ذات صلة

جمع

15 ألف انتهاك حوثي في محافظة ذمار خلال 7 سنوات: جرائم ممنهجة ضد المدنيين

كشفت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات في تقرير حقوقي صادم...

روسيا تلوح بالرد الاستراتيجي بعد أعنف هجوم أوكراني على العمق النووي

تلقت روسيا ضربة موصوفة بأنها الأعنف منذ اندلاع الحرب...

حال فشل المفاوضات.. كيف ستواجه إيران الحرب المحتملة مع إسرائيل؟

في ظل تصاعد التوترات بشأن برنامجها النووي، كثفت إيران...

صراعات داخلية ومأزق نووي.. نظام ولاية الفقيه يترنّح بين مفاوضات الوقت الضائع والخوف من الانتفاضة

في لحظة فارقة من عمر النظام الإيراني، تبدو علامات التآكل السياسي والارتباك الاستراتيجي أكثر وضوحًا من أي وقت مضى.

والنظام القائم على ولاية الفقيه، والذي طالما استند إلى القمع والتهديد الخارجي كوسيلة للبقاء، يواجه اليوم مزيجًا متفجرًا من الانقسام الداخلي، والشلل المؤسسي، والمأزق النووي، إلى جانب تزايد الدعم الدولي للبديل الديمقراطي المنظم.

صراع أجنحة داخل النظام.. وقلق من الانهيار


الصحف الإيرانية الرسمية لم تعد قادرة على إخفاء الشرخ المتسع داخل النظام، وتم الكشف مؤخرًا عن محاولات التيار المتشدد إحكام قبضته على وزارة الخارجية، في خطوة أثارت مخاوف حتى داخل الدوائر الرسمية من أن تقوّض أي فرصة لإحياء الاتفاق النووي.

أما صحيفة اعتماد الإيرانية فقد تناولت بشكل مباشر استدعاء تيار “الاستقرار” لعباس عراقجي، أحد أبرز الشخصيات المرتبطة بالمفاوضات النووية، كدليل على تصعيد محتدم بين الأجنحة.

في الوقت ذاته، تحدثت صحيفة كيهان عن غياب وزير الاقتصاد لأكثر من ثلاثة أشهر، في دلالة واضحة على الشلل الإداري والتآكل في بنية صنع القرار.

الغياب المؤسسي يضاعف حالة التخبط، ويعكس فشلاً في إدارة الدولة في لحظة حساسة من تاريخها.

مفاوضات.. لكسب الوقت لا للحل

في الظاهر، يوحي الخطاب الرسمي الإيراني بانفتاح على المفاوضات النووية، لكن الواقع يعكس نوايا مغايرة تمامًا، خامنئي، بحسب مصادر دبلوماسية وتقارير صحفية، يستخدم المفاوضات كورقة لكسب الوقت، على أمل عبور النصف الأول من ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب دون تقديم تنازلات جوهرية.

ويصف قادة النظام التفاوض بأنه “جهاد سياسي”، وهو تعبير يحمل في طياته نفيًا صريحًا لفكرة التوصل إلى حل دائم، وتأكيدًا على أن الهدف ليس سوى التهرب من الضغوط، وربما تفكيك الجبهة الدولية الموحدة ضده.

البديل الديمقراطي يفرض نفسه على الساحة الدولية

لكن ما يقلق النظام أكثر من الضغوط الخارجية أو الأزمات الاقتصادية، هو ما بات يعرف بـ”البديل الجاهز”، ففي مؤتمر “إيران الحرة 2025” الذي عقد في باريس في 31 مايو، اجتمع أكثر من 300 نائب من مختلف برلمانات أوروبا، إلى جانب شخصيات سياسية من دول عربية وأوروبية وآسيوية، ليعلنوا دعمهم العلني للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية برئاسة السيدة مريم رجوي.

خطة رجوي ذات النقاط العشر، التي تدعو إلى إقامة جمهورية علمانية ديمقراطية في إيران، حظيت بإشادات واسعة، واعتبرت “البديل القادر” على قيادة مرحلة انتقالية منظمة.

الحضور الواسع في المؤتمر، والإجماع على إدانة سجل النظام الإيراني في حقوق الإنسان، خاصة ضد النساء والمعتقلين السياسيين، شكّل رسالة قوية لطهران.

مأزق استراتيجي لا مفر منه

خامنئي يجد نفسه أمام معادلة مستحيلة: الداخل يغلي بفعل الأزمات والصراعات، والخارج يتكتل حول بديل منظم ومدعوم دوليًا، الرهان على الوقت لم يعد مضمونًا، والانتفاضة الداخلية التي طالما قمعت بالعنف، باتت اليوم أكثر تنظيمًا، وأقرب للانفجار من أي وقت مضى.

spot_img