ذات صلة

جمع

في انتظار إشارة حسن نصرالله للهجوم.. 40 ألف مقاتل يتمركزون قرب الجولان

مع التهديدات المتكررة لحزب الله اللبناني وشنه هجوماً لأول...

ما بعد حرب غزة.. نتنياهو يدخل حربًا مع حزب الله في صراع لا ينتهي

يبدو وأن إسرائيل باتت تعاني كثيرًا بعد دخولها في...

بعد صراعه العلني مع إسرائيل.. ما هو دور حزب الله ونفوذه في لبنان؟

أدى تصاعد الصراع بين القوات الإسرائيلية وحزب الله اللبناني...

تنصل مفاجئ.. لماذا وصف الرئيس الإيراني الحوثيين بالمتطرفين خلال زيارته لـ”نيويورك”؟

في ظل الحرب الحالية ما بين إسرائيل ومليشيات داعمة لطهران على رأسها مليشيات الحوثي وحزب الله، بات الوضع الحالي صعباً أمام القوات والمليشيات الداعمة لإيران، بجانب ضعف العتاد أمام إسرائيل، بالإضافة إلى ميزان قوى يميل بشدة لصالح إسرائيل، وهو ما يظهر من خلال توجيه أقسى الضربات، وأعتى الهجمات على الحزب بقياداته ومواقعه وبيئته الحاضنة، خاصة في ظل ضربات استهدفت قادة الحزب مؤخراً.

موقف إيران بات محيرًا لجزء مهم من جمهورها، وخصومها أيضًا، وخاصة بعد التصريحات الصادرة حول مليشيات الحوثي أمام مجلس الأمن، حيث تباينت التفسيرات بين من يعتبر هذا الموقف مؤشرًا على صفقة تعقدها أو توشك أن تعقدها إيران مع الولايات المتحدة، أو أنه نتيجة لقدوم رئيس إيراني جديد أقرب للمعسكر الإصلاحي.

وقد تنصل الرئيس الإيراني الجديد – خلال مؤتمره الصحافي، يوم الاثنين، مع وسائل الإعلام الأميركية في نيويورك من الحوثيين-، قائلا: إن حكومة إيران “لا تسعى إلى توسيع الحرب في الشرق الأوسط”، مدعياً أن الحوثيين في اليمن “لا يستمعون إلى أوامر الحكومة الإيرانية”.

وزعم بزشكيان، أن جماعة الحوثيين في اليمن تتمتع باستقلالية في اتخاذ القرارات وتنفيذ الهجمات المتكررة على السفن التجارية في البحر الأحمر، وأضاف: “ليس الأمر أن الحوثيين ينتظرون في اليمن حتى نخبرهم بما يجب عليهم فعله أو عدم فعله”.

وواصل يقول: حتى في داخل بلدنا، هناك من يختلف معنا ولديه اعتقادات خاصة به فنحن نحاول منع التطرّف والتصرفات غير المدروسة داخل بلادنا، فكيف يمكننا السيطرة على من في الخارج الذين تحركهم اعتقاداتهم ومشاعرهم؟ إنهم لا يمكن أن يستمعوا إلينا”.

وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي يعتبر فيه الحوثيون في اليمن جزءًا من القوات الوكيلة لطهران في الحرب الدائرة في الشرق الأوسط، ويحظون بالدعم المالي والعسكري من الحكومة الإيرانية، وحسب وكالة الأنباء الألمانية “دويتش فيلله” فقد شنت هذه الجماعة حتى الآن عشرات الهجمات على السفن المارة عبر البحر الأحمر، بما في ذلك ناقلات النفط “سونيون”، و”دلتا بلو”، و”دلتا أتلانتيكا”، والتي أسفرت عن غرق سفينتين على الأقل ومقتل ثلاثة من أفراد طواقم هذه السفن.

وتواصل جماعة الحوثيين المدعومة من إيران، التي تسيطر على المناطق الأكثر كثافة سكانية في اليمن، تنفيذ الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على السفن المارة عبر البحر الأحمر وخليج عدن منذ الأسابيع الأولى لبدء الحرب الحالية في غزة، مدعية دعمها للفلسطينيين.

وتقول الباحثة السياسية سمية عسلة المختصة في الشأن الإيراني، إن سياسة إيران في استخدام ميليشياتها لتنفيذ أجندتها وتحقيق أهدافها في المنطقة واضحة ومعروفة، وحزب الله من أكبر هذه الميليشيات الإيرانية. بل إنه كان أكثر الميليشيات الإيرانية حصولاً على التمويل والدعم العسكري والمعنوي مقارنة بالحوثيين في اليمن والحشد الشعبي في العراق، وكذلك فالانهيارات الاقتصادية التي تعيشها والأزمات الداخلية التي تهز الشارع الإيراني، تؤدي الي المسارعة في التخلي عن الميليشيات التابعة لها وعلى رأسها حزب الله ومليشيات الحوثي في مواجهة إسرائيل، وكذلك إعلان إيران أن الحوثي جماعة متطرفة.

وأكدت عسلة – في تصريحات خاصة لملفات عربية-، إن ذلك يشير إلى مخاوف إيران من الدخول في حرب مباشرة مع إسرائيل، لا تقدر عليها إيران في هذا التوقيت، وهذا ليس بغريب على السياسة الإيرانية في عهد الولي الفقيه الذي يتخذ من ميليشياته أدوات لتنفيذ أجندته وتحقيق أكبر قدر من المصالح، ولو على حساب إحراق خمس عواصم عربية، ولا يمكن غض النظر أيضاً عن تصريح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مؤخرًا بأن “إيران أخوة للأمريكان”، فأين هو مصطلح “الشيطان الأكبر” الذي أطلقته إيران على الولايات المتحدة، بل إن إيران تسعى للعودة إلى الاتفاق النووي وذلك لسببين، الأول هو مخاوفها من وصول المرشح ترامب إلى البيت الأبيض وفرض المزيد من العقوبات على الجانب الإيراني، بعد فشل المحاولات الإيرانية في اغتيال ترامب لأكثر من مرة في الفترة الماضية، والسبب الآخر هو أن إيران تعلم جيدًا أن الضغط على إسرائيل يأتي من الولايات المتحدة، بما يخدم مصلحة إيران في عدم الانزلاق إلى حرب مفتوحة مع إسرائيل.