منذ السابع من أكتوبر الماضي، شهدت الولايات المتحدة الأمريكية أزمات مستمرة خاصة بعدما بدأت إسرائيل في حرب قطاع غزة؛ مما وضع إدارة الرئيس جو بايدن في أزمات كبرى بدأت باستقالات مستمرة من الإدارة اعتراضًا على الدعم الأمريكي لإسرائيل.
ومع اجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة، شهدت وزارة الخارجية الأمريكية استقالات مستمرة رفضًا للسياسات الأمريكية نحو الحرب الحالية، وتعد آخر الاستقالات هي الرابعة في الخارجية الامريكية، بعدما استقالت ستيسي غيلبرت من وزارة الخارجية والتي كانت تعمل في مكتب السكان واللاجئين والهجرة.
وأعلنت غيلبرت استقالتها بسبب رفضها لتقرير حكومي أمريكي خلص إلى أن إسرائيل لا تعرقل وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وفق صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، وكانت غيلبرت من بين المشاركين في مناقشات الإدارة الأمريكية بشأن سلوك إسرائيل في غزة، إذ أكدت في خطاب استقالتها أن وزارة الخارجية الأمريكية كانت مخطئة في استنتاجها أن تل أبيب لم تعرقل المساعدات الإنسانية لغزة.
وباستقالتها، ستكون غيلبرت سادس مسؤولة أمريكية تستقيل من عملها، بسبب الموقف مما يجري في غزة، وسياسات واشنطن تجاه تل أبيب، وقد توزعت الاستقالات لهؤلاء المسؤولين حتى الآن بين وزارتي الخارجية والتعليم، وصولا إلى الجيش الأمريكي لأول مرة، مع كشف ضابط سابق أن سبب استقالته كان شعوره بالخجل مما يجري في غزة.
وكان قد أعلن غوش بول مدير مكتب الشؤون السياسية في وزارة الخارجية الأمريكية، استقالته في أكتوبر، أي بعد أيام من اندلاع الحرب على غزة، وفي مقال رأي، نشر وقتها بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أوضح “بول” أن سبب استقالته يعود إلى منح الولايات المتحدة أسلحة إلى إسرائيل تستخدمها في الحرب على غزة، ملمحًا إلى أن هذا الأمر غير أخلاقي.
وكذلك طارق حبش الذي كان ثاني الاستقالات المعلنة وهو المسؤول الكبير في وزارة التعليم الأمريكية، وهو أمريكي من أصل فلسطيني، وقد استقال من منصبه في يناير، وكان حبش مساعدًا لوزير التعليم في إدارة سياسة التعامل مع ديون الطلبة في الجامعات.
وشهدت الجامعات الأمريكية أزمات كبرى بعد اعتصام الطلاب رفضًا للحرب والسياسات الأمريكية التي بدورها كانت أزمة وضربة قاسمة نحو الإدارة الأمريكية.
وقد أعرب عقب استقالته عن خيبة أمله تجاه سياسات الرئيس جو بايدن الخارجية، وعدم اتباع الإدارة الأمريكية سياسة تحمي المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، حسب تصريحات سابقة له.
وأيضًا أعلنت أنيل شيلين استقالتها من مكتب حقوق الإنسان بوزارة الخارجية في مارس، بسبب دعم واشنطن لإسرائيل في حربها على قطاع غزة، وقالت شيلين عقب استقالتها: إن مصداقية الولايات المتحدة تآكلت في مجال حقوق الإنسان، بسبب تغاضيها عن جرائم إسرائيل، على حد قولها.