أثار بيان صادر عن القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية التنظيم الدولي صلاح عبد الحق، موجة من الجدل في الأوساط الأردنية والعربية، بعدما طالب بعدم تجريم من وصفهم بـ”داعمي المقاومة” في الأردن، داعيًا للإفراج الفوري عن 16 موقوفًا من أعضاء خلية ضبطت أخيرًا بتهمة تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة داخل الأراضي الأردنية.
البيان، الذي نشر عبر موقع إلكتروني تابع للجماعة يعرف باسم “الإخوان سايد”، حمل في طياته لغة تحريضية واضحة، بحسب مراقبين، وتجاهل عمدًا القانون الأردني الذي يجرم تصنيع أو امتلاك الأسلحة خارج إطار الدولة، خصوصًا تلك التي تشكل تهديدًا مباشرًا على الأمن الوطني وسلامة المواطنين.
تحريض معلن ضد استقرار الأردن
عبد الحق، المعروف بقيادته لما يعرف بـ”جبهة لندن”، لم يكتف بالمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين، بل اعتبر أن دعم المقاومة واجب شرعي وشرف لكل مسلم، متجاهلا السياقات القانونية والأمنية داخل الأردن، ومتجاوزًا السيادة الوطنية لدولة عربية ذات مؤسسات وأجهزة أمنية تضطلع بدور كبير في حفظ الاستقرار الإقليمي.
البيان، الذي تناقلته حسابات إخوانية ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، جاء في توقيت حساس تشهده المنطقة، حيث تتنامى المخاوف من تسلل الفوضى إلى الداخل الأردني عبر استنساخ نماذج تجريبية لجماعات مسلحة نشأت في دول مثل: مصر وتونس، وانتهت بمواجهات دموية مع الدولة.
التنظيم الدولي.. ما وراء الدعم الرمزي
ورغم أن عبد الحق حاول تغليف حديثه بعبارات مرتبطة بالقضية الفلسطينية ومظلومية غزة، إلا أن فحوى خطابه يعكس نوايا أبعد من الدعم الرمزي، فالمطالبة بالإفراج عن خلية متورطة بتصنيع أسلحة محظورة داخل دولة ذات سيادة، يفتح الباب أمام تساؤلات مشروعة حول طبيعة الدعم الذي يقدمه التنظيم الدولي، وهل هو دعم للمقاومة فعلًا، أم غطاء لتكوين خلايا مسلحة قادرة على تنفيذ أجندات تتجاوز حدود فلسطين إلى الداخل العربي.
ما يزيد من خطورة هذا الطرح، هو أن الجماعة لم تكتفِ بالتبرير أو الصمت، بل ذهبت إلى حد التهديد الضمني، حين اعتبرت أن تجريم “نصرة غزة” يصب في مصلحة العدو، وهو ما يُفهم ضمنًا على أنه إدانة لأي موقف عربي رسمي لا يتماشى مع سردية التنظيم.
غضب أردني وتحذيرات شعبية
داخل الأردن، لم يمر البيان مرور الكرام، إذ عبر عدد من الناشطين والمحللين عن استيائهم مما اعتبروه تحريضًا مباشرًا على الدولة ومحاولة لزعزعة استقرارها، مؤكدين أن تنظيم الإخوان – في نسخته الدولية – ما يزال يسعى لاختراق المجتمعات العربية تحت شعار المقاومة، بينما يمارس على الأرض أنشطة سرية ذات طابع عسكري.
التحذيرات تصاعدت من أن يكون هذا التحرك مقدمة لمحاولات زرع فوضى مشابهة لما حدث في دول أخرى شهدت صعود تنظيمات مسلحة مدعومة بفكر إخواني، تم كشفها بعد سقوط أنظمة أو خلال فترات اضطراب سياسي.