برزت الأطماع الإسرائيلية في سوريا بصورة كبيرة بعد سقوط نظام بشار الأسد، حيث سارعت باستغلال الأحداث والاستقرار الهش في البلاد والمنطقة للتغلغل فيها فوجهت طائراتها نحو سوريا مع توغلها عسكريًا بمناطق بالجولان.
مواصلة التغلغل الإسرائيلي
وتبين ذلك بعدما أفادت القناة الثالثة عشر الإسرائيلية نقلاً عن مسؤولين كبار، أن الجيش الإسرائيلي يدرس مواصلة التغلغل في سوريا لتوسيع المنطقة العازلة، وذلك بعدما استولى الجيش الإسرائيلي على المنطقة العازلة في الجولان.
كما أعلنت إسرائيل، الإثنين، أن الجيش الإسرائيلي استولى على نقاط إضافية في المنطقة العازلة مع سوريا، والتي تتعرض لقضم مستمر منذ شن الفصائل المسلحة هجوماً في 27 نوفمبر الماضي أدى لسقوط نظام بشار الأسد صباح الأحد.
وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس: إنه أصدر تعليمات للجيش الإسرائيلي، الليلة الماضية، “بالتحرك على الفور في سوريا”، مضيفًا أنه خلال الليل “استمرت العمليات للاستيلاء على نقاط إضافية في المنطقة العازلة”.
وتابع كاتس: أنه تلقى تعليمات “بالعمل على خلق مجال أمني خال من الأسلحة الاستراتيجية الثقيلة والبنى التحتية الإرهابية التي يمكن أن تهدد إسرائيل، وإحباط تجديد طريق تهريب الأسلحة من إيران إلى لبنان عبر سوريا وعند المعابر الحدودية”.
كما أشار إلى العمل على تدمير الأسلحة الاستراتيجية الثقيلة في سوريا، مثل الصواريخ الأرضية، وأنظمة الدفاع الجوي، وصواريخ أرض-أرض، وصواريخ كروز، والصواريخ بعيدة المدى والقذائف”.
نتنياهو يستغل التخبط السوري
وتشهد سوريا تطورات معقدة وتخبط شعبي وسط تصاعد التدخلات الخارجية، خاصة من قبل إسرائيل، حيث كشفت وسائل إعلام إسرائيلية بأن القوات الجوية الإسرائيلية شنت خلال الساعات الماضية هجمات استهدفت نحو 100 موقع في سوريا.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكد أن إسرائيل شنت ضربات جوية في محافظة دير الزور شرقي سوريا، استهدفت مستودعات أسلحة ومجموعات موالية لإيران.
ولفت المرصد، إلى “تصاعد وتيرة الضربات الإسرائيلية” على أهداف مماثلة بعد فرار بشار الأسد من سوريا وسيطرة الفصائل المعارضة على دمشق.
تأثير التغلغل الإسرائيلي
ويرى خبراء، أن إسرائيل تستغل ضعف حزب الله وإيران لتعزيز وجودها في المنطقة، لذا تسعى لاستخدام سوريا كمنصة لتعزيز قربها من طهران، وذلك رغم حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن رغبته في إقامة علاقات حسن جوار مع سوريا، ما يثبت وجود تناقض واضح في التصريحات الإسرائيلية.
وأشاروا، أن العمليات العسكرية جزء من استراتيجية إسرائيلية أوسع تسعى لتحقيق تغيير جذري في الشرق الأوسط، بالتعاون مع القوى الدولية مثل الولايات المتحدة.
وقال الدكتور محمد محسن أبو النور، خبير السياسات الدولية: إن إسرائيل تريد أن تستغل حالة السيولة السياسية في سوريا، وتقوم بضرب بنك أهداف لما تقول إنه بقايا لهياكل إيرانية في أماكن متفرقة من وسط وجنوبي الأراضي السورية.
وأضاف أبو النور، في تصريحات تلفزيونية، أن إسرائيل تحاول بشكل أو بآخر أن تجهز إجهازًا كاملًا وتامًا على كل وجود إيران في سوريا في ظل تلك السيولة الأمنية والسياسية التي تعاني منها سوريا.