ذات صلة

جمع

كيف ستواجه موسكو العقوبات البريطانية الجديدة؟

في ظل التوترات المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، تستعد المملكة...

الحوثيون يواصلون نهب الرواتب.. سنوات من الإفقار والفساد بلا محاسبة

في خطوة تعكس النهج المستمر لميليشيا الحوثي في السطو...

واشنطن وكييف على أعتاب اتفاق تاريخي حول المعادن النادرة.. شراكة استراتيجية أم ورقة تفاوضية؟

حققت الولايات المتحدة وأوكرانيا تقدمًا كبيرًا نحو التوصل إلى...

ترامب عن غزة: خطة ناجحة بلا حماس.. ومصر والأردن فاجآني بالرفض

في ظل الأزمة الدولية التي أثارتها خطته لتهجير أهل...

تأهب كبير واستعدادات ضخمة وحضور إيراني بارز.. ما رسائل حزب الله في تشييع حسن نصرالله؟

وسط حالة تأهب وتوتر بعد استعدادات ضخمة، بدأت مراسم تشييع الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله، وخليفته هاشم صفي الدين، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة وحضور واسع من شخصيات إقليمية ودولية.

تشييع حسن نصر الله

وجاءت مراسم تشييع حزب الله اللبناني المدعوم من إيران لزعيمه الراحل، الذي ترأسه منذ عام 1992 حتى وفاته، بعد 5 أشهر من اغتياله في غارة إسرائيلية كبيرة على مخبئه السري في ضاحية بيروت الجنوبية في 27 سبتمبر 2024.

ووقعت عملية الاغتيال في الوقت الذي كانت فيه جماعته منخرطة في اشتباكات عنيفة مع إسرائيل، بعد هجوم أكتوبر 2023 على إسرائيل من قبل جماعة حماس الفلسطينية وغيرها، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، واحتجاز حوالي 250 آخرين، ثم تصاعدت الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل إلى حرب شاملة في سبتمبر 2024.

وعلى الرغم من العاصفة الثلجية التي تضرب لبنان، تقام الجنازة في ملعب رياضي في بيروت قرب مطار بيروت الدولي.

استعدادات ضخمة وتأهب واسع

واستعد ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية – الأكبر في البلاد بسعة تصل إلى حوالي 50 ألف شخص – حيث تم تعليق صور كبيرة لنصر الله وخليفته الراحل هاشم صفي الدين، الذي قتل أيضًا على يد إسرائيل في أكتوبر 2024. وستقام جنازته في نفس اليوم.

وتم رفع صور لنصر الله وأعلام الحركة الصفراء على مختلف الطرق المؤدية إلى الملعب، وتم وضع حوالي 6 شاشات عملاقة في الشوارع، لكي يتمكن الناس الذين لا يستطيعون الوصول إلى الملعب من مشاهدة مراسم الجنازة.

وسيجري دفن نصر الله في قطعة أرض بالقرب من طريق المطار في ضاحية بيروت الجنوبية.

لذا يشهد لبنان إجراءات أمنية مشددة، حيث تم رفع درجة جاهزية الجيش اللبناني وباقي الأجهزة الأمنية، وقد أعلنت السلطات اللبنانية خطة أمنية شملت إغلاق مطار بيروت الدولي مؤقتًا، مع فرض تدابير أمنية صارمة في مقر التشييع في المدينة الرياضية ببيروت والمناطق المحيطة به.

كما اتخذت إجراءات استثنائية لإدارة حركة المرور، من بينها إغلاق بعض الطرقات، ومنع وقوف السيارات في مناطق محددة، تحسبًا لأي طارئ، فيما تتخوف الأوساط الإعلامية من “محاولة استغلال إسرائيل المناسبة لتنفيذ عمل أمني ما”.

وتم تعليق الملاحة الجوية في مطار بيروت بين الساعة الأولى والرابعة بعد الظهر حتى انتهاء الاحتفال.

كما نشر الجيش والقوى العسكرية والأمنية آلاف العناصر في المدينة الرياضية ومحيطها لتأمين الأمن، بالإضافة إلى دوريات وحواجز في البقاع والشمال والجنوب لمنع أي إخلال بالأمن أثناء وصول الوفود إلى المدينة الرياضية، وأيضًا تم منع تحليق الطائرات المسيرة في محيط المكان.

أبرز الحضور

كما توافدت الوفود الرسمية والسياسية إلى بيروت للمشاركة في مراسم تشييع حسن نصر الله، وخليفته هاشم صفي الدين، وفي مقدمتهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ممثلًا عن الرئيس الإيراني، ورئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف.

ووصلت عائلات عدد من الشخصيات الإيرانية البارزة، من بينهم عائلة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية السابق حسين أمير عبداللهيان، بالإضافة إلى عائلة القائد السابق لفيلق القدس، قاسم سليماني.

وضم الوفد الإيراني أيضًا مستشار الرئيس محسن رضائي، وعددًا من الشخصيات القضائية، إلى جانب نحو 40 نائبًا، في الوقت ذاته، استقبل المطار وفدًا عراقيًا كبيرًا يضم شخصيات سياسية ودينية وإعلامية جاءت للمشاركة في التشييع، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام.

وتوافد آلاف المناصرين لحزب الله، إلى المدينة الرياضية في بيروت، منذ فجر اليوم. ومن المتوقع أن يحضر الرئيس نبيه بري.

وسيتم تمثيل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة من خلال وزراء، بالإضافة إلى حضور أسقف ماروني يمثل مجلس الأساقفة الكاثوليك للتضامن مع الطائفة الشيعية.

رسائل سياسية لحزب الله

ومع تلك الاستعدادات الضخمة التي أجراها حزب الله اللبناني، لذا من المتوقع أن يبث عدة رسائل سياسيّة مهمة للداخل والخارج، في ظل الأوضاع المتقلبة والمتوترة، فضلاً عن استعراض القوة الشعبية التي ينوي حزب الله إظهارها اليوم، خاصة أنّ نعيم قاسم لم يتمكن من ملء الفراغ الذي خلفه سابقه حسن نصرالله بالحزب.

ولعل أبرز تلك الرسائل: هي التأكيد على تماسكه التنظيمي رغم الهزيمة العسكرية التي لحقت به من قبل إسرائيل، التي لم تكتفِ بتدمير بنيته العسكرية، بل دمرت أيضًا بنيته القيادية التاريخية، والرسالة الثانية هي أنه ما يزال يمثل طائفته التي تقف إلى جانبه؛ مما يعني أنه ما زال قويا من حيث القاعدة الشعبية. وهذا يشير إلى إرسال رسالة مبكرة للانتخابات النيابية المقبلة في مايو 2026، مفادها أن الحزب وحركة أمل بقيادة الرئيس نبيه بري سيربحون هذه الانتخابات، علمًا أنهما يسيطران حاليًا على جميع مقاعد الطائفة الشيعية في البرلمان.

كما ستكون الرسالة الثالثة هي تأكيد تمسكه بوقف النار والالتزام به دون التنازل عن سلاحه وعن المقاومة.

هذا بالطبع موقف دعائي موجه إلى قاعدته ليؤكد أنه لم يخسر الحرب مع إسرائيل، وما زال يمتلك ترسانته ويرغب في إعادة بناء سلاحه، والرسالة الرابعة هي تأكيد الحضور الرسمي الإيراني لتوضيح أن العلاقات الدينية والعقائدية مع إيران لم تنقطع رغم انقطاع الصلة الجغرافية مع نظام بشار الأسد وسقوطه.

لذلك، ستكون الأعلام اللبنانية رمزًا لاستمرار هذا التواصل، ولكن في الواقع، سيطوي تشييع نصرالله مرحلة من تاريخ حزب الله ليفتح مرحلة جديدة غامضة ومبهمة، لأنها أضعف بكثير من الحزب في سابق عهده مع آلة الحرب العسكرية.

أهمية رمزية للجنازة

كما أن لهذه الجنازة لها دلالة رمزية كبيرة في عيون حزب الله وأنصاره لآن حسن نصر الله لم يكن فقط مسؤولهم، بل كان زعيما صاحب كاريزما كبيرة، وبالنسبة لأنصار حزب الله، كان رمز القوة وأيضًا رمزًا دينيًا، والبعض يقدسونه، خاصة وأن تقاليد الشيعة تمنح دلالة قوية للعلامات الروحانية، وفقًا لـ”فرانس برس”.

لذا يعتقد جزء كبير من الشيعية بأن نصر الله سيبقى في التاريخ على أنه الزعيم الذي حررهم من جهة، ومن بين أكبر وأهم الشخصيات السياسية والدينية في المنطقة من جهة أخرى، حيث ترك بصمته وأن هالته تجاوزت الحدود اللبنانية، بحسب أنصاره
لذا لقد تسببت أخطاؤه في دفع حزب الله والمواطنين اللبنانيين ثمناً باهظاً، وأصبح يُنظر إليه في لبنان والعالم العربي على أنه زعيم فاشل وكاذب ومهزوم يخدم الأجندة الإيرانية في المنطقة، وفقًا للمجلة العبرية.

spot_img