يشهد جنوب لبنان توترًا متزايدًا بعد سلسلة من الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع في المنطقة، عقب إطلاق صواريخ مجهولة المصدر باتجاه إسرائيل.
وبينما تتهم إسرائيل حزب الله بالوقوف وراء الهجمات، نفى الحزب أي علاقة له بالتصعيد، مؤكدًا لتزامه باتفاق وقف إطلاق النار.
حزب الله ينأى بنفسه عن الهجمات
في بيان رسمي، أكد حزب الله أنه لم يكن طرفًا في إطلاق الصواريخ التي استهدفت شمال إسرائيل، معتبرًا أن هذه الاتهامات تأتي في سياق تبرير الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي اللبنانية.
وجاء في البيان أن الحزب “يجدد التأكيد على التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، وأنه خلف الدولة اللبنانية في معالجة هذا التصعيد الخطير”.
يأتي هذا التصريح في وقت تصاعدت فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية، حيث شنت الطائرات الحربية سلسلة غارات طالت مرتفعات “إقليم التفاح” و”جبل الريحان”، وأسفرت عن أضرار مادية وإصابات في صفوف المدنيين.
إسرائيل تواصل ضرباتها.. هل تبرير للعدوان أم رد على تهديد حقيقي؟
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراضه لثلاثة صواريخ من أصل خمسة أُطلقت من جنوب لبنان باتجاه بلدة المطلة الحدودية.
ورداً على ذلك، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجيش بتوجيه “ضربات واسعة النطاق” ضد “أهداف إرهابية” داخل الأراضي اللبنانية.
وقد تركزت الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة يعتقد أنها تحتوي على منشآت عسكرية أو بنى تحتية مرتبطة بحزب الله، فيما لم يصدر أي رد رسمي من الجانب اللبناني سوى بيانات تؤكد متابعة التطورات وضبط الأوضاع في الجنوب.
التصعيد العسكري.. مناورة سياسية أم بداية مواجهة جديدة؟
هذا التصعيد يأتي في سياق توترات إقليمية متزايدة، حيث تسعى إسرائيل إلى كبح أي تهديدات محتملة من الجبهة الشمالية، في ظل المواجهات المستمرة مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
بالمقابل، يحاول حزب الله تجنب الدخول في مواجهة مباشرة، خصوصًا في ظل ضغوط دولية وإقليمية تحث على ضبط النفس.
وفي ظل هذا المشهد المعقد، تبقى سيناريوهات مطروحة عدة خلال الفترة المقبلة، التهدئة المشروطة حيث قد تسعى الأطراف إلى ضبط النفس في الوقت الراهن، خاصة أن أي مواجهة واسعة لن تكون في مصلحة أي طرف، خصوصاً مع الضغوط الدولية المستمرة لمنع التصعيد.
التصعيد التدريجي، حيث استمرار الغارات الإسرائيلية قد يدفع حزب الله إلى تنفيذ عمليات محدودة، مثل استهداف مواقع عسكرية أو شن هجمات محدودة عبر الطائرات المسيّرة، للحفاظ على معادلة الردع دون الدخول في مواجهة شاملة.
حرب مفتوحة، حيث في حال استمرت الهجمات الإسرائيلية وازدادت حدتها، فقد يجد حزب الله نفسه مضطرًا إلى الرد بشكل أكبر، مما قد يؤدي إلى اندلاع مواجهة أوسع شبيهة بحرب عام 2006، رغم أن هذا السيناريو يبدو الأقل احتمالًا في المرحلة الراهنة.