ذات صلة

جمع

هل تقود الأزمة المتفاقمة إلى تدخل إنساني وشيك في السودان؟

تتزايد المؤشرات على احتمالية تدخل دولي إنساني في السودان...

إسرائيل أمام “معضلة” كبرى في البحر الأحمر.. ضرب الحوثيين أو إيران

‏على مدار العام الماضي، أثبت الجيش الإسرائيلي مهارته في...

السيناريوهات المحتملة للتواجد الإسرائيلي في لبنان.. تداعيات محلية وأدوار إقليمية

مع قرب انتهاء فترة الهدنة، زادت الخروقات الإسرائيلية لنيتها...

هل يخشى العراق من تداعيات قانون “قيصر” على أي تعاون اقتصادي مع دمشق؟

تثير العلاقات الاقتصادية بين العراق وسوريا تساؤلات بشأن إمكانية...

كيف يمكن أن تتغير سياسة واشنطن تجاه مليشيات الحوثي في ظل التحولات السياسية الداخلية؟

مع تصاعد التحديات الأمنية في منطقة البحر الأحمر واستمرار التهديد الحوثي لطرق التجارة العالمية.

تبرز الحاجة إلى إعادة صياغة السياسة الأمريكية تجاه مليشيات الحوثي، خاصة في ظل التحولات السياسية الداخلية بالولايات المتحدة.

تحليل لمجلة “فورين بوليسي” سلط الضوء على استراتيجيات بديلة قد تتبناها الإدارة الأمريكية المقبلة للتعامل مع التهديدات الحوثية بشكل فعال.

تهديد دائم لطرق التجارة

تواصل مليشيات الحوثي، المدعومة من إيران، تهديد ممرات الشحن العالمية، لا سيما في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

وهو ما يشكل خطرًا على نحو 12% من الشحن العالمي الذي يمر عبر المنطقة.

وبرغم الجهود الأمريكية الحالية، بما في ذلك العمليات الدفاعية متعددة الجنسيات.

إلا أن الاعتراف بفشل تلك الجهود في ردع الحوثيين يشير إلى ضرورة تغيير النهج.

استراتيجية جديدة متعددة المحاور

وفقًا لتحليل “فورين بوليسي”، فإن الردع الفعّال للحوثيين يتطلب استراتيجية أوسع وأشد تأثيرًا تشمل عناصر.

منها استبدال الحملة العسكرية الحالية بحل دائم، ينبغي التركيز على خنق مصادر التمويل والإيرادات الحوثية التي تدعم إنتاج الأسلحة وتمويل أنشطتها العدائية.

وتحميل إيران المسؤولية، باعتبارها الداعم الرئيسي للحوثيين.

يجب على واشنطن تكثيف الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية على طهران.

دور أكبر للشركاء الإقليميين، مطالبة الحلفاء، خصوصًا في منطقة الخليج، بتولي دور قيادي في حماية طرق الشحن الإقليمي وتقديم دعم مستدام للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.

تعزيز الوجود البحري، بناء تحالف دولي بحري أكثر كفاءة لاعتراض خطوط الإمداد الحوثية.

مع تعديل حجم القوات الأمريكية لتشمل سفنًا أصغر حجمًا وأكثر ملاءمة للعمل في هذه المناطق.

تضييق الخناق على شبكات التمويل، التركيز على تعقب الأموال والشبكات التي تسهّل تمويل الحوثيين، بالتعاون مع الشركاء الأوروبيين والآسيويين.

ترى “فورين بوليسي”، أن الولايات المتحدة وإسرائيل يجب أن تعززا التنسيق بشأن الهجمات الدقيقة لتعطيل العمليات الحوثية.

فقد أطلقت المليشيات، منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023، أكثر من 200 صاروخ و170 طائرة مسيرة على إسرائيل، وهو تصعيد يتطلب ردًا عسكريًا مدروسًا لا يؤثر على المدنيين.

فشل الجهود الحالية

الجهود الدفاعية الأمريكية الحالية، التي بدأت في ديسمبر 2023، لم تحقق النتائج المرجوة. برغم انخفاض الهجمات على الشحن بنسبة كبيرة بسبب تراجع حركة التجارة، إلا أن حرية الملاحة لم تستعد بالكامل.

الهجمات الحوثية المتفرقة، مثل ضربات ديسمبر 2023 التي استهدفت حاملة الطائرات “هاري إس ترومان”، أجبرت الشحن الغربي على اتخاذ طرق أطول وأكثر تكلفة.

دعم المؤسسات اليمنية

لضمان نجاح أي استراتيجية جديدة، يجب على واشنطن دعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وتعزيز قدرتها على منع الحوثيين من الاستيلاء على موارد النفط والغاز.

كما يمكن للحكومة الأمريكية العمل كمحفز لجهود إغلاق قنوات الحوثيين المصرفية وقطع وصولهم للنظام المالي الدولي.

استراتيجية شاملة لإضعاف إيران

تؤكد “فورين بوليسي”، أن أي جهود أمريكية تجاه الحوثيين يجب أن تكون جزءًا من استراتيجية أوسع نطاقًا تستهدف إضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة.

العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية على إيران يمكن أن تُستخدم للضغط على طهران لوقف دعمها للمليشيات.

مع التحولات السياسية الداخلية في الولايات المتحدة، قد تصبح الأولويات السياسية للإدارة المقبلة عاملًا مؤثرًا في مدى تبني هذه الاستراتيجية.

فعلى الرغم من التحديات، فإن صياغة نهج أكثر شمولية وتعاونًا قد يسهم في تحقيق استقرار أكبر في المنطقة وحماية المصالح الأمريكية والدولية.