ذات صلة

جمع

صاروخ في سماء تل أبيب.. اختراق يمني يُربك أمن إسرائيل ويُفجّر خيارات الرد

في مشهد يعكس اختلال ميزان الردع وتصاعد التهديدات القادمة من اليمن، سقط صاروخ باليستي أطلقته مليشيات الحوثي قرب مطار بن غوريون، أحد أكثر المواقع حساسية في إسرائيل، وسط فشل تام لمنظومات الدفاع الإسرائيلية والأمريكية في اعتراضه.

الإنذار يدوي مجددًا في قلب إسرائيل

أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الأحد، عن رصده إطلاق صاروخ من اليمن باتجاه وسط البلاد، حيث دوت صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس ومناطق متعددة، بينما أكدت مصادر عسكرية أن الصاروخ سقط فعليًا في منطقة مطار بن غوريون، مما تسبب في حالة من الذعر والفوضى.

وأكد شهود عيان سماع دوي انفجارات قوية في محيط المطار ووسط تل أبيب، فيما وثقت القنوات الإسرائيلية لحظات تصاعد الدخان من الموقع، وسط تقارير عن توقف حركة الطيران بشكل مؤقت.

فشل دفاعي مزدوج.. ومطالب برد على طهران


وبحسب ما نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فإن منظومتي “حيتس” الإسرائيلية و”ثاد” الأمريكية فشلتا في اعتراض الصاروخ، وهو ما أكده الجيش في بيان لاحق، أشار فيه أن محاولات الاعتراض لم تنجح، ويجري الآن تحقيق تقني شامل حول الحادث.

والقيادة السياسية الإسرائيلية لم تتأخر في الرد، حيث قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس: “من يؤذينا، سنؤذيه سبعة أضعاف”، بينما طالب السياسي المعارض بيني غانتس برد مباشر على طهران، محملاً إيران المسؤولية المباشرة عن الهجوم.

الحوثيون يتبنون الهجوم ويتوعدون

في المقابل، أعلنت مليشيات الحوثي عبر متحدثها العسكري العميد يحيى سريع تبنيها للهجوم، مشيرة أن الصاروخ المستخدم كان باليستيًا فرط صوتيًا، واستهدف مطار بن غوريون بدقة.

كما أشار سريع أن العملية جاءت بمثابة تحذير جديد لشركات الطيران الدولية، مؤكدًا أن المطار بات “غير آمن”.

ولفت إلى أن العملية جاءت في سياق ما وصفه بـ”نصرة الشعب الفلسطيني”، وتعهد بمواصلة العمليات حتى “وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها”.

الهجوم الأخير ليس الأول من نوعه، حيث نفذت مليشيات الحوثي المدعومة من إيران أكثر من 26 عملية صاروخية منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023، لكن الجديد في هذا الهجوم هو “اختراق نوعي” للدفاعات الجوية الإسرائيلية، التي كانت تتفاخر سابقًا باعتراض الصواريخ اليمنية خارج المجال الجوي.

إصابات واستنفار أمني واسع


وأسفرت الضربة عن إصابة 8 أشخاص، وفق ما أفاد به الإسعاف الإسرائيلي، بينما قامت الشرطة بعمليات تمشيط مكثفة في محيط المطار.

وتم إعلان حالة الاستنفار القصوى، وسط مخاوف من تكرار هذه الهجمات، خصوصًا مع فشل القبة الحديدية والمنظومات الأخرى في التصدي لها.

وتدرس الحكومة الإسرائيلية حاليًا تغيير استراتيجيتها تجاه اليمن، وسط دعوات برد عسكري مباشر على قواعد الحوثيين، واتهامات متزايدة لإيران بإدارة الهجمات من خلف الستار.

spot_img