوتر القائم بين حزب الإصلاح وقبائل مأرب، وخصوصًا قبائل عبيدة التي تتهم الحزب بمحاولة الاستفراد بالقرار السياسي والأمني في المحافظة، وتغييب الشراكة المجتمعية، بل وفرض سطوة عسكرية بقوة السلاح. وتتصاعد المطالبات القبلية باستعادة ما وصفوه بـ”القرار الوطني المختطف” من قبل الإخوان، في ظل ما يرونه تغولًا سياسيًا على مقدرات المحافظة ومواردها.

ويؤكد مراقبون، أن حادثة الاعتداء على منزل قائد عسكري يمثل انشقاقه ضربة كبيرة للحزب، تكشف عن هشاشة تحالفاته، كما تعكس خوفه من اتساع رقعة الانشقاقات داخل المؤسسة العسكرية التي طالما استخدمها كذراع تنفيذية لتحقيق أهدافه السياسية.

اتهامات بالفساد ومصادرة الممتلكات

ليست هذه الواقعة الأولى التي يُتهم فيها حزب الإصلاح باستخدام نفوذه العسكري في مأرب لتصفية حسابات مع معارضيه. فقد سُجّلت خلال الأشهر الماضية عدة حالات مشابهة، شملت اقتحام منازل لزعماء قبليين وضباط سابقين، ومصادرة أراضٍ وممتلكات تحت ذرائع أمنية.

كما يواجه الحزب اتهامات بتبييض الفساد عبر واجهات رسمية، وبتمويل أنشطته من عائدات النفط المحلي دون رقابة مركزية.

وتُعد مأرب واحدة من أغنى محافظات اليمن بالموارد، ما يجعلها محورًا لصراع النفوذ بين مختلف القوى.

إلا أن سلوك حزب الإصلاح في المدينة، وفقًا لشهادات محلية وتقارير ميدانية، أعاد إلى الأذهان ممارسات الجماعة في دول أخرى حيث سعت للتمكين العسكري والسياسي تحت غطاء الشرعية، مع تغييب مبدأ الشراكة والمساءلة.

المستقبل في قبضة الغضب

حالة الغليان المتصاعدة في مأرب، والتي تُغذيها انتهاكات حزب الإصلاح المتكررة، تنذر بانفجار وشيك قد لا يبقى في إطاره المحلي.

القبائل التي كانت حليفة بالأمس، باتت تعتبر وجود الحزب تهديدًا مباشرًا لهويتها ونفوذها.

ومع تصاعد الاحتقان، تبدو خيارات الحزب محدودة، بين التراجع الطوعي، أو المواجهة الشاملة التي قد تجرّ مأرب إلى دوامة جديدة من الصراع.

spot_img