يبدو أن إيران غيرت عقيدتها النووية بالفعل بعد عدة أعوام من التعنت والتهديدات، في سابقة غريبة من نوعها، بعد حديث قادتها بهذا الشأن، إذ تتجه حاليًا نحو إعادة تنسيق زيارات لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية عبر جدول زمني.
وهو ما كشفته مصادر مطلعة، بالإضافة إلى إعداد إيران ولخطة تتعلق بحُريّة عمل أكبر نسبيًا للمفتشين خلال زياراتهم للمواقع داخل إيران، فيما يُعتبر “تنازلات” من جانب طهران.
وتابعت المصادر، أن اللجنة المشتركة المكونة من دبلوماسيين وعسكريين من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا (الجانب التنسيقي)، التي عملت في الأساس للحد من التصعيد بين طهران وتل أبيب، بدأت تتعامل مع عدة ملفات عالقة تخص علاقات إيران مع محيطها الإقليمي والمجتمع الدولي خلال تلك الاجتماعات، ومن بينها الملف النووي الإيراني الذي يحمل عقبات ونقاطًا عالقةً دوليًا.
ويتولى الجانب التنسيقي عقد اجتماعات مع دبلوماسيين وأمنيين وعسكريين إيرانيين وإسرائيليين بشكل منفرد في مدن أوروبية، رتبت من خلالها جوانب عدة بين طهران وتل أبيب فيما يتعلق بالرد الإيراني على استهداف إسرائيل في وقت سابق، القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق.
كما تحدثت المصادر عن أن ممثلي إيران في هذه اللجنة، عرضوا أخيرًا خلال الاجتماعات المستمر انعقادها بشكل دوري، تكوين لجنة مصغرة من خبرائها مع معنيين بالملف النووي الإيراني من الوكالة الدولية والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا ودول أوروبية أخرى.
وبهدف ذلك الوضع “جدول زمني” يخص زيارات للمواقع التي اشتكى مفتشو الوكالة في وقت سابق من عدم تقديم الإفصاح المطلوب وحرية العمل بها خلال التفتيش.
فضلًا عن أن المسؤولين الإيرانيين عرضوا أن تكون هذه اللجنة المصغرة مكلفة بوضع أسس يكون الاتفاق حولها مسبقًا في ما هو مطلوب تقديمه من الجانب الإيراني من بيانات وسجلات تصوير داخل هذه المواقع قبل الزيارات من جانب المفتشين حتى لا تتكرر الخلافات السابقة حول هذا الملف، وفق قول المصادر.
وفي السياق نفسه، أشارت إلى أنّ “أعضاء اللجنة من الجانب الإيراني أكدوا تقديم ضمانات تتعلق بحرية العمل من جانب المفتشين مستقبلا في مراكز التخصيب وحرية التعامل أيضًا مع تقنيات المراقبة بالمواقع وأجهزة الاستشعار خلال زياراتهم”.
وأردفت: أن ما تقدّمه طهران بهذا الشكل يحمل تنازلات لا سيما أن المبادرة في التطرق إلى هذا الملف يعتبر رفعًا لسقف طموحات اللجنة، والدول التي تمثلها في التعامل مع إيران والتطرق إلى ملفات تتعلق بعلاقاتها ببعض الدول في هذا التوقيت.
وقبل أسبوع، صرح كمال خرازي مستشار المرشد الإيراني، أن طهران ستضطر إلى تغيير عقيدتها النووية إذا هددت إسرائيل وجودها، الأمر الذي أثار مخاوف بشأن سلاح نووي إيراني.
وأكد: “لم نتخذ بعد قرارًا بصنع قنبلة نووية، لكن إذا أصبح وجود إيران مهددا، فلن يكون هناك أي خيار سوى تغيير عقيدتنا العسكرية”، وأضاف: أن طهران لمحت بالفعل إلى امتلاكها القدرة على صنع مثل تلك الأسلحة.
وحرم المرشد الإيراني علي خامنئي صنع أسلحة نووية في فتوى في مطلع الألفية، وأكد موقفه مجددًا في 2019 بالقول: “صنع وتخزين قنابل نووية خطأ واستخدامها محرم. ورغم أن لدينا تكنولوجيا نووية فإن إيران عزفت عن ذلك تمامًا”.