تستمر ميليشيات الحوثي في ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق الأطفال في اليمن، حيث تتنوع هذه الجرائم بين الخطف والقتل والتجنيد القسري؛ مما يشكل تهديدًا حقيقيًا لمستقبل الطفولة في البلاد.
إحصاءات مروعة لانتهاكات الحوثيين
وفقًا لتقرير صادر عن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، تم توثيق 20,977 حالة انتهاك بحق الأطفال في اليمن من قبل ميليشيات الحوثي خلال الفترة من يناير 2017 إلى مارس 2021. بالإضافة إلى ذلك، تم تهجير وتشريد أكثر من 43,000 طفل خلال نفس الفترة.
وشهد اليمن خلال عام 2024، تصاعدًا مستمرًا في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكبها ميليشيات الحوثي في حق الشعب اليمني، وفقاً لتأكيدات وبيانات حكومية يمنية.
وأكد تقرير حقوقي حديث، أنه تم رصد وتوثيق 1985 انتهاكًا ارتكبتها الحوثيون خلال العام 2024، منها جرائم القتل العمد، والإصابات، والاعتقال التعسفي، والاعتداءات الشخصية، وتجنيد الأطفال، والمحاكمات السياسية، والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة.
كما أن الانتهاكات الموثّقة توزعت ما بين القتل العمد (225) حالة من بينهم (49) طفلاً، و(13) امرأة، والإصابات (182) شخصًا، من بينهم (62) طفلاً، و(18) امرأة، والاعتقال التعسفي (863) حالة، فيما تم رصد (73) اعتداءً شخصياً ضد المدنيين، وتسجيل (166) حالة تجنيد أطفال موثقة، و(66) محاكمة سياسية بدعاوى كيدية، وتوثيق (316) حالة اعتداء على ممتلكات خاصة، و(82) اعتداءً على ممتلكات عامة.
أرقام مفزعة
ووفقًا لتقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة المعني باليمن، فقد قُتل خلال النصف الأول من العام الماضي 128 مدنيًا، بينهم 33 طفلاً و6 نساء، وأُصيب 93 آخرين، بينهم 35 طفلاً و8 نساء، نتيجة لهجمات عشوائية وعمليات قنص نفذها الحوثيون ضد المدنيين والأعيان المدنية في محافظات عدة، أبرزها البيضاء وعمران والجوف وتعز، في حين قتل وأصيب 43 شخصًا في محافظة الحديدة جراء الألغام الأرضية خلال الفترة المذكورة، في حين سجل التقرير مقتل وإصابة 180 شخصًا في المحافظات المختلفة جراء الألغام ومخلفات الحرب.
وأوضح التقرير، أن الحوثيين يصنعون الألغام محليًا ويزودونها بمواد متفجرة لزيادة الأضرار البشرية، ما يجعل إزالتها أكثر خطورة، لافتًا إلى نزع 37 ألفا و804 ألغام خلال ذات الفترة عبر مشروع “مسام”.
وأشار التقرير إلى الهجمات الحوثية على المدنيين والأعيان المدنية في محافظات تعز والضالع والبيضاء والحديدة ومأرب، والتي أسفرت عن مقتل 153 شخصاً وإصابة 180 آخرين، بينهم نساء وأطفال.
وفي تقريرها الصادر في ديسمبر 2024، أوضحت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان أنها وثقت خلال الفترة من أغسطس 2023 إلى يوليو 2024، ما مجموعه 3055 حالة انتهاك شملت أكثر من 36 نوعاً، وتسببت في مقتل 168 شخصاً وإصابة 473 آخرين.
جرائم الخطف والقتل
تُعد عمليات الخطف والتجنيد القسري من أبرز الانتهاكات التي تمارسها ميليشيات الحوثي بحق الأطفال. فقد وثقت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حالات عديدة لأطفال تم اختطافهم وتجنيدهم قسرًا للقتال في صفوف الميليشيات. هذه الممارسات تحرم الأطفال من حقهم في التعليم والحياة الآمنة، وتعرضهم لمخاطر جسيمة.
ولم تسلم الطفولة في اليمن من جرائم القتل والتشويه التي ترتكبها ميليشيات الحوثي. فقد أشار تقرير صادر عن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات إلى أن الميليشيات ارتكبت 20,977 حالة انتهاك بحق الأطفال، شملت القتل والتشويه.
دعوات للحد من الانتهاكات ومحاسبة الجناة
في ظل هذه الجرائم المستمرة، تتعالى الأصوات الحقوقية والدولية للمطالبة بوضع حد لانتهاكات ميليشيات الحوثي بحق الأطفال في اليمن.
تؤكد المنظمات الحقوقية على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم وتقديمهم للعدالة، وضمان حماية الأطفال وتوفير بيئة آمنة لهم تمكنهم من العيش بكرامة والتمتع بحقوقهم الأساسية.
لذا فإن استمرار هذه الانتهاكات يهدد مستقبل جيل كامل من الأطفال في اليمن، ويستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لحمايتهم وضمان حقوقهم في الحياة والتعليم والنمو في بيئة آمنة ومستقرة.