ذات صلة

جمع

أزمة مالية تتفاقم.. احتياطيات تونس الأجنبية تتراجع

تواجه تونس أزمة مالية متصاعدة وسط ضغوط عالمية متزايدة،...

إدارة السجون الإسرائيلية توقف تحرير الأسرى الفلسطينيين.. هل تنكث تل أبيب بوعودها؟

بسبب التدافع الضخم من المواطنين، أعلنت إدارة السجون الإسرائيلية،...

“اختراق أمني؟!”.. عصابات تنهب مخازن أسلحة لحزب الله

على وقع انشغال حزب الله بترتيب تثبيت وقف إطلاق...

مصر في مواجهة مخططات التهجير.. كيف ستؤثر تصريحات السيسي على المشهد الإقليمي؟

بعد الجدل الواسع الذي أثير على مدار الأسبوع الجاري،...

البرهان محاصر بالعقوبات.. كيف سيطرت عليه الحركة الإسلامية لتنفيذ مخطط الإخوان في السودان؟

قبل أعوام معدودة، وتحديدًا بعد سقوط نظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير، كان الفريق أول عبد الفتاح البرهان يحاول تقديم نفسه كقائد عسكري قادر على إدارة المرحلة الانتقالية في بلاده باتجاه الديمقراطية، ولكن سريعًا ما تبينت مخططاته مع الإخوان ووقع في شباك العقوبات الدولية بعدما استغل الدعم التركي والإيراني لقتل المدنيين وهدم المنازل والمباني وعرقلة مساعي السلام في السودان.

الإخوان تسيطر على البرهان

ويظهر ذلك في مواصلة الجيش السوداني جرائمه داخل السودان منذ بداية الحرب في نهج مخزٍ يقوده عبدالفتاح البرهان، وتحت إشراف الإخواني علي كرتي، بهدف تركيع الشعب السوداني، وإبادته للمواطنين تحت غطاء أكاذيب مكشوفة، سعياً لإعادة فلول البشير إلى الحكم وسط استمرار الجيش السوداني في تلقي الدعم من إيران وتركيا للاستمرار في مخططاته الخطيرة.

وخلال الفترة الماضية، ظهر البرهان غير قادر على اتخاذ قرار حاسم دون الإخوان، حيث أصبح الجيش وقادته، بمن فيهم البرهان نفسه، متورطين بشكل فاضح في تحالفات مع القوى الإسلامية، التي استغلت نفوذها داخل المؤسسة العسكرية لتوجيه مسار الحرب وفقا لأجندتها.

كما تتحكم الحركة الإسلامية السودانية بقيادة علي كرتي في قرارات عبد الفتاح البرهان، الذي يدين بالولاء لجماعة الإخوان، التي قدمته للساحة السياسية عقب سقوطهم، لتمهيد الطريق لتنفيذ مخططاتهم.

فيما تعتبر أسرة البرهان المقيمة في تركيا رهينة لدى الجماعة، التي لا تتوانى في إرسال الرسائل الواضحة إذا حاد البرهان عن تنفيذ بعض قراراتهم.

ورغم ما يروج له الطرفان، لكن العلاقة بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان وكرتي الأمين العام للحركة الإسلامية في السودان، المتهم بتاجيج الصراع المسلح.

المخطط الإخواني لإعادة فلول البشير

كما تضمن المخطط بين البرهان وكرتي، حماية فلول نظام البشير، عبر تهريب قيادات الصف الأول من النظام السابق في السودان إلى تركيا، وفقًا لتقارير موثوقة، حيث كان منهم شخصيات بارزة مطلوبة من قبل محكمة الجنايات الدولية، مثل: أحمد هارون، وعبد الرحيم محمد حسين، فلم يكن البرهان، يكذب عندما كان يكرر عبارته الشهيرة منذ سقوط نظام الإخوان المسلمين بأن “قيادات النظام السابق في مكان آمن”.

وسبق أن كشف مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السودانية، أن مبارك أردول، المدير العام السابق للشركة السودانية للموارد المعدنية، وعدد من رجال أعمال سودانيين مقربين من عبدالفتاح البرهان، قدموا أطنان من ذهب السودان كان آخرها 7 أطنان من الذهب من بورتسودان إلى تركيا عبر طائرة خاصة في 28 ديسمبر 2023، لتسهيل إجراءات نقل وحماية فلول نظام البشير تمهيدا لإعادتهم إلى البلاد.

كما ساهمت تلك الأموال الضخمة بإيداع مبالغ كبيرة لدى البنوك التركية، وشراء عقارات باهظة الثمن في العاصمة أنقرة، مما مكنهم من الحصول على إقامة دائمة في تركيا.

البرهان محاصر بالعقوبات

وفي منتصف الشهر الجاري، أعلنت الولايات المتحدة، أنها فرضت عقوبات على قائد الجيش السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان المتّهمة قواته بتنفيذ هجمات على مدنيّين، في وقت أفادت تقرير غربي باستخدام الجيش لأسلحة كيماوية خلال المعارك.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان، إنّ “هذا القرار يثبت التزامنا بإنهاء هذا النزاع”، المتواصل منذ أبريل 2023 بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف باسم “حميدتي”، على خلفية جرائم حرب، واتهامات بزعزعة الاستقرار وتقويض الانتقال الديمقراطي.

وقال بيان على موقع وزارة الخزانة الأمريكية، إن الجيش بقيادة البرهان ارتكب هجمات مميتة على المدنيين، بما في ذلك الغارات الجوية ضد البنية التحتية المحمية بما في ذلك المدارس والأسواق والمستشفيات.

وحمّلت واشنطن الجيش السوداني المسؤولية عن الحرمان المتعمد للمدنيين من المساعدات، باستخدام الغذاء كتكتيك حرب، وقالت: إن البرهان الذي يخوض صراعًا على السلطة مع قوات الدعم السريع، يعارض العودة إلى الحكم المدني في السودان، ورفض المشاركة في محادثات السلام الدولية لإنهاء القتال، واختار الحرب على المفاوضات.

وبموجب العقوبات، يتم حظر جميع الممتلكات والمصالح للبرهان في الولايات المتحدة إن وجدت، وفرض عقوبات على الكيانات والأفراد الذين يتعاملون مع الجيش.

يأتي ذلك فيما قالت صحيفة “نيويورك تايمز”، نقلا عن 4 مسؤولين أميركيين، إن “الجيش السوداني استخدم أسلحة كيماوية مرتين على الأقل في معارك السيطرة على البلاد”.

وتعليقًا على القرار، ذكرت وزارة الخارجية السودانية: “قرار أميركا لا يعبر إلا عن التخبط وضعف حس العدالة”.

وتصاعدت في الأشهر الأخيرة الانتهاكات الإنسانية بشكل حاد نتيجة النزاع العسكري، وسط اتهامات عديدة للجيش باستخدام تكتيكات كان لها انعكاسات كارثية على المدنيين والبنية التحتية في البلاد.

ومن بين الجرائم التي ارتكبها الجيش السوداني، هي استهداف المدنيين بشكل مباشر وغير مباشر، إذ تشير التقارير إلى مقتل الآلاف من المدنيين وتشريد الملايين بسبب القصف الجوي العشوائي، فضلًا عن تدمير لبنية التحتية الحيوية من المستشفيات، والمدارس، وشبكات المياه والكهرباء، مما عمّق الأزمة الإنسانية، وأدى إلى شلل كامل في الخدمات الأساسية، وجعل حياة الملايين في السودان أكثر صعوبة.