كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن حركة حماس أبلغت الوسطاء بأنها توافق على الوجود المؤقت للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار، نقلاً عن مصادرها.
حماس ترضخ
وقال وسطاء عرب: إن حماس رضخت لمطلبين رئيسيين لإسرائيل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة؛ مما أثار الآمال في التوصل إلى اتفاق يمكن أن يفرج عن بعض الرهائن في غضون أيام على الرغم من الانهيار المتكرر للمفاوضات السابقة.
كما أكدت حماس للوسطاء – لأول مرة-، أنها ستوافق على صفقة تسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتًا عندما يتوقف القتال.
ولفتت الصحيفة، أن حركة “حماس” وافقت على التخلي عن سيطرتها ووجودها على الجانب الفلسطيني من معبر رفح على الحدود بين غزة ومصر.
وسلمت حماس قائمة بالرهائن، بما في ذلك مواطنون أمريكيون، الذين ستفرج عنهم بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي لم تفعله منذ الهدنة الأولى في الصراع العام الماضي.
أهداف الخطة الجديدة
وتسعى الخطة الجديدة، التي اقترحتها القاهرة وبدعم من الولايات المتحدة، إلى البناء على الزخم الناتج عن وقف إطلاق النار في لبنان الذي تم تأمينه في نوفمبر، والذي صمد على نطاق واسع على الرغم من اتهام كل من إسرائيل وحزب الله لبعضهما البعض بانتهاكه.
ويأتي التقدم نحو التوصل إلى اتفاق بعد زيارة وفد مصري لإسرائيل في أواخر نوفمبر، وبعد أن قال الرئيس المنتخب دونالد ترامب على Truth Social – في وقت سابق من هذا الشهر -: إنه سيكون هناك “جحيم يدفع ثمنه” في الشرق الأوسط إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل توليه منصبه في يناير.
وكجزء من الاقتراح الأخير، تدرس إسرائيل وحماس فترة وقف إطلاق نار مدتها 60 يومًا، والتي من شأنها أن تشهد إطلاق سراح ما يصل إلى 30 رهينة محتجزين في غزة، بما في ذلك مواطنون أمريكيون، وفقًا للوسطاء.
وفي المقابل، ستطلق إسرائيل سراح السجناء الفلسطينيين وتسمح بتدفق المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، كما قالوا.
وسبق أن تعثرت الجولات السابقة من المحادثات مرارًا وتكرارًا، لكن حماس في الأسابيع الأخيرة أظهرت المزيد من المرونة بشأن العديد من القضايا الرئيسية.
ممر فيلادلفيا
كم قال الوسطاء للصحيفة، إن هذه الشروط تشمل الاستعداد لقبول بقاء القوات الإسرائيلية في ممر فيلادلفيا، وهو شريط صغير من الأرض على طول حدود غزة مع مصر، وممر نتساريم، الذي يقسم الجيب.
ووافقت حماس على أنها لن تدير أو يكون لها وجود في الجانب الفلسطيني من معبر رفح بين مصر وغزة.
ورغم أن حماس رفضت لفترة طويلة هذه الشروط الإسرائيلية للتوصل إلى اتفاق، لكنها أعربت عن انفتاحها على التسوية منذ وافق حليفها حزب الله على وقف إطلاق النار في لبنان.
وتركت هذه الصفقة حماس، التي أضعفتها بالفعل الضربات الإسرائيلية على قيادتها ومقاتليها، معزولة في قتالها ضد إسرائيل.
ويشير الإسرائيليون والفلسطينيون إلى جهود جديدة للتوصل إلى اتفاق لوقف، ربما يكون محدودا، لإطلاق النار للمرة الأولى منذ عام، وهو ما من شأنه أن يوقف القتال في غزة ويعيد إلى إسرائيل بعض الأسرى الذين ما زالوا محتجزين في القطاع الفلسطيني.