في مارس الماضي لمح زعيم التيار الصدر “مقتدي الصدر” بعودته مجددًا للحياة السياسية في العراق، وهو ما أربك الحياة السياسية في العراق التى تعانى من أزمات مستمر، خاصة فيما بعد إقالة الحلبوسي من البرلمان العراقي.
والآن وبعد عامين من ابتعادة عن المشهد السياسي في البلاد، يمهد رجل الدين الشيعي العراقي، مقتدى الصدر، الطريق لعودته إلى المشهد السياسي، حيث كانت آخر المشاهد السياسية لمقتدى الصدر هي محاولته تشكيل حكومة بدون منافسيه الشيعة، ولكنه فشل في ذلك.
ويزعم عودة الصدر أن تكون مع الانتخابات البرلمانية المقرر لها العام المقبل، ليكون في منافسة شرسة مع فصائل شيعية مدعومة من طهران، لتكون العراق ممهدة إلى العودة من جديد للخلافات في البلاد بعد فترة من الهدوء.
وفاز التيار الصدري في الانتخابات البرلمانية عام 2021، لكن الصدر أمر نوابه بالاستقالة، ثم أعلن في العام التالي الانسحاب بشكل نهائي من العملية السياسية في البلاد بعد أن أحبطت أحزاب شيعية منافسة محاولته تشكيل حكومة أغلبية مع الأحزاب الكردية والسنية فقط.
عاد الصدر إلى دائرة الضوء منذ مارس آذار. أولًا، عقد اجتماعًا نادرًا مع علي السيستاني، المرجع الأعلى لشيعة العراق الذي اضطلع بدور محوري في إنهاء اشتباكات دامية بين الشيعة في عام 2022 قبل انسحاب الصدر من الساحة السياسية.
وقال رجل دين مقرب من السيستاني: إن الصدر تحدث عن عودة محتملة إلى الحياة السياسية والبرلمان، وخرج من هذا الاجتماع المهم “بنتيجة إيجابية”. ولم يرد مكتب السيستاني على طلب للتعليق.
ويقول مصدر مقرب منه: إن الصدر أعاد بعد ذلك تسمية التيار ليحمل اسم “التيار الوطني الشيعي”، في انتقاد مُبطن للفصائل الشيعية المنافسة التي يعتبرها غير وطنية وتدين بالولاء لإيران، وكذلك في محاولة لحشد قاعدته الشعبية الشيعية.
وفي حين يخشى بعض المحللين حالة من الارتباك جراء عودة الصدر إلى المشهد السياسي، يقول آخرون: إنه قد يعود أكثر تواضعًا بسبب هزيمة أنصاره خلال مواجهات مسلحة مع فصائل شيعية منافسة، وكذلك النجاح النسبي الذي حققته حكومة بغداد الحالية، بما في ذلك موازنة العلاقات مع إيران والولايات المتحدة.
ويقول المحلل السياسي، واثق الجابوري: إن عودة التيار الصدر تربك الحياة السياسية، ومنذ 2021 وتعيش العراق حالة خاصة من الهدوء السياسي، وهي الفترة التى ابتعد فيها الصدر عن ممارسة الحياة السياسية، وعودته تهدد وبشكل واضح ترابط القوى الشيعية في العراق، حيث إن تواجده يضر الحياة السياسية ويعيد العراق إلى نقطة الصفر.
وأضاف الجابوري – في تصريحات خاصة لملفات عربية-، أن التيار الصدري قد يسعى إلى التحالف مع بعض الفصائل الشيعية الحاكمة، مثل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الذي يحظى بشعبية كبيرة، مع استبعاد آخرين بما في ذلك منافسه اللدود قيس الخزعلي زعيم عصائب أهل الحق وهي فصيل سياسي وعسكري متحالف مع إيران.
وأكد باسل الكاظمي المحلل السياسي العراقي، أن عودة الصدر إلى المشهد السياسي كفيلة بتحقيق التوازن داخل الوسط السياسي الشيعي بعد أن أظهر الإطار التنسيقي نزعة تفرد بتكريس نفوذه أكثر في المؤسسات الحكومي، وإن كلام الصدر يبين أنه قريب من العودة وأنه وما زال فاعلاً في المشهد الاجتماعي.
وأضاف الكاظمي – في تصريحات خاصة لملفات عربية-، أن المؤشرات تؤكد أن هناك عودة للتيار الصدري إلى الحياة السياسية، لكن ليس الآن، وفي الغالب ستكون في الانتخابات البرلمانية المقبلة.