ما زالت تبعات الهجوم الدموي الذي شنته قوات الاحتلال على عناصر حزب الله في لبنان بالأمس، وأدى إلى تفجير مئات من أجهزة النداء التي يستخدمها أعضاء حزب الله، مشتعلة حتى الآن، حيث جاءت في توقيت سيئ للغاية، وقد يؤدي إلى إشعال شرارة التصعيد بالحرب في المنطقة مع اختلال الموازين العالمية والتكنولوجية.
وعلق العميد سمير راغب، الخبير الاستراتيجي ورئيس المؤسسة العربية للتنمية الاستراتيجية، بقوله: إن حرب لبنان الثالثة بدأت مع حادث ال Pager.
وأضاف راغب – في تغريد عبر حسابه على منصة إكس- أن: “ما حدث و يحدث الآن وسوف يحدث هو حرب IDF يحارب دون أن يعلن أنها حرب، و يتحدث عن عملية عسكرية محدودة”.
وأشار في تغريدة سابقة، إلى أن عملية تفخيخ أجهزة الاتصالات تم التخطيط لها من ١٥ سنة، مضيفًا: “فالمخطط ديفيد كضابط و المنفذ ديفيد كرئيس للجهاز”، واصفاً إياها بأنها حادثة غير مسبوقة في تاريخ العمليات الاستخباراتية.
ويرى أن هذه العملية المعقدة تمثل خطوة جديدة في مستوى التخطيط والتنفيذ في مجال الحرب الإلكترونية والعمليات الاستخباراتية، وستسجل كإحدى أكثر الحوادث تعقيداً على الصعيد العالمي، لافتاً إلى أن هذا النوع من العمليات يتطلب مستوى عاليًا من التنسيق والقدرة التقنية، حيث تم تفجير آلاف الأجهزة في وقت واحد، مما يشير إلى وجود تحكم دقيق في البنية التحتية للتواصل التي تعتمد عليها تلك الأجهزة.
وكشف رئيس المؤسسة العربية للتنمية الاستراتيجية، مفاجأة، عن أن حادث تحطم طائرة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، جاء نتيجة وجود جهاز “بيجر” بالطائرة، موضحًا أن حزب الله وإسرائيل لا يرغبان في الذهاب إلى حرب برية، بحسب ما ظهر خلال خطاب حسن نصرالله الأخير.
وتابع، أن قدرات حزب الله العسكرية لم تتراجع بعد الهجوم السيبراني الإسرائيلي على أجهزة اللاسلكي “بيجر” التابعة لعناصر الحزب، ولكن هذه العملية ستكون لها تداعيات بعيدة المدى على المستوى الأمني والاستخباراتي، حيث ستدفع الأجهزة الأمنية في مختلف الدول إلى مراجعة أنظمتها وتعاملاتها مع المعدات الإلكترونية والتقنية المستوردة.
وشدد العقيد سمير راغب، على أن هذه العملية تمثل تحذيراً لكل من يتعامل مع التكنولوجيا الحديثة من مخاطر استخدام تقنيات قد تكون مفخخة أو قابلة للاستخدام كأداة في الهجمات الاستخباراتية.