ذات صلة

جمع

قواعد إسرائيلية في قلب الجنوب السوري.. بداية مرحلة جديدة من الصراع الإقليمي

في تطور لافت على الساحة السورية، كشفت تقارير أن...

ما بعد الـ100 يوم: هل ينجح ترامب في تجاوز اختبار الوعود أم يسقط في فخ الانتقادات؟

وسط تحديات كبيرة ومخاطر جمّة، يقترب الرئيس الأمريكي دونالد...

وسط قلق أوروبي.. روسيا تحشد جيوشها استعدادًا للحرب مع “الناتو”

روسيا توسع وجودها العسكري قرب أوروبا: تحضيرات محتملة لصراع...

“هجوم إلكتروني ضخم على إيران.. واتهامات تلاحق إدارة ترامب وإسرائيل”

أعلنت وكالة “تسنيم” الإيرانية شبه الرسمية، اليوم الاثنين، نقلًا...

وسط قلق أوروبي.. روسيا تحشد جيوشها استعدادًا للحرب مع “الناتو”

روسيا توسع وجودها العسكري قرب أوروبا: تحضيرات محتملة لصراع مع الناتو

كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعمل على توسيع قواعده العسكرية وتجهيز قواته لنقل المزيد من الجنود إلى مناطق حدودية أوروبية بعيدة عن أوكرانيا، حيث تتحرك القوات الروسية حاليًا على بُعد نحو 100 ميل فقط من حدود فنلندا، في خطوة أثارت قلقًا متزايدًا في العواصم الأوروبية.

وبحسب مسؤولين عسكريين واستخباراتيين غربيين، يخطط الجيش الروسي لتجنيد عشرات الآلاف من الجنود خلال السنوات القليلة القادمة، وسيشكّل هؤلاء الجنود، الذين يخدم كثير منهم الآن على الخطوط الأمامية في أوكرانيا، العمود الفقري للجيش الروسي الذي يُعد لمواجهة محتملة مع حلف شمال الأطلسي (الناتو).

تعزيزات في البنية التحتية والقدرات العسكرية

وفي سياق الاستعدادات، يسعى الكرملين إلى توسيع برامج التجنيد العسكري، وزيادة إنتاج الأسلحة، وتطوير شبكات السكك الحديدية في المناطق الحدودية مع أوروبا، مما يعزز سرعة تحريك القوات والعتاد عند الحاجة.

ووصف خبراء عسكريون النشاط العسكري الروسي على طول الحدود الفنلندية بأنه جزء من تحضيرات الكرملين لصراع محتمل مع الناتو.

وقال رسلان بوخوف، مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتقنيات الدفاعية في موسكو: “عندما تعود القوات من أوكرانيا، ستنظر عبر الحدود إلى بلد تعتبره خصمًا. منطق العقد الماضي يشير إلى أننا نستعد لصراع مع الناتو”.

رسائل متضاربة من القيادة الروسية

ورغم التصعيد العسكري، أرسل المسؤولون الروس رسائل متباينة؛ ففي اجتماع بوزارة الدفاع أواخر العام الماضي، دعا وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف الجيش للاستعداد لصراع مع الناتو، بينما حاول بوتين في الاجتماع ذاته التقليل من شأن التهديدات، متهماً الغرب بتضخيم المخاوف من نوايا روسيا.

نمو هائل في الجيش وصناعات السلاح الروسية

وكجزء من خططه، أمر بوتين الجيش الروسي بزيادة قوامه إلى 1.5 مليون جندي، مقارنة بنحو مليون جندي قبل اندلاع حرب أوكرانيا.

وقد أدى الارتفاع الحاد في الإنفاق العسكري الروسي إلى وصول مصانع الأسلحة إلى أقصى طاقتها الإنتاجية، حيث توسعت شركات الصناعات الدفاعية وافتتحت منشآت جديدة.

وقبل الحرب الأوكرانية، كانت روسيا تنتج حوالي 40 دبابة قتال رئيسة من طراز T-90M سنويًا، بينما تنتج حاليًا نحو 300 دبابة سنويًا. وأكد مسؤول عسكري فنلندي أن معظم هذه الدبابات لا تُرسل إلى أوكرانيا، بل يتم الاحتفاظ بها داخل الأراضي الروسية لاستخدامها لاحقًا.

وارتفع الإنفاق العسكري الروسي إلى أكثر من 6% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، مقارنة بـ 3.6% قبل الحرب. وللمقارنة، تنفق الولايات المتحدة 3.4%، فيما يبلغ متوسط إنفاق دول الاتحاد الأوروبي 2.1% من ناتجها المحلي.

وتشير التقديرات إلى أن إنتاج مدافع المدفعية والذخائر سيرتفع بنسبة 20% هذا العام، مع تحسن ملحوظ في جودة وإنتاج الطائرات المسيّرة الروسية.

تحذيرات غربية من تصعيد أوسع

وأمام لجنة بمجلس الشيوخ الأمريكي هذا الشهر، قال الجنرال كريستوفر كافولي، قائد القوات الأمريكية في أوروبا: “الجيش الروسي الذي تحمل العبء الأكبر من القتال أصبح الآن أكبر مما كان عليه عند بدء الحرب”.

وفي تقرير صدر في فبراير الماضي، حذرت وكالة الاستخبارات الدنماركية من أن روسيا قد تكون قادرة على شن حرب واسعة النطاق في أوروبا خلال خمس سنوات إذا شعرت بضعف الناتو.

وحذر مسؤولون عسكريون غربيون من أن وقف إطلاق النار في أوكرانيا، إذا تم دون شروط صارمة، قد يمنح روسيا فرصة لإعادة تنظيم قواتها والاستعداد لصراع أكبر وأوسع في القارة.

جدير بالذكر أن فنلندا انضمت إلى حلف الناتو رسميًا في 4 أبريل 2023، وهو ما جعل حدودها الجديدة مع روسيا مصدر قلق استراتيجي إضافي.

وتصاعدت التوترات الروسية مع الناتو منذ بداية الحرب الأوكرانية، مع تحذيرات متكررة من أن موسكو تعتبر توسع الناتو تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.

spot_img