ذات صلة

جمع

تقرير أمريكي يشكك في شرع وشعبية رئيس حكومة السودان الجديد.. فشل محقق

في الوقت الذي أعلن فيه رئيس حكومة بورتسودان الجديد،...

من الميدان إلى الإعلام.. إخوان تونس يغيرون قواعد اللعبة

بينما تتراجع شعبية جماعة الإخوان الإرهابية في الداخل التونسي...

15 ألف انتهاك حوثي في محافظة ذمار خلال 7 سنوات: جرائم ممنهجة ضد المدنيين

كشفت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات في تقرير حقوقي صادم...

نتنياهو يستغل الحرب في غزة لتسريع ضم الضفة الغربية: استراتيجية صامتة قد تُشعل المنطقة

بينما تواصل إسرائيل حربها المدمّرة على قطاع غزة، يستغل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا الانشغال الدولي لتنفيذ مخططاته الهادفة إلى ضم الضفة الغربية فعليًا، دون إعلان رسمي، وفق ما كشفته صحيفة هآرتس الإسرائيلية.

ويشير التقرير إلى أن نتنياهو يُسرّع خطواته نحو فرض السيطرة الإسرائيلية على الضفة، من خلال توسيع الاستيطان، وتقنين البؤر غير القانونية، وتغيير البنية التحتية بطريقة تخدم الاستعمار الاستيطاني، وسط صمت سياسي داخلي وتواطؤ دولي.

توسع استيطاني غير مسبوق

وفي خطوة وُصفت بـ”التاريخية”، أقرّت الحكومة الإسرائيلية إنشاء 22 مستوطنة جديدة، من بينها أربع مستوطنات قرب الحدود مع الأردن، بحسب مقترحات تقدم بها وزير الدفاع يسرائيل كاتس ووزير المالية المتطرف بِتسلئيل سموتريتش.

فيما أن هذا القرار لا يعزز فقط السيطرة على الأرض، بل يمثل نقضًا فعليًا لقانون فك الارتباط الذي تبنته إسرائيل سابقًا بشأن شمال الضفة، كما يشمل القرار تقنين عشرات البؤر العشوائية المقامة منذ سنوات، ما يعمق الواقع الاستيطاني المفروض بالقوة.

البنية التحتية طريق نحو الضم الصامت للضفة الغربية

ويعتمد جزء من هذه الخطة على إعادة رسم شبكة الطرق، بما يخدم حركة المستوطنين ويعزل المدن والقرى الفلسطينية، وتهدف هذه البنية التحتية إلى فرض أمر واقع جغرافي وسياسي يجعل إنشاء دولة فلسطينية مستقلة أمرًا شبه مستحيل.

ولكن أخطر ما في هذه الاستراتيجية أن إسرائيل لا تنوي منح الفلسطينيين في هذه المناطق أي حقوق مدنية أو جنسية أو حتى حق التصويت، ما يجعل الضم المقترح نظام فصل عنصري رسمي، وهو ما قد يؤدي إلى صدام مع المجتمع الدولي، خاصة الاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية.

غزة تشتعل والضفة تُبتلع

وفي مؤشر على تصعيد سياسي متعمد، منعت إسرائيل مؤخرًا وفدًا دبلوماسيًا عربيًا من زيارة مدينة رام الله، الأمر الذي اعتبره مراقبون رسالة إسرائيلية واضحة لرفض أي دور عربي في الشأن الفلسطيني، في ظل المساعي لفرض واقع جديد لا يعترف بالسلطة الفلسطينية.

وفي ظل الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة، حيث قتل أكثر من 36 ألف فلسطيني وتعرض القطاع لتدمير شامل للبنية التحتية، يجد نتنياهو في هذا الانشغال الدولي فرصة لتنفيذ أجندة الضم في الضفة الغربية دون رد فعل دولي فاعل.

هل تصمت واشنطن أمام خطة الضم الإسرائيلي؟

ورغم أن التقرير يربط تسارع الخطوات الإسرائيلية بوجود الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، إلا أن الإدارة الأميركية الحالية تكتفي بالتحذير دون اتخاذ خطوات جادة لوقف مشاريع الضم.

ويرى محللون أن واشنطن قد تضطر قريبًا إلى إعادة النظر في دعمها غير المشروط لإسرائيل، إذا ما أدت هذه السياسات إلى انفجار إقليمي شامل.

وفي الوقت الذي تسلط فيه الأضواء على المأساة الإنسانية في غزة، يتسلل مشروع الضم الإسرائيلي في الضفة الغربية بهدوء لكنه بخطى متسارعة، يُعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

لذا فإن تجاهل المجتمع الدولي لهذا التحوّل الصامت قد يُفضي إلى انهيار تام لأي مسار للسلام ويُنذر بتحول جذري في معادلات الصراع في الشرق الأوسط، ما يجعل أزمة غزة والضفة وجهين لواقع واحد يتطلب تدخلاً عاجلاً وحاسمًا.

spot_img