إثر توقف مفاوضات الهدنة منذ قيام القوات الإسرائيلية باقتحام مدينة رفح جنوب قطاع غزة مؤخرًا، مع تعنت الجانب الإسرائيلي في التواصل لحلول تهدف لهدنة وتسليم الرهائن، وكذلك تهديد الجانب المصري بالانسحاب نتيجة لاتهامات إسرائيلية متعمدة نحو الجانب المصري، مع مناوشات عديدة على استراتيجية بين الطرف المصري والإسرائيلي مع سعي الولايات المتحدة لنبذ الخلافات سريعًا بين الطرفين خوفاً من تحول الأزمة لصراع إقليمي كبيرًا، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بعودة المفاوضات من جديد على الطاولة بعدما حدث مؤخرًا من مجزرة ضد المدنيين في رفح.
ومع خسائر متعددة سياسيًا وعسكريًا لإسرائيل مؤخرًا، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، إن المحادثات بشأن التهدئة في غزة ستستأنف الثلاثاء، حيث أكد مسؤول في فريق التفاوض، قوله: إن “نقطة الخلاف الرئيسية بشأن صفقة تبادل الأسرى ما تزال إنهاء الحرب”.
كذلك أشارت “يديعوت أحرونوت” إلى أن مسؤولا في فريق التفاوض الإسرائيلي عبر عن خشيته من تمسك “حماس” وإصرارها على وقف كافة العمليات في رفح قبل الدخول في أي مفاوضات.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية، قد قالت الإثنين، إن إسرائيل ستسلم الوسطاء، الثلاثاء، مقترحها لصفقة التبادل ووقف القتال مع حركة “حماس”.
وذكر موقع “إسرائيل 24” أن حركة “حماس” رفضت الانخراط في أي محادثات بخصوص الرهائن لديها، بعد الغارة الجوية التي شنها سلاح الجو الإسرائيلي على رفح وأسفرت عن مقتل عشرات الفلسطينيين، ليل الأحد.
وكان المسؤول في حماس أسامة حمدان، قد قال في مؤتمر صحفي من بيروت: إن “استمرار إسرائيل في المماطلة والغارات الجوية قد يعني أن رهائنها سيعودون مجرد جثث، وربما لن يعودوا أبدا”، وأضاف: أن “إسرائيل لن تعيد أسراها إلا وفق شروطنا التي عرضناها على الوسطاء”.
وحمل القيادي في “حماس” ” إسرائيل مسؤولية كل ما تقوم به حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة بحق المدنيين الفلسطينيين”، وقال: إن إسرائيل “تهرب من فشلها في مواجهة المقاومة بارتكاب المجازر بحق الأطفال والنساء”.
في السياق نفسه، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية: إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحاول عرقلة أي صفقة لتبادل الرهائن مع حركة حماس حتى قبل أن تنضج، الصحيفة قالت أيضاً: إن العرض الوحيد الذي يدور الحديث عنه حاليًا للتبادل يتمثل في صفقة شاملة لإعادة الرهائن جميعا، مشيرة إلى أنه إذا تلقى مجلس الحرب الإسرائيلي عرضًا لصفقة تبادل فسيكون نتنياهو ضمن الأقلية.
وفي ظل المحاولات المتجددة لبدء المفاوضات مع حماس، تحدث مكتب رئيس الوزراء عن مناقشة محتملة بناء على مقترحات جديدة يقودها الوسطاء، لكن مصادر مطلعة على التفاصيل تقول: إن الاقتراح الوحيد المطروح على الطاولة هو “اتفاق شامل لإعادة كافة الرهائن”، واتهم مسؤولون كبار نتنياهو بأنه في حين أن مجلس الوزراء الحربي يمكنه مناقشة المرحلة الأولى من الصفقة، فإن رئيس الوزراء يعمل على تجنب الوصول إلى هذه النقطة.