ذات صلة

جمع

الإخوان في ليبيا.. مناورات في الظل ونفوذ متشعب وسط الفوضى

تشهد العاصمة الليبية طرابلس منذ أيام تصاعدًا لافتًا في...

هل تُمهّد بغداد لانطلاقة دبلوماسية عربية أكثر تأثيرًا في ملف غزة؟

انطلقت في العاصمة العراقية بغداد أعمال القمة العربية الرابعة...

ليبيا تشتعل.. مظاهرات في طرابلس والإخوان يُهاجمون “الردع” ويدعمون الدبيبة

تشهد ليبيا حالة من الاحتقان الشعبي والتوتر الأمني المتصاعد،...

قمة بغداد 34.. ملفات نارية على طاولة الزعماء العرب وسط تحديات إقليمية متصاعدة

تتجه أنظار العالم العربي إلى العاصمة العراقية بغداد، التي...

إيران تُنفّذ اغتيالات بالخارج عبر عصابات إجرامية.. هذه أبرز الأسماء!

شهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في عمليات النظام الإيراني...

إسرائيل تغيّر قواعد الاشتباك.. استهداف تل أبيب يضع الحوثيين في مرمى الرد المباشر

في تطور لافت قد يعيد تشكيل خارطة الاشتباك في الشرق الأوسط، كشفت صحيفة جيروزاليم بوست اليوم الأحد، أن إسرائيل تدرس بجدية تعديل سياستها تجاه اليمن، في ضوء التصعيد المتكرر من جانب جماعة الحوثي، والذي بلغ ذروته صباح اليوم مع سقوط صاروخ أُطلق من اليمن بالقرب من مطار بن غوريون في تل أبيب.

تغيير قواعد الاشتباك

ونقلت الصحيفة – عن مصدر أمني إسرائيلي-، أن تل أبيب تفكر في توجيه ضربات مباشرة لمواقع حوثية داخل الأراضي اليمنية، في خطوة ستكون الأولى من نوعها منذ بدء تصعيد الحوثيين تجاه إسرائيل، عقب اندلاع الحرب في غزة أواخر 2023.

ولفت المصدر إلى أن “إسرائيل امتنعت في الأشهر الماضية عن ضرب أهداف يمنية بناءً على طلب مباشر من الولايات المتحدة، تفاديًا لتوسيع رقعة المواجهة الإقليمية”، لكن المعطيات الأمنية بدأت تميل لصالح خيار الرد المباشر.

وقد تسبب الهجوم الأخير في حالة من الإرباك داخل إسرائيل، حيث أُغلقت مداخل مطار بن غوريون مؤقتًا، وأُوقفت حركة الإقلاع والهبوط لبضع ساعات، كما توقفت حركة القطارات المرتبطة بالمطار.

وأُصيب عدد من الأشخاص بجروح طفيفة نتيجة سقوط الصاروخ في منطقة زراعية قرب المطار، ما أثار موجة استنفار أمني في تل أبيب، قبل أن تعلن السلطات استئناف الحركة الجوية وعودة المطار للعمل بشكل طبيعي.

الولايات المتحدة في قلب المعادلة

وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن إدارة بايدن كانت تلعب دورًا حاسمًا في كبح جماح تل أبيب عن شن عمليات داخل اليمن، بحجة أن العمليات الأميركية التي تستهدف الحوثيين كانت “فعالة بما فيه الكفاية”، حيث قامت واشنطن طوال الأشهر الماضية بقصف مجمعات قيادة، ومستودعات أسلحة، ومرافق تصنيع صواريخ وطائرات مسيّرة تابعة للجماعة، في إطار جهود حماية الملاحة في البحر الأحمر.

ومع ذلك، يرى مراقبون أن تساقط الصواريخ الحوثية داخل العمق الإسرائيلي، وخصوصًا في محيط مطار دولي بحجم بن غوريون، يمثل تحولًا نوعيًا قد يدفع إسرائيل لتجاوز الضمانات الأميركية، خاصة إذا تكررت مثل هذه الهجمات خلال الأشهر المقبلة.

تحوّل في أولويات الجيش الإسرائيلي

في هذا السياق، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين عسكريين، قولهم: إن عام 2025 كان مخصصًا في الاستراتيجية الإسرائيلية لتركيز العمليات القتالية على قطاع غزة، في إشارة إلى إعادة هيكلة الأهداف والجهود العسكرية.

بينما، المستجدات القادمة من الجنوب – تحديدًا اليمن – بدأت تفرض مراجعة لهذه الأولويات، وسط قلق من فتح جبهة جديدة قد تستنزف الجيش وتربك حسابات الأمن القومي.

من جهته، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي، يواف غالانت، بالرد على الهجمات القادمة من اليمن، مؤكدًا أن “من يضرب إسرائيل سيُضرب بأضعاف”، في إشارة إلى احتمال تبنّي نهج هجومي أكثر حزمًا تجاه الحوثيين.

ردع قادم أم توسّع للحرب؟

ولكن الهجوم الأخير، وهو الثالث من نوعه خلال أسابيع، تزامن مع تصريحات حوثية تؤكد استهداف قاعدة عسكرية قرب حيفا، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخين آخرين خلال اليوم نفسه، في إشارة إلى تزايد وتيرة التهديد اليمني.

ويرى محللون، أن توجيه ضربة إسرائيلية لليمن سيحمل تداعيات إقليمية كبيرة، إذ قد يؤدي إلى تفجير ساحة جديدة من الصراع الممتد بين طهران وتل أبيب، خاصة أن الحوثيين يعدون أحد أهم أذرع إيران في المنطقة.

وفي حال تحركت إسرائيل عسكريًا نحو اليمن، فإن ذلك قد يستدرج ردودًا إيرانية مباشرة أو بالوكالة، ويفتح جبهات جديدة من عدم الاستقرار في البحر الأحمر والقرن الأفريقي.

المعادلة تتغير

وأكد مراقبون، أن أي رد إسرائيلي مباشر على الحوثيين قد يؤدي إلى تصعيد إقليمي واسع، خاصة إذا ما ردت الجماعة بهجمات جديدة على أهداف إسرائيلية أو أمريكية، كما أن ذلك قد يفتح جبهة جديدة في الصراع، تمتد من غزة ولبنان إلى اليمن؛ مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني في الشرق الأوسط

وتدل المؤشرات على أن إسرائيل تقترب من مرحلة جديدة في تعاطيها مع التهديدات الخارجية، حيث لم تعد تسكت على “ضربات بعيدة” لا تسقط خسائر بشرية مباشرة.

وقد يشهد شهر مايو الحالي تطورًا نوعيًا في قواعد الاشتباك، تترجم في غارات إسرائيلية على أهداف حوثية، ما سيؤدي إلى توسيع دائرة الصراع التي بدأت من غزة وامتدت إلى الجنوب اللبناني، لتطال اليوم العمق اليمني.

spot_img