تعاني جماعة الإخوان بالمغرب من أزمات متعددة في ظل رفضاً شعبياً أنهى تواجدهم على رأس الحكومة في السنوات الأخيرة، وهي ما أدت في النهاية إلى محاولات إخوانية لإعادة الصف من جديد، ولكن تاريخ الإخوان لن يسمح لهم بذلك.
ظهر على السطح تقارب إخواني في المغرب مع إيران، وبينما لا يمكن فهم العلاقة بين الإخوان والنظام الإيراني دون الرجوع إلى تاريخهما المشترك، إذ تعود الروابط بين رجال الدين في إيران والجماعة إلى ما قبل تأسيس ما يعرف بـ”الجمهورية الإسلامية” عام 1979، حيث تتلاقى المفاهيم الأيديولوجية والأفكار والمرجعيات لكل منهما.
وقد تغازل جماعة الإخوان المسلمين في المغرب الجمهورية الإيرانية، وقد اعتبر مراقبون، أن ذلك تمجيدًا لأعداء الوحدة الترابية للمملكة المغربية، ورسائل مبطنة للنظام، الذى ليس على وفاق في الوقت الحالي مع ايران.
وقال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الذراع السياسي للإخوان في المغرب عبد الإله بنكيران: إنّ “خطراً يحيط بالأمّة الإسلامية والعربية، وخصوصاً أهل السنّة، ومن غير الممكن إنكار أنّ إيران هي محور المقاومة حاليّاً بكل صراحة في مواجهة إسرائيل التي تشن حرباً على فلسطين”.
وقد ظهر بنكيران وهو يمدح النظام الإيراني الذي عاث فسادًا في عدد من الدول العربية وشرذمها وقسّمها وفق مبادئه الطائفية ورؤيته.
وأضاف بنكيران – في كلمة له خلال الاجتماع العادي للجنة الوطنية أول من أمس بمقر الحزب في الرباط-: أنّ “إيران هي التي تساند بالدرجة الأولى محور المقاومة الذي يقف في وجه إسرائيل، لكننا نحن أهل السنّة والجماعة نمثل 90% من المسلمين، متسائلاً: “أين هم هؤلاء؟ وأين هو دورنا؟”، مؤكداً أنّه لا مانع لديه أن يكون لإيران دور في هذه الحرب.
وزعم بنكيران أنّ الحزب كان دائمًا ضد التطبيع مع إسرائيل، ولم نقبله في حياتنا، ولم نصرح بذلك، رغم أنّ الإخواني سعد الدين العثماني هو من وقع على اتفاقية التطبيع بين المغرب وإسرائيل في كانون الأول (ديسمبر) 2020.
ودعا بنكيران أعضاء حزبه إلى “مساندة فلسطين وغزة والأبرياء والمدنيين بالمظاهرات والمسيّرات والمهرجانات وبالمال”، ودعا الإسرائيليين إلى التخلص بطريقة ما من الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء نتنياهو، واصفاً إيّاها بالحكومة “المجنونة”.
ويقول الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية سامح عيد: إن بدأت علاقة الإخوان وإيران مع زيارة يد روح الله مصطفى الموسوي الخميني عام 1938 لمصر، ولقائه مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا، ومن بعدها شهدت تغييرًا كبيرًا في كتابات حسن البنا عن الحكم والولاية يتطابق مع الفكر المؤسس للنظام الإيراني، حيث يقول في رسالة المؤتمر الخامس: “وهذا الإسلام الذي يؤمن به الإخوان المسلمون يجعل الحكومة ركنا من أركانه”، وهي فكرة طارئة على أفكار الفكر السني.
وأضاف عيد – في تصريحات خاصة لملفات عربية-، كما تأثر آية الله الخميني بفكر حسن البنا في كتابته عن “الحكومة الإسلامية”، حيث تبنى وجهة نظر مؤسس الإخوان في أن يتولى الفقهاء من أبناء الحركة السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية، كما قامت جماعة الإخوان المسلمين بتأسيس “جماعة الدعوة والإصلاح”، لتكون فرعها في إيران، وذلك على يد مجموعة من الدعاة المتأثرين بالخميني وجمهوريته الدينية، مثل الشيخ ناصر سبحاني والشيخ أحمد مفتي زاده .