ذات صلة

جمع

خطة إسرائيلية جاهزة ومخاوف أمريكية.. هل تتفجر المواجهة مع إيران؟

يتزايد التوتر بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن كيفية التعامل...

إيران تكثف جهودها لإحياء الاتفاق النووي.. هل تنجح في الوصول لاتفاق مؤقت مع واشنطن؟

وسط تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، تُكثّف إيران تحركاتها السياسية...

منع شامل للتصوير الإعلامي في صنعاء.. هل تُغلق جماعة الحوثي آخر نوافذ الحقيقة؟

تواصل جماعة الحوثي تشديد قبضتها على المشهد الإعلامي في...

استهداف مطار صنعاء وتدمير آخر طائرة.. ضربات محدودة أم بداية تصعيد مفتوح؟

في تطور عسكري لافت، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية شن...

محادثات مباشرة بين سوريا وإسرائيل.. هل تفتح الأبواب نحو تهدئة أم بداية تطبيع غير معلن؟

في تطور غير مسبوق منذ سنوات، كشفت مصادر مطلعة، أن سوريا وإسرائيل بدأتا اتصالات مباشرة، شملت لقاءات وجهًا لوجه خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وتناولت هذه الاجتماعات، التي انعقدت في المنطقة الحدودية، قضايا أمنية حساسة تهدف إلى احتواء التصعيد وتفادي اندلاع مواجهة جديدة، مما يثير تساؤلات عميقة حول أبعاد هذه الاتصالات.

محادثات أمنية مباشرة بين سوريا وإسرائيل

وأفادت خمسة مصادر مطلعة لوكالة “رويترز”، أن اتصالات مباشرة جرت مؤخرًا بين الطرفين، وتمحورت حول الشأن الأمني في الجنوب السوري، خصوصًا في المناطق المتاخمة لـ مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وقاد الجانب السوري في هذه الاجتماعات أحمد الدالاتي، وهو شخصية أمنية بارزة تم تعيينه محافظًا للقنيطرة، كما أسندت إليه مهام الإشراف الأمني على محافظة السويداء جنوبًا.

المحادثات تركز على الأمن لا على التطبيع

وأوضحت المصادر، أن المباحثات تناولت قضايا السلام والتهدئة وليس التطبيع، حيث أبدى الطرفان رغبة في تجنب الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة.

وأكدت ثلاثة مصادر، أن اللقاءات عقدت ضمن أراضٍ خاضعة للسيطرة الإسرائيلية قرب الحدود، ما يشير إلى جدية الطرفين في إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة رغم التوتر.

وساطة تركية ودعم أمريكي ضمني

وبحسب ما كشفه مسؤول بارز فإن هذه اللقاءات تمت برعاية تركية، وجرت مع “ممثلين عن الإدارة السورية الجديدة”، واصفًا المحادثات بـ”الإيجابية”.

كما أشار إلى “لفتات حسن نية” من دمشق ستقابلها تل أبيب بالمثل، ما يعكس بداية تنسيق أمني غير معلن.

ملفات الجاسوس إيلي كوهين تفتح من جديد

وفي سياق موازٍ، أعلنت إسرائيل بتاريخ 18 مايو 2025، استردادها نحو 2500 مستند وصورة وأغراض شخصية تعود للجاسوس الإسرائيلي الشهير إيلي كوهين، والتي كانت بحوزة المخابرات السورية لعقود.

وقد نُقلت هذه المواد في عملية سرية وصفتها تل أبيب بأنها “خطوة مهمة في استعادة الذاكرة الوطنية”.

وتُعد هذه الخطوة مؤشرًا إضافيًا على التفاهمات الخفية بين الجانبين، خصوصًا في ظل حساسية قضية كوهين في الوعي الإسرائيلي والسوري معًا.

تصعيد سابق.. وهدوء نسبي بعد لقاء الرياض

ومنذ نهاية عام 2024 وحتى مطلع 2025، شنت إسرائيل عشرات الغارات على مواقع للجيش السوري في الجنوب، وتوغلت داخل المنطقة العازلة، كما وسعت نطاق سيطرتها في مرتفعات الجولان وجبل الشيخ.

لكن اللافت أن وتيرة هذه الغارات تراجعت بشكل ملحوظ عقب لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض قبل أسبوعين.

ووفق رويترز، فإن ترامب حث نظيره السوري على تهدئة التوتر مع إسرائيل والنظر في إمكانية التطبيع مستقبلاً. إلا أن السلطات السورية نفت لاحقًا طرح مسألة التطبيع خلال اللقاء، في محاولة على ما يبدو لضبط الرأي العام الداخلي.

لقاءات بين الضرورات الأمنية وأجندة التطبيع

وتكشف هذه التطورات عن تحولات دقيقة في العلاقات السورية الإسرائيلية، قد لا تصل إلى تطبيع صريح، لكنها تؤسس لمرحلة إدارة تفاهمات أمنية واقعية، كما يُشير اختيار أحمد الدالاتي، بشبكاته الأمنية القديمة في الجنوب السوري، إلى رغبة دمشق في ضبط الوضع الأمني بما يرضي إسرائيل.

وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، يبدو أن الطرفين يتجهان نحو تنسيق أمني غير رسمي يضمن هدوء الحدود، مع ترك باب التطبيع مواربًا بانتظار تطورات إقليمية أكبر.

هل هي بداية لسلام أمني طويل الأمد؟

وتشير المؤشرات الحالية أن الاتصالات الأمنية بين سوريا وإسرائيل لم تعد مجرد تكهنات إعلامية، بل أصبحت حقيقة مدعومة بلقاءات ميدانية وتفاهمات جزئية.

وبينما تُنكر دمشق نوايا التطبيع، فإن الهدوء الميداني والبوادر الرمزية مثل تسليم أرشيف كوهين تشير إلى انفتاح محتمل، لذا يبقى السؤال الأكبر: هل ستقود هذه التفاهمات الأمنية إلى تسوية سياسية تدريجية، أم أنها مجرد مرحلة مؤقتة لتفادي حرب أوسع؟

spot_img