في ظل الحرب المتصاعدة بين حزب الله وإسرائيل والتصعيد الكبير الأخير الذي تمثل بتوجيه ضربات موجعة لميليشيا حزب الله، ترى تقرير صحيفة “التايمز” البريطانية، أن ذلك يأتي بهدف الوصول لصفقة جانبية مع الميليشيا تحقق الهدوء في الشمال، وتسمح لعشرات الآلاف من المدنيين النازحين على جانبي الحدود بالعودة إلى ديارهم، وتخفيف الضغوط الاقتصادية.
وتساءل التقرير عن الإستراتيجية التي تتبعها، وعما إذا كانت إسرائيل تستطيع فرض هدنة بشروطها من خلال زيادة العمليات العسكرية، مشيرا إلى صاعد مستوى العنف بين إسرائيل وحزب الله شيئًا فشيئًا، وبحلول نهاية الأسبوع الماضي، اختُرقت اتصالات الحزب وعُطِّلت، ما أسفر عن مقتل 14 عضوًا إلى جانب 23 مدنيًّا وإصابة 4 آلاف، وقُضِي على أحد كبار قادته في معقله في بيروت.
وقالت الصحيفة، إن أطراف الصراع المتحاربة تراجعت عن خطاب ، وتحرص كل من إسرائيل وميليشيا حزب الله على منع حدوث أي حرب شاملة، وهذا ليس للمرة الأولى خلال ما يقرب من عام من تبادل الصواريخ والقنابل.
وأضافت، أن تخبط حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حربها ضد حركة حماس، وعجزها عن إنهاء المعارك وإعادة الرهائن الإسرائيليين وغياب أهداف واضحة نتيجةً للحرب، دفعها إلى تصعيد الهجمات ضد حزب الله؛ لأن لها على الأقل هدفًا محددًا بوضوح.
وأشارت إلى أن بههدف من تحريض الجماعة المسلحة اللبنانية على إطلاق النار على شمال إسرائيل منذ وقوع هجوم 7 أكتوبر هو الضغط على كل من إسرائيل والولايات المتحدة.
وتابع التقرير بأن معضلة حزب الله تكمن الآن في أنه تعرض للأذى والإذلال، ويتوقع كثيرون منهم الرد، على حين لم تستطع إيران أن تحقق الضغط المطلوب؛ لأن المنطق الإسرائيلي يقول إن حزب الله سوف يستمر في إطلاق النار.
ورغم أن إيران تريد منهم مواصلة ضرب شمال إسرائيل، فإنها تسعى أيضًا إلى حماية الترسانة التي قدمتها لحلفائها اللبنانيين بوصفها وثيقة تأمين.
وأوضحت الصحيفة, أن المعضلة تفاقمت في أعقاب خطاب ، عندما شنت القوات الجوية الإسرائيلية موجة مكثفة من الضربات في مختلف أنحاء جنوب لبنان، زاعمة أنها أصابت 150 موقعًا لإطلاق الصواريخ، وكان هدفهم، على ما يبدو، هو إحباط انتقام حزب الله قبل أن يبدأ بشكل صحيح.
وتلقت الجماعة ضربة قوية أخرى، وهي اغتيال رئيس عمليات المجموعة، إبراهيم عقيل، ونحو 15 قياديًّا آخر من نخبة قوات الرضوان، وفي المقابل، تعيش إسرائيل صراعًا بين الصقور والحمائم في ، ومشاكل وعدم توافق مع الجانب الأمريكي، ما يجعل قرارات نتنياهو أكثر ضبابية، وتميل إلى الضغط من دون الوصول إلى حرب أوسع أو حتى غزو بري.