تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تصعيدًا جديدًا في الصراع المستمر بين حزب الله وإسرائيل، حيث نفذ حزب الله اللبناني ضربات استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية على طول الحدود الجنوبية، وهذه الهجمات تأتي في إطار سلسلة من الأحداث المتتالية التي أدت إلى ارتفاع منسوب التوتر بين الطرفين؛ مما يعزز المخاوف من تصعيد أوسع قد يمتد ليشمل المنطقة بأكملها بعد أحداث السابع من أكتوبر.
الهجمات التي شنها حزب الله تركزت على مواقع عسكرية إسرائيلية بالقرب من الحدود اللبنانية، وقد استخدم الحزب صواريخ وقذائف هاون في تلك الهجمات، الحزب أعلن – في بيان رسمي-، أنه “استهدف مواقع العدو الصهيوني ردًا على الاعتداءات المتكررة”، مشيرًا إلى أن هذه الضربات تأتي كرد فعل مباشر على الغارات الإسرائيلية التي طالت مواقع تابعة له في سوريا ولبنان خلال الأسابيع الماضية.
وقد أطلق حزب الله أكثر من 100 صاروخ متوسط المدى على عمق إسرائيل أصاب حيفا ووادي يزرعيل وطبريا والجليل؛ ما تسبب في اشتعال الحرائق ومقتل إسرائيلي وإصابة آخرين بجروح خطيرة، لتثير ضربات حزب الله ذعر إسرائيل، والتسبب في ارتباك كبير وفوضى في حكومة بنيامين نتنياهو.
وبحسب القناة 13 الإسرائيلية، فإن حزب الله أطلق 115 صاروخًا في عمق إسرائيل، في قصف كان متوقعًا من قبل الجيش الإسرائيلي الذي استعد لقصف الخط الشمالي بالكامل، حيث قضى آلاف الإسرائيليين الليل، أمس السبت، في الملاجئ.
بينما أكدت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أن صواريخ حزب الله تسببت في موجة من الحرائق في كاديتا في الجليل، وإصابة 5 أشخاص بشظايا الصواريخ في عدة مناطق منها: كريات بياليك والجليل الغربي، وكانت الإصابات متفاوتة بين الطفيفة والمتوسطة.
وأوضحت الصحيفة، أن الحرائق اندلعت في أربعة مواقع نتيجة الهجمات، منها بلدة موراشيت التي شهدت ضربات مباشرة على منازل وسيارات، وتضررت مزرعة أبقار في وادي يزرعيل جراء سقوط أحد الصواريخ، وأمر الجيش الإسرائيلي بإغلاق المدارس ومنع التجمعات في المناطق الواقعة من حيفا شمالًا، كما دعا السكان للبقاء بالقرب من الملاجئ.
وأشارت الصحيفة، إلى أن حزب الله أكد أن هذه الهجمات هى “رد أولي” على الضربات الإسرائيلية التي استهدفت أجهزة الاتصالات الخاصة به، وعلى الغارات الإسرائيلية المكثفة على مدار الأيام الماضية والتي كان أشدها غارات يوم الجمعة على الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت، والتي أسفرت عن اغتيال إبراهيم عقيل وعدد من قيادات قوة “رضوان” الخاصة التابعة للحزب.
وأفاد الجيش الإسرائيلي، بأنه اعترض عدة صواريخ أطلقت باتجاه مناطق مدنية في الشمال، مضيفًا أنه يواصل ضرب أهداف تابعة لحزب الله، وأن الهجمات ستتصاعد خلال الساعات القادمة، كما تم تفعيل إنذارات في جنوب هضبة الجولان خشية اختراق طائرات مسيرة من العراق.
وأكد الجيش، أنه اعترض عدة طائرات مسيرة كانت في طريقها إلى إسرائيل قبل دخولها المجال الجوي.
ويقول المحلل السياسي طوني حبيب: إن الأوضاع الحالية في لبنان تبشر بحربٍ شاملة بدءًا من تفجيرات البيجر وصولاً للصاروخ الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية، إلى رد حزب الله في تصعيد خطير للغاية مؤخراً، كما أن تنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت، أكدوا على أن إسرائيل تستعد لـ”أيام معقدة” في ظل التصعيد على الحدود الشمالية، حيث تم عقد اجتماع عاجل بعد قصف حزب الله، وأجل نتنياهو سفره إلى الولايات المتحدة لعدة ساعات.
وأضاف حبيب – في تصريحات خاصة لملفات عربية-، أن حزب الله في بداية الأمر كان لا يريد بشكل كبير الدخول في حرب شاملة، ولكن على العكس تماماً نتنياهو الذي بدأ في التصعيد جنوب لبنان من أجل حماية نفوذه داخل إسرائيل والابتعاد عن المحاكمة بتهم الفساد.