ذات صلة

جمع

وثيقة فرنسية تكشف آليات تمويل وتغلغل “الإخوان” في أوروبا

في ظل تصاعد المخاوف الأمنية في أوروبا، كشفت وثيقة...

ترامب يُجمّد المواجهة مع العالم ويشعلها مع بكين: هدنة مشروطة وحرب قادمة

في تحولٍ لافتٍ في لهجة التصعيد التجاري، أعلن الرئيس...

عُمان تُعيد إحياء الخط الساخن: مفاوضات أمريكية إيرانية على صفيح نووي ساخن

تتّجه الأنظار إلى سلطنة عُمان، حيث تنطلق يوم السبت...

بداية حرب جديدة في غزة.. تحول جذري نحو احتلال طويل الأمد وأجندات استيطانية

لم تعد الحرب الجارية في قطاع غزة امتدادًا مباشرًا...

انتهاء الجولة الأولى من المفاوضات الأمريكية – الإيرانية في عمان.. حذر دبلوماسي وفرص معلقة

بين الأمل في انفراجة دبلوماسية، والتوجس من فشل يفاقم توتر الشرق الأوسط، اختتمت الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في العاصمة العمانية مسقط، وسط أجواء حذرة تراوح بين التفاؤل الحذر والتشكيك المتبادل.

المفاوضات، التي تمت بوساطة سلطنة عمان، أعادت إلى الواجهة احتمالات إحياء المسار النووي المتعثر منذ سنوات، وإن بصيغة غير تقليدية.

وزارة الخارجية الإيرانية أعلنت، السبت، انتهاء الجولة الأولى من هذه المباحثات التي استمرت أكثر من ساعتين ونصف، ووصفتها بـ”البنّاءة”، مؤكدة أنها جرت “في أجواء من الاحترام المتبادل”.

وشارك في المحادثات كل من وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والمبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، عبر وساطة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، الذي لعب دورًا محوريًا في نقل الرسائل وتليين المواقف.

وقال البوسعيدي -في تغريدة على منصة “إكس”-: إن بلاده “استضافت أولى جولات التفاوض في أجواء ودية”، مضيفًا أن العملية تهدف إلى “التوصل إلى اتفاق عادل وملزم يحقق السلام الإقليمي والاستقرار العالمي”.
وأضاف الوزير العماني: “سنبذل كل ما في وسعنا لتقريب وجهات النظر، وسنواصل هذه المساعي خلال الفترة المقبلة”.

تفاؤل نسبي ومواقف متباعدة

رغم اللغة الإيجابية في التصريحات الرسمية، إلا أن التباينات بين الطرفين ما تزال عميقة، خصوصًا فيما يتعلق بطبيعة المحادثات، إذ ترفض إيران الدخول في مفاوضات مباشرة، بينما تصر الولايات المتحدة، خصوصًا في ظل توجهات إدارة ترامب، على حوار وجهًا لوجه كشرط أساسي لأي اتفاق مستقبلي.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي: “لا هدف لنا سوى حماية مصالحنا الوطنية، ونعطي فرصة حقيقية للدبلوماسية”، مشددًا على أن الجولة الأولى كانت فقط لتبادل المواقف المبدئية. فيما نقلت وكالة “تسنيم” شبه الرسمية عن عضو في الفريق الإيراني أن أجواء الحوار كانت “إيجابية”، لكنه أقر بأن الطريق ما زال طويلاً.

خلفية إقليمية مشتعلة وظلال الحرب

تأتي هذه الجولة في توقيت بالغ الحساسية، وسط تصاعد حدة التوتر في المنطقة منذ العام 2023، مع تفجر حرب غزة، وتوسع رقعة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله، وتبادل القصف بين إيران وإسرائيل، وتكرار الهجمات الحوثية على الملاحة الدولية، إلى جانب الأزمة السورية المتفاقمة.
هذه المعطيات تجعل من أي انفراج بين واشنطن وطهران حدثًا ذا تأثير مباشر على استقرار الإقليم بأكمله.

لكن في المقابل، فإن فشل المحادثات لا يحمل سوى سيناريوهات قاتمة، على رأسها احتمال اندلاع مواجهة عسكرية واسعة النطاق، خصوصًا مع تهديدات طهران المتكررة بأن أي ضربة أمريكية ستقابل برد قاسٍ، ولن تقتصر عواقبها على الأراضي الإيرانية فقط، بل ستطال القواعد الأمريكية في دول الجوار، والتي وصفتها طهران بأنها “أهداف مشروعة” في أي حرب قادمة.

لم تحمل الجولة الأولى اتفاقات ملموسة، لكنها فتحت باب التواصل مجددًا، في وقت يتقاطع فيه الملف النووي مع حسابات الأمن الإقليمي والانتخابات الأمريكية المقبلة.

spot_img