في أعقاب مقتل إسماعيل هنية، أحد أبرز قادة حركة حماس الفلسطينية، تتجه الأنظار نحو إيران، الحليف الأساسي لحماس، وسط تساؤلات حول أسباب تأخر الرد الإيراني المباشر على إسرائيل، حيث يعتبر هنية من الشخصيات القيادية المهمة لحماس، واغتياله جاء في سياق تصاعد التوترات بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، مما أدى إلى توقع رد فعل سريع وقوي من قبل إيران وحلفائها في المنطقة.
وإيران تعد داعمًا رئيسيًا لحركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية، سواء من خلال الدعم المالي أو العسكري، وهي تُعتبر جزءًا من ما يسمي بـ”محور المقاومة” الذي يضم حزب الله في لبنان، وفصائل في العراق وسوريا، لكن رغم هذا التحالف الوثيق، فإن رد إيران على اغتيال هنية لم يأت فورًا، مما أثار التكهنات حول الاستراتيجية الإيرانية في هذا السياق.
والسبت، كشفت إيران عن أسلحتها الجديدة حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية، وسط تصاعد التوترات الإقليمية والاتهامات بتسليح روسيا، وفي عرض عسكري، تم الكشف عن صاروخ باليستي جديد وطائرة مسيرة هجومية مطورة.
وقالت وكالة أنباء إيران “إرنا”، إن صاروخ “جهاد” الذي يعمل بالوقود الصلب صممته وصنعته الذراع الجوفضائية للحرس الثوري الإيراني، ويبلغ مداه التشغيلي ألف كيلومتر
وأضافت أن طائرة “شاهد-136 بي” المسيّرة هي نسخة مطورة من طائرة “شاهد-136″، مع ميزات جديدة ومدى تشغيلي يزيد على 4000 كيلومتر.
وحضر الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان العرض العسكري السنوي في طهران إحياء لذكرى الحرب مع العراق في عهد صدام حسين (1980-1988).
قد يكون التأخر في الرد الإيراني ناتجًا عن عدة عوامل معقدة. أولاً، تدرك إيران أن الرد المباشر على إسرائيل قد يؤدي إلى تصعيد واسع النطاق في المنطقة، قد لا يكون الوقت مناسبًا له حاليًا، طهران تواجه تحديات داخلية وخارجية، بما في ذلك ضغوط دولية حول برنامجها النووي، والوضع الاقتصادي الداخلي المتأزم نتيجة للعقوبات الغربية المستمرة.
من هذا المنطلق، قد تسعى إيران إلى تجنب الدخول في مواجهة مباشرة واسعة مع إسرائيل في هذه المرحلة، خاصة وأنها تدرك أن إسرائيل تمتلك قدرات عسكرية متفوقة.
في كلمته بالمناسبة، قال بزشكيان: إن “قدرات إيران الدفاعية والردعية نمت كثيرًا لدرجة أنه لا يمكن لأي قوة شيطانية أن تفكر وتتصور في ذهنها جرأة العدوان على أرضنا العزيزة”، وأضاف: “قادرون، بوحدة وتماسك الدول الإسلامية، أن نظهر العزة والفخر للآخرين، ونوقف بالوحدة والتماسك إسرائيل الغاصبة والمتعطشة للدماء والإبادة عند حدها”.
ويقول الباحث السياسي وأستاذ العلوم السياسية، مختار غباشي، إن إيران بدورها تقوم بالاستعراض فقط، وما يحدث حالياً من اشتعال المنطقة هو لمصلحة ايران التي بدورها لا تستطيع دخول مواجهة مع إسرائيل وتقوم فقط بتحريك اذرع لها مثل مليشيات حزب الله في لبنان ومليشيات الحوثي في اليمن، والأهم لإيران حالياً هو استكمال ملف النووي الخاص بها.
وأشار غباشي – في تصريحات خاصة لملفات عربية-، إن الإيرانيين ينظرون في حسابات مختلفة قبل الرد على اغتيال هنية في طهران مؤخراً، وكذلك توقيت الرد الإيراني علماً بأن إسرائيل لم تعترف رسمياً باغتياله وهو ما يزيد الأمور تعقيداً، كذلك حقيقة أن إسماعيل هنية كان مسؤولا فلسطينيا لا إيرانيًا يجعل إيران تمنح الأولوية لمصلحة الفلسطينيين وأن الأهم حاليًا هو وقف إطلاق النار.