رغم المعارك المتبادلة والضربات المتتالية بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، إلا أن الانقسامات والخلافات تعصف بالأخير خلال الفترة الماضية، والتي تفاقمت بين القادة السياسيين والعسكريين بشأن مستودعات السلاح.
وهو ما كشفته مصادر أمنية لبنانية، بأنه توجد خلافات بين قيادات سياسية وعسكرية داخل “حزب الله” اللبناني حول مستودعات السلاح الخاصة بالميليشيا في جنوب لبنان.
وأضافت المصادر، أن الخلافات تدور حول أن معظم مستودعات سلاح “حزب الله” في الجنوب توجد في مناطق سكنية، وهو ما سيخلق أزمات مع البيئة الشعبية الحاضنة للحزب في تلك المناطق، في حال تسبب تلك المستودعات التي هي بمثابة “قنابل موقوتة” في تهديد حياة المدنيين، عبر أي استهداف لها.
وتابعت: أن المخاوف المتعلقة بهذا الخلاف، تدور في حال كشف إسرائيل وتحديدها لأماكن مستودعات السلاح في الجنوب، ومن ثم قصفها؛ ما سينتج عنه خسائر بشرية في صفوف المدنيين، ويترتب عليه غضب داخلي في لبنان تجاه الحزب، وتهديدًا للدعم المقدم من حاضنته الشعبية.
وأشارت إلى أن القيادات رفضت أي تصرف قد يهدد شعبية الحزب الداخلية في هذا التوقيت، أو تقديم أي ذريعة تستخدمها التيارات السياسية اللبنانية التي ترفض سلاح الحزب، خلال هذه المرحلة.
كما أن القيادات الرافضة لنقل الأسلحة إلى مستودعات في مناطق سكنية بالجنوب، ترى أن هذا الأمر من الممكن أن يؤثر على شعبية الحزب في هذا التوقيت، حال تعرض مدنيين لأي تهديدات تتعلق بأماكن انتشار تلك المستودعات التي من الممكن أن تؤدي إلى تدمير قرى بأكملها في حال استهداف إسرائيل لأي مستودع في مناطق الجنوب، بحسب المصادر الأمنية.
لذا حذرت القيادات الرافضة من استمرار نقل شحنات أسلحة لا سيما من “البقاع” إلى مستودعات السلاح في قرى بالجنوب، خاصة في الوقت الحالي لعدة اعتبارات منها أن هذه المنطقة تحظى باهتمام دولي من حيث المتابعة، وقد يتم استخدام أي تحديد أو فضح لهذه المستودعات لصالح إسرائيل، في ظل العمل على تسويات ومفاوضات في الوقت الحالي، يسعى الحزب إلى تحقيق مكاسب عدة منها.
وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل تبادلاً للقصف بشكل شبه يومي منذ بدء الحرب في قطاع غزة قبل أكثر من ستة أشهر. لكن الحزب كثّف وتيرة استهدافه لمواقع عسكرية منذ شهر على وقع توتر بين إسرائيل وطهران على خلفية استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق مطلع الشهر الحالي.
ويعلن الحزب استهداف مواقع وأجهزة تجسس وتجمعات عسكرية إسرائيلية دعمًا لغزة. ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول: إنه يستهدف بنى تحتية للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود وقياديين. ومنذ بدء التصعيد، قُتل في لبنان 378 شخصًا على الأقلّ بينهم 252 عنصرًا من حزب الله و70 مدنيًا، وأحصى الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 11 عسكريًا وثمانية مدنيين.