في تصعيد خطير، شهدت منطقة كشمير الخاضعة للسيطرة الهندية هجومًا مسلحًا أودى بحياة 26 سائحًا هنديًا، بينهم 25 هنديًا ونيبالي واحد، في أعنف هجوم منذ هجمات مومباي عام 2008. وتبنّت “جبهة المقاومة الكشميرية” المسؤولية عن الهجوم، بينما سارعت الهند إلى اتهام باكستان بدعم المسلحين، وهو ما نفته إسلام آباد بشدة تصعيد دبلوماسي وعسكريردًا على الهجوم، سارعت الحكومة الهندية إلى تحميل باكستان مسؤولية الهجوم، متوعدة بـ”عقاب يفوق الخيال” للمسؤولين عنه. كما أعلنت الهند تعليق تعليق معاهدة مياه نهر السند الموقعة عام 1960، وإلغاء تأشيرات المواطنين الباكستانيين ومطالبتهم بمغادرة البلاد، وإغلاق المعابر الحدودية الرئيسية وتعليق التجارة الثنائية. في المقابل، عقدت باكستان اجتماعًا للجنة الأمن القومي، وأكدت استعدادها للرد على أي عدوان هندي. كما ردّت باكستان بإجراءات مماثلة، منها إلغاء تأشيرات المواطنين الهنود ومطالبتهم بالمغادرة خلال 48 ساعة، وإغلاق المجال الجوي أمام الطيران الهندي وتعليق العمل باتفاقية سيملا لعام 1972، مما يهدد إطار السلام الثنائي. اشتباكات حدودية وتحذيرات من التصعيدوشهد خط السيطرة في كشمير تبادلًا لإطلاق النار بين القوات الهندية والباكستانية، مما أسفر عن مقتل أربعة جنود باكستانيين وإصابة عشرة آخرين، بالإضافة إلى إصابة خمسة جنود هنود،كما قامت القوات الهندية بهدم منازل يشتبه في ارتباطها بالمسلحين، مما أثار احتجاجات محلية. وفي باكستان، نظمت مظاهرات منددة بالهجوم، بينما خرجت احتجاجات في نيودلهي تطالب بالرد على باكستان، فيما دعت الأمم المتحدة الطرفين إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. تاريخ من الصراعاتويعود النزاع بين الهند وباكستان حول كشمير إلى عام 1947، حيث خاض البلدان ثلاث حروب بسبب الإقليم، في عام 2019، ألغت الهند الوضع الخاص لجامو وكشمير، مما أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين. وأثار تعليق الهند لمعاهدة مياه السند قلقًا بالغًا في باكستان، التي تعتمد بشكل كبير على مياه الأنهار الغربية، وحذرت إسلام آباد من أن أي محاولة لتحويل مجرى المياه ستُعتبر “عملًا حربيًا”.مخاوف من تصعيد نوويومع امتلاك كلا البلدين لأسلحة نووية، تتزايد المخاوف من انزلاق النزاع إلى مواجهة نووية، لذا حذر محللون من أن الوضع قد يصبح غير قابل للسيطرة إذا استمر التصعيد. ومن ناحيته، أكد رئيس الوزراء الباكستاني السابق، عمران خان، أن حل قضية كشمير يكمن في الحوار البنّاء، محذرًا من أن الحرب ليست خيارًا. وفي ظل التصعيد الحالي، من المتوقع أن تستمر التوترات بين الهند وباكستان، مع احتمال تصعيد عسكري أكبر، ويراقب المجتمع الدولي الوضع عن كثب، داعيًا إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات.