ذات صلة

جمع

بين النوايا والضرورات.. طهران وواشنطن على طاولة النار

في العاصمة الإيطالية روما، وعلى طاولة يغيب عنها التصوير...

روما محطة جديدة في طريق شائك.. إيران وأميركا تعيدان تحريك عجلة النووي

وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى العاصمة الإيطالية...

“أكسيوس” يكشف.. ماذا دار في الاجتماع السري بين الموساد ومبعوث ترامب قبل مفاوضات إيران؟

كشف موقع أكسيوس أن مسؤولين إسرائيليين كثّفوا جهودهم للتأثير...

مراوغة جمركية: ترامب يُلوّح بالتراجع ومفاوضات خفيّة مع بكين تفتح الباب للتفاهم

كشفت وكالة بلومبيرغ أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يُبدي...

خطة ترامب لـ”تطهير غزة”.. محاولة للسلام أم تهجير وتأجيج للصراع الإقليمي؟

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة لـ”تطهير” غزة، تتضمن نقل الفلسطينيين إلى مصر والأردن، ما يعني إعادة تشكيل الواقع الجغرافي والديموغرافي لقطاع غزة، وتفريغ القطاع من سكانه لتسهيل السيطرة الإسرائيلية، وتخفيف الضغط على إسرائيل من خلال تقليل الاحتكاك مع سكان غزة، لذا أثارت ردود فعل واسعة.

خطة ترامب


وقال ترامب – في تصريحات صحافية-: إنه “يريد من مصر والأردن إخراج الفلسطينيين من القطاع في محاولة لإحلال السلام في الشرق الأوسط”.

وصرح: “نتحدث عن مليون ونصف مليون شخص لتطهير المنطقة برمتها”، واصفًا غزة بأنها “مكان مدمر”.

ولفت، أنه ناقش مع ملك الأردن عبد الله الثاني المسألة، ومن المقرر أن يبحثها أيضًا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مضيفًا: “أود بأن تستقبل مصر أشخاصًا. أود بأن يستقبل الأردن أشخاصًا”.

وتابع: “نتحدث عن 1.5 مليون شخص لتطهير المنطقة برمتها. كما تعلمون، على مر القرون، شهدت هذه المنطقة نزاعات عديدة. لا أعرف ولكن يجب أن يحدث أمر ما”.

وأفاد ترامب، بأن نقل سكان غزة يمكن أن يكون “مؤقتًا أو طويل الأجل”، مضيفًا: “إنها مكان مدمر حرفيًا الآن، كل شيء مدمر والناس يموتون هناك، لذا، أفضّل التواصل مع عددٍ من البلدان العربية، وبناء مساكن في مكان مختلف، حيث قد يكون بإمكانهم العيش بسلام”.

وتعهّدت إدارة ترامب الجديدة بتقديم “دعم ثابت” لإسرائيل من دون عرض تفاصيل سياستها في الشرق الأوسط.

وسبق أن تحدث ترامب -خلال حملته الانتخابية- عن غزة، قائلاً: إنه قادرة على أن تكون “أفضل من موناكو” لو “بُنيت بالطريقة الصحيحة”.

واقترح صهر ترامب الذي كان موظفًا في البيت الأبيض جاريد كوشنر، في فبراير الماضي، أن تخرج إسرائيل المدنيين من غزة لإطلاق العنان لإقامة مشاريع عقارية على الواجهة البحرية.

رفض واسع

ورغم مباركة المقترح في تل أبيب، لكنه لقي رفض دولي واسع، ففي فلسطين أدانت حركة الجهاد الإسلامي، بأشد العبارات تصريحات ترامب الأخيرة، ودعت الحركة في بيان كل الدول إلى رفض ما وصفته بـ “خطة ترامب”، مشيرة بشكل خاص في هذا الشأن إلى الحكومتين المصرية والأردنية.

وقالت: إن “الشعب الفلسطيني بصموده ومقاومته، سيفشل هذا المخطط كما أفشل مخططات سابقة كثيرة”، مضيفة أن “تصريحات ترامب المدانة والمستهجنة، تتساوق مع أسوأ ما في أجندة اليمين الصهيوني المتطرف، واستمرار لسياسة التنكر لوجود الشعب الفلسطيني وإرادته وحقوقه..

كما أنها تندرج في إطار التشجيع على مواصلة ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، لإجبار شعبنا على الرحيل عن أرضه”، وفقًا للحركة.

فيما توعّد عضو المكتب السياسي لحماس، باسم نعيم، اليوم الأحد، بـ”إفشال” فكرة الرئيس الأميركي نقل سكان القطاع إلى مصر والأردن.

وأضاف: “شعبنا كما أفشل على مدار عقود كل خطط التهجير والوطن البديل سيفشل كذلك مثل هذه المشاريع”، في إشارة إلى مقترح ترامب، وفق ما نقلت “فرانس برس”.

موقف مصر

وفيما يخصّ الموقف المصري، فقبل أيام، جدد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته بمناسبة الاحتفال بذكرى عيد الشرطة المصرية، موقف مصر من دعوات تهجير الفلسطينيين.

وأكد السيسي، أن مصر ستدفع بمنتهى القوة في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بالكامل، سعيًا لحقن دماء الأشقاء الفلسطينيين، وإعادة الخدمات إلى القطاع ليصبح قابلًا للحياة، ومنع أي محاولات للتهجير، بسبب هذه الظروف الصعبة لأنه الأمر الذي ترفضه مصر بشكل قاطع، حفاظًا على وجود القضية الفلسطينية ذاتها.

الأهداف غير المعلنة

ويحمل ذلك المقترح العديد من الأهداف غير المعلنة، ومنها إعادة تشكيل الواقع الجغرافي والديموغرافي لقطاع غزة، وتفريغ القطاع من سكانه لتسهيل السيطرة الإسرائيلية، ما ينتهك القانون الدولي والسيادة الفلسطينية بشكل صارخ.

كما أن له العديد من التداعيات المحتملة، منها التنديد الدولي الواسع والرفض القوي من حلفاء الولايات المتحدة، فضلا عن زيادة الضغط للاقتصادي الهائل على مصر والأردن لاستيعاب اللاجئين، وتعقيد الأوضاع الاقتصادية في المنطقة بسبب الأعباء الإضافية، وزعزعة الاستقرار الداخلي في الدول المستقبلة للسكان، وتصاعد احتمالات التطرف والصراع الداخلي.

مباركة إسرائيلية

وفيما يخص ردود الفعل الإسرائيلية، هنأ وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل إيتمار بن غفير خطة ترامب لـ”تطهير” غزة، قائلاً: “أهنئ الرئيس ترامب على مبادرته بنقل السكان من غزة للأردن ومصر”.

وأضاف بن غفير: أن أحد مطالبه “من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هي تشجيع الهجرة الطوعية”، معتبرًا أنه حين يطرح “رئيس أكبر قوة بالعالم الهجرة الطوعية للفلسطينيين فمن الحكمة أن تشجعها وتنفذها حكومتنا”.

من جهته، قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش: إن “فكرة مساعدة سكان غزة بالعثور على أماكن أخرى لبدء حياة جديدة هي فكرة عظيمة”، وأضاف: أنه سيعمل مع نتنياهو ومجلس الوزراء لضمان تنفيذ فكرة مغادرة أعداد كبيرة من غزة إلى دول مجاورة.

وفي وقت سابق من اليوم، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن “عددًا كبيرًا من الأشياء” التي طلبتها إسرائيل من الولايات المتحدة، يجري تسليمها حالياً، وذلك ردًا على تقارير صحفية أفادت بأن إدارته أفرجت عن شحنة قنابل يبلغ وزنها 2000 رطل (907 كلغ).

وكتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشل: “الكثير من الأشياء التي كانت إسرائيل قد طلبتها ودفعت ثمنها، ولكن لم يُرسلها الرئيس السابق جو بايدن، باتت الآن في طريقها إلى التسليم”.

وكانت إدارة الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن علّقت العام الماضي تسليم إسرائيل 1800 قنبلة تزن 2000 رطل في الوقت الذي كان الجيش الإسرائيلي يخطط فيه لشن هجوم واسع النطاق على رفح في جنوب قطاع غزة، المكان الذي لجأ إليه 1,4 مليون فلسطيني بسبب القصف والحرب، وكان بايدن قد حذّر من أن استخدام هذا النوع من القنابل في مناطق كهذه سيتسبب في “مأساة إنسانية كبيرة”.

spot_img