ذات صلة

جمع

15 ألف انتهاك حوثي في محافظة ذمار خلال 7 سنوات: جرائم ممنهجة ضد المدنيين

كشفت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات في تقرير حقوقي صادم...

روسيا تلوح بالرد الاستراتيجي بعد أعنف هجوم أوكراني على العمق النووي

تلقت روسيا ضربة موصوفة بأنها الأعنف منذ اندلاع الحرب...

حال فشل المفاوضات.. كيف ستواجه إيران الحرب المحتملة مع إسرائيل؟

في ظل تصاعد التوترات بشأن برنامجها النووي، كثفت إيران...

تهديد رمزي أم خطر حقيقي؟ مؤشرات تؤكد تراجع نفوذ الإخوان في المنطقة

قال تقرير رسمي فرنسي، إن نفوذ تنظيم الإخوان الإرهابي تراجع بشكل ملحوظ في فرنسا وشمال أفريقيا، مخالفًا التصورات السائدة في بعض الخطابات السياسية والإعلامية، التي ما تزال تعتبر التنظيم تهديدًا متناميًا.

التقرير الذي أعده كلاً من السفير فرانسوا غوييت، المتخصص في شؤون المغرب العربي، ومحافظ الدولة باسكال كورتاد، تم تقديمه إلى مجلس الدفاع والأمن القومي الفرنسي بحضور الرئيس إيمانويل ماكرون.

أرقام متواضعة تكشف محدودية التأثير

وبحسب التقرير، يتراوح عدد الأشخاص المرتبطين بتنظيم الإخوان في فرنسا بين 400 و1000 شخص فقط، أما عدد المساجد المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالتنظيم، فيبلغ نحو 139 مسجدًا، إضافة إلى 68 مسجدًا “قريب التوجه”، تتوزع في 55 محافظة فرنسية.

ويؤدي الصلاة في هذه المساجد نحو 91 ألف شخص أسبوعيًا، أي ما يمثل 7% فقط من مجموع المساجد في البلاد.

هذه الأرقام، التي توصف بأنها دقيقة نسبيًا، تعكس واقعًا مغايرًا لما يُروج له حول قوة التنظيم في فرنسا، حيث تشير الوثيقة أن الإخوان باتوا يمتلكون تأثيرًا محدودًا يقتصر على أدوات “النفوذ الناعم” مثل الأنشطة الثقافية والدينية والاجتماعية، دون أن يترجم ذلك إلى قوة سياسية أو شعبية فعالة.

انتقادات للتقرير بسبب غياب الخبراء

رغم أهمية الوثيقة، إلا أنها تعرضت لانتقادات من قبل بعض الأكاديميين بسبب غياب التشاور مع كبار الباحثين في الإسلام السياسي.

يرى مراقبون، أن هذا النقص في الرؤية الأكاديمية قد يؤثر على مصداقية بعض استنتاجات التقرير، خصوصًا أنه لم يتناول بشكل مباشر قضية التطرف العنيف، واكتفى برصد الشبكات ذات الطابع الدعوي والاجتماعي.

تراجع إقليمي واسع للتنظيم

التقرير الفرنسي لم يقتصر على الشأن الداخلي، بل ألقى الضوء على تراجع التنظيم الإرهابي في دول شمال أفريقيا، خاصة في مصر وتونس والجزائر، حيث فقد الإخوان معظم قواعدهم الشعبية وتمت محاصرتهم أمنيًا وتشريعيًا.

وفي مصر، تم تصنيف الجماعة كتنظيم إرهابي منذ 2013، بينما في تونس فقد حزب النهضة المنتمي للجماعة ثقله السياسي بعد سلسلة من الإخفاقات، أما في الجزائر، فقد انحسرت حظوظ التنظيم في ظل رفض شعبي واسع وتأطير أمني صارم.

انتقال مركز الثقل إلى آسيا

وخلص التقرير، أن مركز الإسلام السياسي العالمي لم يعد في العالم العربي، بل انتقل إلى جنوب شرق آسيا، وتحديدًا ماليزيا، حيث توجد شبكات مالية ودعوية ذات ارتباط وثيق بالتنظيم.

ويرى معدو التقرير، أن هذا التحول يؤكد دخول الإخوان في مرحلة انحسار استراتيجي في المنطقة العربية.

وأشار معدوه، أن الخطاب السياسي والإعلامي في فرنسا ما زال يتعامل مع تنظيم الإخوان كـ”تهديد رمزي”، رغم تراجع نفوذهم الحقيقي.

وأوصت الوثيقة بضرورة تحديث هذا الخطاب، والتركيز بدلًا من ذلك على تحديات أكثر واقعية، مثل تعزيز الإطار الديني الرسمي، ومكافحة التهميش الاجتماعي الذي تستغله الحركات المتطرفة لبناء قواعد نفوذها.

spot_img