ذات صلة

جمع

الإخوان في سوريا.. صراع النفوذ بين التغلغل والإقصاء

بينما تخطو سوريا نحو مرحلة جديدة من إعادة التوازن...

خضوع وإذلال وسفك دماء المدنيين.. هل البرهان دمية كرتي والإخوان في السودان؟

مع دخول الحرب في السودان لعامها الثاني على التوالي،...

ترامب يصعّد مجددًا.. قرارات مفاجئة تهز غزة والتجارة العالمية

في خطوة صادمة تعكس تحوّلًا جذريًا في السياسة الأمريكية...

سباق إيران النووي الخفي.. ” قنبلة على وشك الانفجار”

تسعى إيران عبر فريق سري من العلماء الإيرانيين لاستكشاف...

الاقتصاد العالمي على المحك.. الرسوم الأمريكية تشعل فتيل الأزمة

تصاعدت التوترات في الأسواق العالمية بعد إعلان الرئيس الأمريكي...

الإخوان في سوريا.. صراع النفوذ بين التغلغل والإقصاء

بينما تخطو سوريا نحو مرحلة جديدة من إعادة التوازن الإقليمي والسياسي، تواجه جماعة الإخوان الإرهابية واقعًا مختلفًا عن الماضي، حيث لم تعد تحظى بالمساحة التي كانت تراهن عليها لإعادة التموضع.

بعد سنوات من محاولات الاختراق السياسي، بات التنظيم يواجه تحديات معقدة، وسط تحولات عربية ودولية تضعه أمام خيارين التراجع أو التكيف.

عوائق أمام العودة

تاريخيًا، اعتمدت جماعة الإخوان الإرهابية على الأزمات السياسية لإيجاد موطئ قدم لها، إلا أن الظروف في سوريا لم تعد مهيأة لهذه الاستراتيجية.

فقد أثبتت التجربة أن الشارع السوري لم يعد متقبلًا للأيديولوجيات العابرة للحدود، خاصة مع تنامي الوعي السياسي عقب الأحداث التي عصفت بالمنطقة خلال العقد الماضي.

ورغم أن التنظيم حاول استغلال التدخلات الخارجية لإعادة بناء نفوذه، فإن التغيرات في السياسة الإقليمية أضعفت هذه الفرص.

فمع توجه الدول العربية نحو دعم استقرار سوريا وإعادة تأهيلها إقليميًا، تلاشت المساحات التي كان التنظيم يستغلها للتحرك، ما جعل عودته إلى المشهد السياسي أكثر صعوبة من أي وقت مضى.

الموقف التركي.. بين الاحتضان والتخلي

لعبت تركيا دورًا أساسيًا في دعم الإخوان على مدى السنوات الماضية، حيث وفرت لهم منصات سياسية وإعلامية ساهمت في استمرار نشاطهم.

لكن مع تبدل أولويات أنقرة الإقليمية، بدأ نهجها في التعامل مع التنظيم يشهد تحولًا تدريجيًا، انعكس في تخفيف دعمها العلني لهم، والتركيز على علاقاتها مع الدول العربية، بما في ذلك سوريا نفسها.

ورغم أن تركيا لم تعلن تخليها التام عن الإخوان، إلا أن تراجع دعمها شكل ضربة قوية للتنظيم، الذي كان يعتمد بشكل كبير على المظلة التركية في تحركاته الإقليمية.

ومع استمرار هذا التوجه، يبدو أن الإخوان أصبحوا مطالبين بالبحث عن بدائل جديدة، وهو ما يزيد من تعقيد موقفهم داخل سوريا.

الإخوان والانتخابات.. غياب التأثير الشعبي

على المستوى الداخلي، لا يبدو أن الإخوان يمتلكون القدرة على التأثير في أي استحقاقات سياسية مستقبلية.

والتنظيم، الذي كان يعول على الفوضى السياسية لتعزيز حضوره، وجد نفسه أمام مشهد سياسي أكثر استقرارًا، لا يتيح له المساحة التي كان يأمل بها.

إضافة إلى ذلك، فإن التجارب السابقة للتنظيم في دول أخرى مثل مصر وتونس، أظهرت مدى ضعف مشروعه السياسي، وهو ما انعكس سلبًا على صورته في سوريا.

ومع غياب الحاضنة الشعبية، تبدو فرص الإخوان في العودة إلى المشهد السياسي شبه معدومة، حتى في حال حدوث أي تغييرات مستقبلية في بنية النظام السياسي السوري.

الفكر الإخواني.. التأثير المستمر

ورغم التراجع السياسي للتنظيم، فإن تأثيره لم ينته تمامًا، إذ ما يزال الفكر الذي نشره لعقود يشكل قاعدة لبعض الجماعات المتطرفة.

الإخوان لم يكونوا مجرد كيان سياسي، بل حركة أيديولوجية حاولت ترسيخ رؤيتها الخاصة في مختلف الأوساط الاجتماعية.

ورغم أن التحديات الأمنية والسياسية قلصت من وجودهم المباشر، إلا أن الفكر الذي زرعوه ما يزال حاضرًا في بعض الدوائر، وهو ما يجعل مواجهتهم لا تقتصر على المستوى السياسي، بل تمتد إلى المستوى الفكري أيضًا.

معادلة جديدة.. الإقصاء هو المصير المحتوم

في ظل التحولات التي تشهدها سوريا، يبدو أن مستقبل الإخوان بات أكثر ضبابية من أي وقت مضى.

المعادلة الجديدة التي تقوم على تثبيت الاستقرار واستعادة العلاقات الإقليمية، لا تمنح التنظيم أي فرصة لإعادة التموقع.