ذات صلة

جمع

الأردن يُحبط مخططات إرهابية خطيرة.. تصنيع صواريخ وتجنيد عناصر لتخريب الأمن الوطني

أعلنت دائرة المخابرات العامة الأردنية، الثلاثاء، عن إحباط سلسلة...

الأطفال دفعوا الثمن باهظًا.. كيف فتكت حرب السودان بأحلام الصغار في عامها الثالث؟

مع دخول الحرب السودانية عامها الثالث، أطلقت منظمات الأمم...

من صنعاء إلى مقديشو.. كيف أصبح الصومال هدفًا في تحذيرات ترامب للحوثيين؟

أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيرًا جديدًا “صارمًا” لجماعة...

حماس بين السلاح والسياسة.. بوادر تحوّل استراتيجي أم مناورة تفاوضية؟

كشفت مصادر في حركة “حماس”، اليوم الاثنين، أن الحركة...

الأطفال دفعوا الثمن باهظًا.. كيف فتكت حرب السودان بأحلام الصغار في عامها الثالث؟

مع دخول الحرب السودانية عامها الثالث، أطلقت منظمات الأمم المتحدة تحذيرات صارخة من تفاقم الأوضاع الإنسانية، خاصة فيما يتعلق بالانتهاكات الممنهجة ضد النساء والأطفال، الذين دفعوا الثمن باهظًا في هذه الحرب.

انتهاكات ممنهجة واغتصاب كسلاح حرب

وقالت المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في شرق وجنوب أفريقيا، آنا موتافاتي: إن السودان يشهد “زيادة بنسبة 288% في الطلب على الدعم المنقذ للحياة لضحايا الاغتصاب والعنف الجنسي”، مؤكدة أن الاغتصاب يُستخدم بشكل ممنهج كسلاح في النزاع، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز”.

وأضافت موتافاتي، في مؤتمر صحفي عبر الفيديو من مدينة بورتسودان، أن ما يحدث يعد واحدًا من أكثر أنماط العنف الجنسي خطورة في النزاعات المسلحة الحديثة، مما يعكس انهيارًا مروعًا في حماية المدنيين، لا سيما النساء والفتيات.

غوتيريش: تدفق السلاح والمقاتلين يعمّق المأساة

وفي رسالة حازمة، ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش باستمرار تدفق الأسلحة والمقاتلين إلى البلاد، محذرًا من أن الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع تهدد بتقويض مستقبل السودان بالكامل.

وأكد غوتيريش، أن “الطريقة الوحيدة لحماية المدنيين هي وقف فوري وشامل للنزاع”، مجددًا دعوته للأطراف المتحاربة لوضع حد للكارثة الإنسانية التي تتفاقم يومًا بعد يوم.

أطفال السودان.. ضحايا النزاع الصامت

وكشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، أن الحرب المستمرة في السودان منذ أبريل 2023 تسببت في ارتفاع عدد الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال بنسبة 1000%.

وأوضحت المديرة التنفيذية للمنظمة، كاثرين راسل، أن عامين من الحرب والدمار “حطما حياة ملايين الأطفال”، محذرة من أن “السودان اليوم يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، لكنها لا تحظى باهتمام العالم”.

وأشارت اليونيسف إلى أن الانتهاكات شملت القتل، والتشويه، والاختطاف، والتجنيد القسري، والعنف الجنسي، وانتشرت على نطاق واسع في مختلف أنحاء البلاد.

وبحسب المنظمة، ارتفع عدد الأطفال الذين قُتلوا أو أُصيبوا بجروح من 150 حالة مؤكدة في 2022 إلى أكثر من 2776 حالة خلال عامي 2023 و2024، ما يعكس مدى اتساع دائرة العنف.

15 مليون طفل في حاجة ماسّة للمساعدات الإنسانية

كما كشفت اليونيسف، أن عدد الأطفال المحتاجين إلى مساعدات إنسانية في السودان تضاعف خلال عامين فقط، من 7.8 مليون طفل في مطلع 2023 إلى أكثر من 15 مليون طفل اليوم، مؤكدة أن نحو 462 ألف طفل معرضون لخطر الإصابة بسوء التغذية الحاد الشديد، وهي أرقام تنذر بكارثة إنسانية ممتدة الأثر.

وأوضحت كاثرين راسل: “لا يمكننا أن نتخلى عن أطفال السودان”، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل وإنهاء الحرب قبل أن تُزهق أرواح المزيد من الأبرياء.

13 مليون نازح ولاجئ ومجاعة تهدد البلاد

ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، دخل السودان في دوامة من الدمار.

وأسفر النزاع عن سقوط عشرات الآلاف من القتلى، وتهجير أكثر من 13 مليون شخص داخل البلاد وخارجها، بحسب وكالة فرانس برس. كما غرقت عدة مناطق في المجاعة، وسط تعثر إيصال المساعدات الإنسانية، وانهيار النظام الصحي، وتفشي الأمراض.

فرص السلام تتضاءل

ويشير مراقبون، أن استمرار القتال على هذا النحو، ومع غياب أي أفق سياسي للحل، قد يدفع السودان إلى سيناريوهات أكثر سوداوية، من ضمنها خطر التفكك أو انزلاق البلاد نحو صراع إقليمي أوسع، إذ توجد مخاوف من أن يمتد النزاع إلى دول الجوار التي تأثرت بالفعل بأعداد اللاجئين الهائلة وتوترات الحدود.

ورغم الجهود الدولية المتكررة لدفع الطرفين نحو طاولة الحوار، فإن حجم الانتهاكات، وانهيار الثقة بين الأطراف، يهددان بتقويض أي مبادرات للسلام.

ويؤكد محللون، أن المجتمع الدولي بحاجة إلى الضغط بشكل أقوى، ليس فقط لفرض وقف إطلاق النار، بل لضمان محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، وتقديم دعم حقيقي لضحايا الحرب، خصوصًا الأطفال والنساء.

spot_img