رغم التنديدات الدولية الواسعة والصدمة العالمية من مجزرة رفح التي ارتكبتها قوات الاحتلال ليل يوم الأحد، أعادت القوات الإسرائيلية الكرة مجددًا دون أي رحمة أو إنسانية، لتقصف منطقة تل السلطان غربي رفح بشكل مكثف، بعد يوم من “مجزرة الخيام” التي ارتكبتها في المنطقة نفسها التي حصدت أرواح عشرات النازحين.
استهدفت مسيرات إسرائيلية خيام النازحين في مخيمات للأونروا غرب رفح، إذ أن الدبابات الإسرائيلية وسعت عمليتها البرية في رفح، ووصلت إلى عمق المدينة.
كما استهدف القصف المدفعي المستشفى الميداني الإندونيسي في تل السلطان غرب رفح، فضلًا عن منزل في المنطقة؛ ما أدى إلى سقوط عدة أشخاص، وفقًا لوسائل إعلام فلسطينية اليوم.
وقال المركز الفلسطيني للإعلام: إن قصفًا مدفعيًا إسرائيليًا استهدف الطابق العلوي من مستشفى الإندونيسي.
وأفاد تلفزيون “الأقصى”، أن جثة قتيل وصلت إلى المستشفى الإماراتي جراء قصف منطقة البركسات غرب رفح.
وتأتي تلك التطورات الميدانية، بعدما فجع النازحون الفلسطينيون بمخيم السلام في منطقة مواصي رفح التي صنفها الجيش الإسرائيلي “آمنة”، بضربات جوية استهدفت خيامهم، ليل الأحد، لتشعل النار فيها وفي أجساد الضحايا الذين سقطوا بالعشرات.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أن 45 شخصًا قتلوا وأصيب العشرات، معظمهم من النساء والأطفال، في الغارات الإسرائيلية على مخيم النازحين.
فيما ارتفع عدد شهداء القصف الإسرائيلي على رفح منذ فجر اليوم إلى 16 شهيدًا، في حين استشهد آخرون بقصف على جباليا ومحيط مستشفى كمال عدوان.
وفي سياق متصل، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الثلاثاء، إن نحو مليون شخص فروا من رفح خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
ونشرت الأونروا في منشور عبر منصة “إكس”، اليوم الثلاثاء، “حدث هذا مع عدم وجود مكان آمن للذهاب إليه وسط القصف ونقص الغذاء والماء وأكوام النفايات والظروف المعيشية غير المناسبة”، مضيفة: “يومًا بعد يوم، يصبح تقديم المساعدة والحماية شبه مستحيل”.
وتزامنًا مع ذلك، دعا البيت الأبيض إسرائيل إلى اتخاذ الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين الفلسطينيين، وذلك بعد يوم من المجزرة التي استهدفت نازحين في رفح بجنوب قطاع غزة وأثارت تنديدًا دوليًا واسعًا.
واعتبر البيت الأبيض – في بيان أصدره في وقت مبكر، اليوم الثلاثاء- الصورة التي أعقبت الغارة الإسرائيلية على مخيم للنازحين في رفح بالمروعة، مشيرًا إلى تواصل مع الجيش الإسرائيلي ومن وصفهم بالشركاء على الأرض لتقييم ما حدث.
ومن المتوقع أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا طارئًا اليوم الثلاثاء؛ لبحث الأوضاع في رفح، حيث ذكرت مصادر دبلوماسية للجزيرة، أن الجزائر دعت إلى عقد جلسة مشاورات مغلقة وطارئة، ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الضربة الإسرائيلية على مدينة رفح، وقال أمس الاثنين: إن الهجوم “قتل عشرات المدنيين الأبرياء الذين كانوا يبحثون فقط عن مأوى يحميهم من هذا النزاع المميت”.