ذات صلة

جمع

صفقة أم صدمة؟ ترامب يعيد تشكيل المسار النووي مع إيران

في مقابلة أجراها مع مجلة “تايم” في 22 أبريل...

الهند وباكستان على حافة الحرب النووية.. كشمير تُعيد شبح الدمار الشامل

في تصعيد خطير، شهدت منطقة كشمير الخاضعة للسيطرة الهندية...

“العودة عبر الفوضى”.. كيف يُخطط إخوان الخارج لإشعال الداخل العربي من جديد؟

في أعقاب القرار الأردني بحظر جماعة “الإخوان المسلمين” ومصادرة...

تيار التغيير يُعلن الحرب الناعمة: ” مخطط إسقاط الأنظمة يبدأ من الأردن”

في مشهد يعكس مدى تغوّل جماعة الإخوان الإرهابية في...

نتنياهو ينفي شبح الحرب الأهلية… فهل تنفجر إسرائيل من الداخل؟

تعيش إسرائيل واحدة من أكثر لحظاتها توترًا واضطرابًا منذ تأسيسها، حيث تتراكم الأزمات فوق بعضها على وقع استمرار الحرب على غزة، وسط تصعيد داخلي متفجر بين رأس الحكومة وأعلى الأجهزة الأمنية.


يحاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفي احتمالية وقوع “حرب أهلية”، بينما تبدو الوقائع على الأرض أكثر إثارة للقلق مما يُصرح به من المنصة الحكومية.


ففي تطور غير مسبوق، فجّر رئيس جهاز الشاباك، رونين بار، قنبلة سياسية وقضائية بإدلائه بشهادتين خطيتين للمحكمة العليا، إحداهما سرية، كشف فيهما عن طلبات “غير قانونية” من نتنياهو، شملت التدخل في مفاوضات الأسرى، ومطالبته بالتجسس على المتظاهرين، بل وحتى دعم وثيقة تدعو إلى وقف محاكمة نتنياهو في قضايا فساد بذريعة “أمنية”.

صراع رأس الهرم الأمني


في شهادته الصادمة، قال بار إن نتنياهو مارس ضغوطًا شخصية لإفشال صفقة الأسرى مع “حماس”، وسعى إلى توريط الشاباك في خدمة مصالحه الشخصية، الأمر الذي يصفه بار بأنه تجاوز خطير على المعايير المؤسسية للدولة.


رد نتنياهو لم يتأخر، ووصف إفادة بار بأنها “كاذبة”، متهمًا رئيس الشاباك بالتحريض والتغطية على “فشله الذريع” في منع هجمات 7 أكتوبر. واتهمه بأنه لم يبلغ رئيس الوزراء بمعلومات استخباراتية مهمة إلا بعد ساعات من وقوع الهجوم.

شرخ في بنية الدولة


التصعيد العلني بين نتنياهو وبار لم يعد مجرد صراع إداري أو قانوني، بل يمثل انقسامًا حادًا بين السلطة السياسية وأجهزة الدولة العميقة.


وربما الأخطر أن الصراع انتقل من الغرف المغلقة إلى الشوارع، حيث تجددت التظاهرات الغاضبة في تل أبيب ومدن أخرى، للمطالبة بإقالة نتنياهو وإنهاء الحرب على غزة.


في واحدة من تلك التظاهرات، رفع المحتجون لافتات تصف رئيس الوزراء بأنه “خطر على وجود الدولة”، ورددوا شعارات تطالب بصفقة عاجلة لتحرير الأسرى، مؤكدين أن الحرب الطويلة لم تعد “مبررة أخلاقيًا أو استراتيجيًا”.

حفل الحناء وسط الجنازات


في مشهد أثار المزيد من الغضب الشعبي، ظهر نتنياهو وزوجته سارة في حفل حناء نجله أفنير، بعد ساعات من إعلان مكتبه عن “إلغاء المشاركة بسبب مقتل جنود في غزة”.


الفيديوهات المنتشرة أظهرت رئيس الحكومة مبتسمًا في لحظة عائلية خاصة، في وقت كانت البلاد تغلي على وقع خسائر بشرية متصاعدة في القطاع.


المعارضة لم تفوّت الفرصة، وهاجم زعيمها يائير لابيد سلوك نتنياهو بشدة، معتبرًا أن “من يستغل الشاباك لأهداف شخصية لا يحق له قيادة البلاد”.


بدوره، وصف يائير جولان، رئيس حزب “الديمقراطيين”، التصعيد بأنه “إنذار أخير” على أن الديمقراطية الإسرائيلية مهددة من الداخل.

سيناريوهات ما بعد بار


ويصر نتنياهو على المضي قدمًا في تعيين رئيس جديد لجهاز الشاباك، لكن المحكمة العليا جمّدت قرار الإقالة بانتظار البت في الطعون.


حاليًا، يعقد قادة المعارضة مشاورات مكثفة للبحث عن آلية لإجبار نتنياهو على التنحي، وسط تحذيرات من “اغتيال سياسي” في حال استمر الاحتقان الداخلي بهذا الشكل.


ويقول مراقبون إن إسرائيل لم تعد فقط في مواجهة تهديد خارجي متمثل في “حماس” أو “حزب الله”، بل باتت مهددة بتفكك داخلي، عنوانه الأبرز: فقدان الثقة في القيادة السياسية، وتآكل شرعية الدولة المركزية.

حرب غزة.. الخيط الرفيع


رغم كل ذلك، يواصل نتنياهو تكرار خطاب “الانتصار القادم” على “محور الشر”، ويؤكد أن الحرب ستستمر حتى “إزالة حماس بالكامل”، لكن الحقائق الميدانية تقول إن أكثر من 168 ألف فلسطيني سقطوا بين قتيل وجريح، وما زال آلاف الإسرائيليين يعيشون في ظل خطر صواريخ المقاومة.

spot_img