منذ أن بدأت الحرب في السابع من أكتوبر 2023، وبدأت جماعات إرهابية في المنطقة العربية من الحشد نحو التظاهر من أجل تحقيق مكاسب علي حساب القضية الفلسطينية، وهو ما يظهر بشكل واشح في الأردن واليمن وبلدان شمال إفريقيا، حيث استخدمت جماعة الإخوان الإرهابية قواعد شعبية من أجل حصد مكاسب سياسية على أنقاض الحرب الحالية.
وقد أظهرت الحرب الحالية في قطاع غزة تنافسًا كبيرًا بين التنظيمات الجهادية التي سعت لاستغلال حالة التضامن العربي لتأليب الشوارع وتأجيج ثورات يكون الهدف من ورائها انتشار المتطرفين، لكنها فشلت في اغتنام الفرصة مع تصاعد التوجهات الروحانية الرافضة للتعبئة السياسية.
وما تزال جماعة الإخوان الإرهابية تُحاول استغلال الأحداث الجارية في فلسطين باعتبارها فرصة لتعزيز نفوذها ونشر فكرها وتحقيق أقصى استفادة سياسية بما يخدم مصالحها الخاصة وأجندتها الخارجية، وذلك عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الإعلام المشبوهة، فضلا عن سعيها لإبراز نفسها رمزًا للمقاومة، ومحاولة تصوير الدول العربية ضد القضية الفلسطينية.
وتحاول جماعة الاخوان تأجيج مشاعر الشعب العربي وخلق خصومة فلسطينية تجاه الدول العربية عبر الترويج لتصريح المتحدث الإسرائيلي الموجه للفلسطينيين “روحوا مصر”، الذي نفي من الجانب الإسرائيلي فيما بعد، فأرادت الجماعة من خلال تكرار هذا التصريح المكذوب، احتقان المشاعر من جانب الفلسطينيين تجاه مصر التي لا تملك فتح حدودها دون ضابط أمني، وتأجيج المشاعر في الداخل المصري بين مؤيد ومعارض بسبب هذا الموقف.
كذلك استغل تنظيم داعش أحداث فلسطين بطريقة مختلفة عن تنظيمات أخرى بهدف تحييدها وإظهار تفوقه عليها، حيث يرفض القتال من أجل تحرير أرض أو وطن، إنما القتال فقط لإقامة خلافته وإخضاع الجميع لحكمها، وبعد أن أكد داعش أنه لا فرق بين حكومة تحكم بالدستور اليهودي الوضعي وأخرى تحكم بالدستور الفلسطيني الوضعي أيضًا، دعا للقتال تحت رايته ككيان يسعى لتطبيق الشريعة ويلتزم بالدستور الإلهي، فيمَ دعا القاعدة لتوسيع نطاق الحرب لتستهدف الجميع بمن فيهم اليهود حول العالم.
ويقول الباحث السياسي في شؤون الإرهاب، مصطفي حمزة: إن الجماعة الإرهابية لديها دلائل كبرى منذ سنوات في محاولات استعطاف المجتمعات نحو القضية الفلسطينية، خاصة وإن منذ قديم الأزل وتستخدم الجماعات القضية الفلسطينية في الحشد فقط دون التوجه واستخدام قوتها تجاه إسرائيل.
وأشار حمزة – في تصريحات لملفات عربية-، إلى أن المشهد متكرر من العام 2000 وما تبعه، حيث إن الغرب يرى أن التشدد زال، وركز نظره على جماعة الإخوان، وبعدها بأشهر وجد العالم نفسه أمام هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي خطط لها ونفذها تنظيم القاعدة، والمتشددين يستخدمون القضية في استقطاب ضعاف النفس وخلق بؤر إرهابية جديدة في المنطقة العربية الملتهبة.