ذات صلة

جمع

بين الحرب والمناخ.. نازحو اليمن في مواجهة الموت البطيء

بينما تنشغل الأطراف المتصارعة في اليمن بالحرب والسياسة، يخوض...

“طرابلس بعد غنيوة.. الدبيبة يُعيد رسم خريطة النفوذ في ليبيا”

في مشهد يعكس طبيعة التحالفات المؤقتة والمضطربة داخل المشهد...

ضغوط غير مسبوقة على إسرائيل وتلميحات بعقوبات.. هل تنجح في وقف حرب غزة؟

في تطور لافت، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو...

خامنئي يشكك في فرص نجاح المفاوضات النووية.. هل تمهّد إيران لفشل محسوب؟

أطلق المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، تصريحات لافتة تُظهر...

مظاهرات واستقالات في ليبيا.. هل تكسر التحركات الأخيرة حالة الجمود السياسي؟

تشهد ليبيا تصاعدًا في التوترات السياسية والاجتماعية، حيث اندلعت...

“طرابلس بعد غنيوة.. الدبيبة يُعيد رسم خريطة النفوذ في ليبيا”

في مشهد يعكس طبيعة التحالفات المؤقتة والمضطربة داخل المشهد الليبي، تصاعدت التكهنات حول تورط رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة في تصفية أحد أبرز حلفائه الأمنيين عبدالغني الككلي المعروف بـ”غنيوة”، القائد السابق لجهاز دعم الاستقرار.

القصة التي بدأت بتحالف محكم في سنوات الفوضى، انتهت بإعدام ميداني وسط تكتم رسمي وارتباك أمني غير مسبوق في العاصمة طرابلس.

تقرير دولي يكشف الكواليس

وتناول تقرير عبر هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” تفاصيل ما وصفه بعملية اغتيال منسقة نفذتها تشكيلات مسلحة من الزاوية ومصراتة والزنتان، بدعم مباشر من قيادات حكومية، بعد استدراج الككلي إلى معسكر التكبالي تحت ذريعة مفاوضات أمنية، ليتحول المكان إلى ساحة تصفية حسابات.

وأوضح التقرير، أن الواقعة التي هزت الشارع الليبي، لم تكن فقط نهاية لرجل أمن مثير للجدل، بل كانت إشارة إلى تصدع داخلي عميق في التحالفات العسكرية التي تدير فعليًا مفاصل الدولة الليبية من وراء الستار.

موازين القوى تتغير في طرابلس

ووفقًا لما أورده التقرير فأن مقتل غنيوة لم يكن مجرد خلاف شخصي أو قرار أمني، بل كان تحولًا استراتيجيًا في موازين القوى داخل طرابلس، حيث إن الككلي، الذي امتد نفوذه إلى أمن المؤسسات الحكومية والشركة العامة للكهرباء، حصل خلال الأعوام الأخيرة على تمويلات ضخمة ونفوذ واسع داخل الجهاز البيروقراطي، الأمر الذي أثار مخاوف الدبيبة من تحول شريكه إلى خصم يصعب احتواؤه.

وأشارت مصادر متعددة، أن الدبيبة رأى في تغلغل الككلي تهديدًا لسلطته، خاصة في ظل وجود صراعات موازية مع فصائل أخرى كانت تنافس غنيوة على النفوذ داخل العاصمة.

ومع اقتراب أي تسوية سياسية محتملة أو تغيير حكومي، ربما اختار رئيس الحكومة تصفية أبرز خصومه المحتملين قبل فوات الأوان.

المواجهة أدت إلى انفجار سريع في الوضع الأمني، اشتباكات مسلحة شلت الحياة في طرابلس لساعات، أغلقت مطار معيتيقة الدولي، وتسببت بانقطاع الكهرباء وتعليق الدراسة في جامعة طرابلس، ورغم الإعلان عن وقف إطلاق النار، إلا أن التوتر ما زال يخيم على المدينة.

الدبيبة في مأزق سياسي وأمني

الحادثة جاءت في توقيت حساس، فحكومة الوحدة تشهد أصلاً حالة تفكك داخلي، مع استقالات متلاحقة في صفوف الوزراء والمسؤولين، أبرزهم نائب رئيس الحكومة وعدد من الوزراء البارزين.

في المقابل، يواجه الدبيبة غضبًا شعبيًا متصاعدًا ترجمته المظاهرات التي خرجت إلى شوارع طرابلس مؤخرًا.

ويواجه رئيس الحكومة اتهامات بالعجز عن ضبط الأمن أو احتواء الميليشيات المسلحة التي كانت في وقت ما حليفة له، كما توجه إليه انتقادات بسبب الفوضى الاقتصادية والتدهور المعيشي، في وقت تتزايد فيه المؤشرات على احتمال تفكك حكومته من الداخل.

spot_img