في تحول استراتيجي لافت، أعلنت إسرائيل رسميًا دخول منظومة ليزر دفاعية متطورة إلى ميدان المواجهة ضد حزب الله اللبناني، في أول استخدام عملياتي معلن لهذا النوع من الأسلحة في تاريخ المنطقة.
الإعلان الذي جاء من قبل وزارة الدفاع الإسرائيلية، تضمن تفاصيل عن نشر “الشعاع الحديدي”، وهو نظام يعتمد على الطاقة الموجهة لاعتراض الطائرات المسيّرة بشكل فوري.
التحرك الإسرائيلي يأتي وسط تصعيد غير مسبوق على الجبهة الشمالية، حيث باتت الطائرات دون طيار تمثل رأس حربة في عمليات حزب الله، ما دفع المؤسسة العسكرية إلى اختبار تكنولوجيا طال تطويرها داخل المختبرات، في ظروف ميدانية معقدة.
تفوق تقني وسط التهديدات الجوية
المنظومة الجديدة طورت من قبل شركة “رافائيل” للصناعات الدفاعية بالتعاون مع وحدة الأبحاث والتطوير التابعة لوزارة الدفاع، وجرى دمجها ضمن استراتيجية الدفاع الجوي متعدد الطبقات، إلى جانب القبة الحديدية وأنظمة اعتراض الصواريخ التقليدية.
تعمل التقنية على إرسال شعاع ليزري عالي الطاقة، يستهدف المسيرات الصغيرة بدقة عالية، محدثا تأثيرًا فوريًا يؤدي إلى شل حركتها أو إسقاطها.
وتوفر المنظومة ميزة أساسية مقارنة بالصواريخ: سرعة الاستجابة وتكلفة التشغيل المنخفضة، وهو ما يجعلها مثالية لمواجهة وابل من التهديدات المتكررة.
إعلان مدروس في توقيت حساس
في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عبرية، أكد رئيس مديرية البحث والتطوير في وزارة الدفاع، دانيال غولد، أن “إسرائيل هي أول دولة في العالم تمتلك قدرة اعتراض ليزري عملياتية بحجم واسع”.
وأشار، أن دمج المنظومة خلال العمليات الجارية جاء بعد سنوات من الاختبارات، إلا أن الظروف الميدانية العاجلة عجلت من نشرها.
وفي السياق نفسه، أوضح مسؤولون في شركة “رافائيل”، أن التجارب الناجحة للنظام، والتي جرت في ميادين فعلية، تمثل نقطة تحول في مستقبل الدفاعات الجوية، خاصة مع تزايد الهجمات الجوية منخفضة التكلفة والتعقيد من قبل خصوم إسرائيل.
الرد على حزب الله بوسائل جديدة
تصاعدت خلال الأسابيع الأخيرة هجمات حزب الله باستخدام الطائرات المسيّرة، وهو ما أربك الدفاعات الإسرائيلية التقليدية، ودفع القيادة العسكرية إلى اللجوء إلى أدوات غير نمطية للحد من هذا التهديد.
ويُعد استخدام الليزر جزءًا من هذا التوجه، حيث يمكن للمنظومة الجديدة التعامل مع أهداف متعددة خلال وقت قصير دون استنزاف للذخيرة أو الحاجة إلى إعادة تعبئة.
القرار بنشر هذه المنظومة على الحدود الشمالية يعكس تغييرًا في قواعد الاشتباك، ومحاولة لفرض معادلة ردع جديدة لا تعتمد فقط على القوة النارية، بل على التكنولوجيا المتقدمة والتكلفة المنخفضة.
تحول في العقيدة العسكرية
يرى مراقبون، أن استخدام الليزر كسلاح دفاعي يمثل جزءًا من تحول أوسع في العقيدة القتالية الإسرائيلية، يقوم على استخدام التكنولوجيا لتعويض الفجوات التكتيكية وخفض كلفة المواجهة المستمرة.
كما أن نجاح هذه المنظومة، ولو جزئيًا، قد يغير موازين القوى في أي صراع مستقبلي، ويفتح الباب أمام سباق تسلح في مجال الطاقة الموجهة.