ذات صلة

جمع

كاتب أمريكي بارز يحذر ترامب: قراراتك قد تنهي فترة رئاستك الثانية مبكرًا

في خطوة تحمل دلالات عميقة، تراجع الرئيس الأميركي دونالد...

وثيقة فرنسية تكشف آليات تمويل وتغلغل “الإخوان” في أوروبا

في ظل تصاعد المخاوف الأمنية في أوروبا، كشفت وثيقة...

ترامب يُجمّد المواجهة مع العالم ويشعلها مع بكين: هدنة مشروطة وحرب قادمة

في تحولٍ لافتٍ في لهجة التصعيد التجاري، أعلن الرئيس...

تصعيد أمريكي جديد ضد طهران.. عقوبات تسبق مفاوضات نووية شائكة

في تصعيد جديد للتوتر بين الولايات المتحدة وإيران، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، اليوم الأربعاء، عن فرض عقوبات جديدة على طهران، بعد أقل من 48 ساعة من تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعزمه بدء مفاوضات مباشرة مع الإيرانيين حول برنامجهم النووي.

وقالت الوزارة – في بيان رسمي-، إن العقوبات تستهدف خمسة كيانات وشخصًا واحدًا داخل إيران، لدورهم في دعم البرنامج النووي الإيراني، الذي تراه واشنطن يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي.

وأشارت أن الكيانات المستهدفة تشمل “منظمة الطاقة الذرية الإيرانية” وشركة “تكنولوجيا الطرد المركزي” التابعة لها، وهي جهات أساسية في تطوير البنية التحتية النووية الإيرانية.

منع إيران من امتلاك السلاح النووي

وأكد البيان، أن هذه الخطوة تأتي في إطار سعي واشنطن الحثيث لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، وهو ما تعتبره إدارة ترامب “خطًا أحمر” في سياستها تجاه طهران.

وتأتي العقوبات لتشكل ضغوطًا إضافية على القيادة الإيرانية قبيل المحادثات المقررة في سلطنة عمان يوم السبت المقبل.

محادثات غير مباشرة.. ونفي إيراني للادعاءات الأمريكية

وكان الرئيس ترامب قد فاجأ الجميع بتصريحات أدلى بها يوم الإثنين، أشار فيها إلى أن مفاوضات مباشرة ستُجرى مع إيران في مسقط، إلا أن وزارة الخارجية الإيرانية سارعت إلى نفي الأمر، مؤكدة أن المحادثات ستكون غير مباشرة، وبوساطة عمانية.

وفي الوقت نفسه، حذّر ترامب من أنه إذا فشلت هذه المحادثات، فإن إيران “ستكون في خطر كبير”، ما فُهم على نطاق واسع كتهديد مباشر بعمل عسكري محتمل.

سياق معقد وتاريخ طويل من الشد والجذب

يأتي هذا التطور في وقت تعيش فيه المنطقة حالة من الاضطراب المتصاعد، على خلفية الحرب المستمرة في غزة منذ 2023، والتوترات المتنقلة بين إسرائيل ولبنان، والغارات المتكررة في اليمن، والتصعيد المستمر بين طهران وتل أبيب، فضلًا عن الإطاحة بالنظام السوري السابق في تحوّل جيوسياسي كبير.

وتجدر الإشارة أن الخلاف النووي بين طهران وواشنطن يمتد لأكثر من عقدين، وكانت ذروته التوقيع على اتفاق نووي في عام 2015 بين إيران والدول الست الكبرى، قبل أن ينسحب منه ترامب في عام 2017، مما فجّر أزمة سياسية ودبلوماسية ما تزال مستمرة.

مخاوف من “مفاوضات قسرية”.. وإيران ترفض الشروط الأمريكية

من جانبهم، أكد ثلاثة مسؤولين إيرانيين، أن العقوبات الأمريكية وتحذيرات ترامب ما هي إلا وسيلة “لإجبار الجمهورية الإسلامية على تقديم تنازلات كبرى”، وأشاروا أن واشنطن ترغب في توسيع إطار المفاوضات لتشمل قضايا أخرى مثل نفوذ إيران الإقليمي وبرنامجها الصاروخي، وهي أمور تعتبرها طهران “خطوطًا حمراء غير قابلة للتفاوض”.

وقال أحد كبار المسؤولين الإيرانيين: “يريد ترامب اتفاقًا جديدًا يشمل إنهاء النفوذ الإيراني في المنطقة، وتفكيك البرنامج النووي، ووقف الأنشطة الصاروخية… هذه شروط لا نقبل بها.”

إيران تهدد مجددًا: لا مفاوضات تحت التهديد

فيما ردّت طهران بحزم على تهديدات ترامب، مؤكدة أن “التهديدات العسكرية لن تخيفها”، مشيرة أن الموقف الأميركي يسعى لتقويض أي فرصة لحوار متوازن.

وبينما يستمر التصعيد، لوّح قادة عسكريون إيرانيون سابقًا بإمكانية قطع صادرات النفط من الخليج، وهو ما من شأنه التأثير المباشر على الإمدادات العالمية للطاقة، مما يثير قلق الأسواق الدولية.

هل تنجح محادثات عمان؟

وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، تبدو فرص نجاح محادثات عمان محدودة، خصوصًا مع تمسك كل طرف بمواقفه. الولايات المتحدة تريد اتفاقًا شاملاً يحد من قدرات إيران النووية والعسكرية والسياسية، بينما تصرّ إيران على حصر أي مفاوضات في إطارها النووي السلمي دون تنازلات سياسية أو أمنية.

وفي حال فشل تلك المفاوضات، قد تشهد المنطقة تصعيدًا جديدًا قد يتجاوز التصريحات والتحذيرات، ويقود إلى مواجهة عسكرية مباشرة أو تصعيد إقليمي واسع النطاق.

spot_img